غالبية الأردنيين يؤيدون تعيين رؤساء البلديات بدل انتخابهم.. ليست مفاجأة!


أظهر الاستطلاع الأخير لمركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، حول رأي الأردنيين بحكومة الدكتور جعفر حسان بعد عام على تشكيلها، أن غالبية الأردنيين يؤيدون تعيين رؤساء البلديات بدل انتخابهم!!

وأظهر الاستطلاع أن 55% من العينة الوطنية و50% من عينة قادة الرأي يؤيدون مقترح تعيين رؤساء البلديات بدل انتخابهم، مقارنة مع 38% من العينة الوطنية و48% من عيَّنة قادة الرأي لا يؤيدون ذلك!!

وإذا سلمنا بدقة تلك النتائج، فإن السؤال هو ما الذي يدفع الأردنيين إلى ذلك؟

برأيي هناك سببان رئيسيان؛ الأول يتمثل في الخلافات العشائرية وتفسخ العائلات التي قد تفرزها الانتخابات في مجتمع عشائري، والثاني أداء الرؤساء المنتخبين. وفي كلا السببين لا أبرئ الحكومة وأجهزتها.

فيما يتعلق بأثر الانتخابات على تماسك المجتمع المحلي المكون من عشائر وعائلات، فإن ذلك يعني أن ثقافة الديمقراطية واختيار الأصلح لم تتجذر بعد في المجتمع، وهذه مسؤولية الحكومة بالدرجة الأولى. ومع ذلك فإنه يمكن القول إن الأثر السلبي للانتخابات على المجتمعات المحلية آخذ بالتناقص، وأحد أسباب ذلك هو استمرار إجراء الانتخابات،

أما بخصوص أداء رؤساء البلديات، فإن الحكومة قد قلصت كثيرا من صلاحيات رؤساء البلديات على مدة الفترة الماضية، كما أنه يمكننا القول أن الحكومة هي من تتحكم بالبلديات من خلال وزارة البلديات، كما أن تجربة الناس، على سبيل المثال، مع تجربة المهندس علي أبو السكر في رئاسة بلدية الزرقاء أظهرت مدى تحكم الحكومة في البلديات وقدرتها على إعاقة أو دعم أي رئيس بلدية، ناهيك عن مسألة الميزانيات الضئيلة المخصصة للبلديات، ولذلك فإن مسألة أداء رؤساء البلديات لا تتوقف فقط على رئيس البلدية بل إن الحكومة، عمليا، يمكنها دعم أداء رؤساء البلديات أو إعاقته، وهو بالضبط ما تفعله الآن، فهي تعمل على دعم رؤساء اللجان البلدية الذين تم تعيينهم.

ومع ذلك فإنني أدعو إلى عدم أخذ تلك النتائج بعين الاعتبار، وبرغم عدم تشكيكي بنتائج الاستطلاع، فإنني لن أتفاجأ في الاستطلاع القادم أن تنقلب النسبة، فالمتابع لنتائج الاستطلاعات التي يجريها ذات المركز تصيبه الحيرة من كثرة تقلب وتذبذب الرأي العام، فعلى سبيل المثال؛ فحسب استطلاع الرأي الذي أجري عند تشكيل حكومة الدكتور جعفر حسان قبل عام كانت نسبة الأردنيين الذين يعتقدون أن الأمور في الأردن تسير بالاتجاه الإيجابي 55%، وبعد مرور 100 يوم انخفضت النسبة إلى 47%، لتقفز بشكل مذهل إلى 74% بعد مرور 200 يوم على تشكيل الحكومة، لتعاود الانخفاض بشكل كبير إلى 57% بعد مرور عام على تشكيل الحكومة!! كما أن نسبة الأردنيين الذي يعتقدون أن الأمور تسير في الأردن بالاتجاه الخاطئ عند تشكيل الحكومة قبل عام كانت 40%، وبعد مرور 100 على تشكيل الحكومة ارتفعت النسبة إلى 51%، لتنخفض بشكل كبير بعد مرور 200 يوم على تشكيل الحكومة إلى 25%، لتعاود الارتفاع بعد مرور عام إلى 35%!!

أخيرا، فلا يجوز للحكومة سلب المواطنين حقهم في اختيار رؤساء بلدياتهم تحت أي ذريعة.