هيئة النقل.. الأبواب مغلقة وصرخات المستثمرين تطرق أبوابه وتقول: افتحوا بواباتكم واسمعونا
* وزارة الأوقاف تحل محل وزارة النقل وتتصدر المنابر في موضوع منع الحافلات، فيما تكتفي الهيئة بالضغط على المستثمرين الذين تعلوا صرخاتهم ولسان حالهم يقول "حسرة عليكي يا بلد.
* حلبة ملاكمة وضربات موجعة ورؤية التحديث الاقتصادي تحتاج الى وسيلة نقل، وعنوان المرحلة "حُكم القوي للضعيف".
ميعاد خاطر - يتصلون بمكتب وزير النقل فيأتي الرد بلا رد، وكأن موظف المقسم يعرف خصوصية الوزير ومواعيده، فيعودوا إلى هيئة النقل التي خرجت عن مسار نظامها، فلا يجدوا ما يسر، فالكتاب يقرأ من عنوانه ، فرئيس الهيئة يضحك ويرحب لجهات وأشخاص ويعبس ويغضب وينشغل عن جهات وأشخاص يمثلون عصب القطاع ورافد خزينته..
يعود المستثمرون في قطاع النقل إلى مكاتبهم وشركاتهم ويتساءلون بتفكير مسموع، إذا كان الوزير أو رئيس الهيئة يمضي ساعات وساعات في اجتماعات وأخرى لقاءات ومثلها توديع واستقبال الضيوف الرسميين وغيرهم، عدا عن الجولات الخاصة للباص السريع الذي يحظى بمحبة "سكر زيادة "من قبل المسؤولين .. فكم ساعة سيرصد معاليه أو عطوفته للتفكير في التطوير والتنظيم الذي يؤتي أكله وينفع الوطن وابناءه.
لا أرسم صورة من الخيال ولكنني أصف واقعا ومثالا يمكن العثور عليه ومشاهدة آثاره الناجمة فإدارة القطاع غائبة وبعيدة عنه ، تعرف ما لها وأكثر ولا تعرف ما عليها، وتضع العاملين في القطاع على الإغلب موضع الشك وتحارب التشاركية مع القطاع الخاص وتحاول اجهاضه.
وفي الجانب الآخر فإن حجم التذمر من أداء الهيئة وانحيازها وإدارة الظهر للمعيقات التي تسببت بها يتزايد ، والحاجة الماسة للخروج من نقطة المراوحة التي وضعت الهيئة نفسها فيها ضرورة، فهي ترى القشور لا أعمق منها .
بالامس ليس قبله ضُرب قطاع النقل السياحي والتأجيري ضربة موجعة وعلى مرآى من هيئة النقل والوزارة والحكومة، ويبدو أن الوجع لا يليق بهم فتركوا قطاع النقل التأجيري والسياحي يتعرض وبشكل دوري لضربات ووجع وصعقات متتالة نتيجة ضغط الهيئة على هذه الشركات التي تدفع الالاف ما بين ترخيص وتأمين وأقساط وتشغيل وغيرها من الرسوم التي ليس على المستثمرين سوى قول كلمة "تم" وانتظار تشييعهم أو اتجاههم للخسائر الكبيرة المفضية للتصفية.. دون انتظار خدمة أو استقبال لشرب فنجان قهوة.
بالامس تحركت الحكومة وأعلنت فزعتها بعد القرار السعودي الأخير الذي اوقف دخول الحافلات الأردنية إلى الأراضي السعودية خلال موسم الحج القادم، وقد جاء التحرك متأخرا وركيكا، ومتخبطا فالدور الملقى على عاتق هيئة النقل ووزارة النقل سرق واختفى لصالح وزارة الأوقاف التي أخذت زمام المبادرة و الدور والمقعد للتحدث بموضوع النقل وإدارته في موسم الحج ، كيف تقبل وزارة النقل والهيئة أن تخاطب السعودية الاوقاف بهذا الشأن وما علاقتها بذلك.
وما الذي سيفضي من تحرك الحكومة لانقاذ ما يمكن انقاذه من جراء هذا القرار وهم من يحارب لقمة عيش المستثمرين في هذا القطاع بالضغط عليهم وممارسة اصدار القرارات غير الصائبة وغير المدروسة دون استشارة أو تنبيه او تبرير مقنع؟
ما الذي يجعل وزارة الأوقاف تملي شروطها في موسم الحج على مستثمري القطاع وهل بقيت جهة لم تكبس على زنادها باتجاه هذا القطاع دون مراعاة شؤونها ومشاكلها وعجلة دوران قطاعها الذي لا يخرج من مطب إلا ويواجهه أخر، حتى بات لا يقوى على إزالة العصي من دواليب حافلاتها.
أخيرا.. قبل أن تتجهوا إلى قبلة المسلمين الأولى لتحولوا دون استمرار القرار، افتحوا ابواب مكاتبكم واسمعوا لمخاطر انهيار القطاع من الداخل، من أهل مكة فهم أدرى بشعابها وألامها، مكّنوهم ومدوا ايديكم لهم ليمضوا في عملهم وفي انعاش ما تبقى ، بعدها سيكون صوتكم الأقوى أمام السعودية وغيرها، فما يحمله الاردن من أوراق رابحة كفيلة برد الظلم عن القطاع.
فلم يبق امام المستثمرين إلا لقاء رئيس الوزراء الذي يكتفي بالتوجيه، الذي لا يتبعه متابعة.