العالم يشتعل لكن هذه المرة ليس بالبارود… بل بالذهب.
ذلك المعدن الصامت الذي لم يتكلم يومًا صار اليوم الناطق باسم الحقيقة المالية الكبرى بعدما بدأت أوراق الدولار تتساقط من شجرة الهيمنة الأمريكية كما تتساقط أوراق الخريف قبل النهاية.
ما نعيشه في عام 2025 ليس مجرد "ارتفاع في أسعار الذهب” بل زلزال في هندسة المال العالمي.
فالذهب اليوم لم يعد زينةً في الأعناق بل إعلان تمرّد سياسي واقتصادي على نظامٍ عاش نصف قرنٍ على وهم "البترودولار” ذاك التحالف الذي جعل النفط يُسعَّر بالدولار والدول تُقاس قيمتها بمدى ولائها له.
لكن الزمن تغيّر.
البريكس — التحالف المتمرد الذي جمع بين الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا — قرر أن يكسر القيد الأمريكي ويخلق واقعًا جديدًا: واقعًا تُقاس فيه الثروات لا بما يُطبع من ورق بل بما يُخزن من ذهب.
هذه ليست معركة أرقام بل معركة بقاء بين ورقةٍ تُطبع في واشنطن ومعدنٍ يُستخرج من باطن الأرض.
الدولار يترنّح والتضخم يأكل ما تبقى من هيبته بينما العالم يهرع إلى الملاذ الأخير… إلى الذهب حيث لا أكاذيب مالية ولا ديون مفخخة ولا مصارف تتلاعب بالمصائر.
البريكس تقول للعالم بوضوح:
"من يملك الذهب يملك القرار.”
الذهب الآن ليس مجرد أصل استثماري بل راية ثورة ضد النظام النقدي القديم.
إنه عودة إلى الحقيقة الأولى: لا يمكن أن تبني اقتصادًا على الورق ولا يمكن أن تشتري الثقة بالحبر.
ومن هنا يصبح ارتفاع الذهب صرخة كونية تعلن نهاية مرحلة وبداية أخرى مرحلة تُقاس فيها القيمة لا بالأوهام بل بما يلمع في الضوء ويصمد أمام النار.
لقد انتهى زمن الدولار المقدّس
وبدأت حقبة الذهب السيادي…
عصرٌ جديد يوشك أن يكتب فصله الأول بعنوان:
"حين صمتت العملات… تكلّم الذهب.” بقلم رحاب القضاه