اخبار البلد_ اختتم مؤتمر يوروموني الأردن فعالياته في التاسع من أيار الجاري، بعد يومين زاخرين بالكلمات الرئيسية وورشات العمل والنقاشات المغذية للمعلومات .حضرالمؤتمر ما يزيد على 400 شخصية محلية وعالمية، وقد وفر المؤتمر قاعدة عريضة لصناع السياسة والممولين ورجال الأعمال البارزين لمخاطبة التحديات الأشد وطأة التي يواجهها الأردن في الوقت الراهن. كما قد نوقشت الأسئلة المتعلقة بالاقتصاد العالمي والطاقة وموارد المياه في المملكة، وكذلك التعليم وخلق فرص العمل وسبل تمويل النمو الاقتصادي.
وقد تطرق المؤتمر إلى تطورات الاقتصاد الأميركي، والأزمة المالية في منطقة اليورو، والانتخابات الفرنسية واليونانية، والأهمية المتنامية لقارة آسيا، وكيف يؤثر ذلك كله على الأردن. فالتحديات التي تواجهها البلاد ليست حكراً عليها، إذ أن الأردن، على غرار بلدان أخرى كثيرة، يحتاج إلى اتخاذ وجهة جديدة تمكنه من الاضطلاع بدور فعال في الاقتصاد العالمي الجديد. لقد بدأ المؤتمر باستعراض الصورة القاتمة للاقتصاد العالمي الذي ينبغي أن يلتفت الأردن إلى تناولها والعمل ضمنها، إلا ان الجو الايجابي بدأ يتغلغل تدريجيا بين الناطقين والمقدمين والحضور مع تقدم سير النقاشات.
لدى الأردن الكثير من الفرص المتاحة ليدعم نفسه ويساهم في النظام العالمي الجديد. فمسألة الطاقة تأتي على رأس اهتمامات الحكومة الأردنية، وستبقى كذلك خلال السنوات المقبلة. وقد وردت على لسان الناطقين المميزين اقتراحات تتعلق بخلق وتعزيز موقف تجاه توفير الطاقة لدى رجال الأعمال وسائر المواطنين الأردنيين، بالإضافة إلى السعي الى ايجاد المزيد من فرص الطاقة النووية. فكلما أبكر الأردن في اللحاق بالثورة النووية ازداد اقتصاده رسوخاً.
إن اقتصاد الأردن يتصف بالنمو المستمر، حيث وبحسب مؤشرات صندوق النقد الدولي، من المتوقع أن يبلغ معدل النمو ما نسبته 3% عام 2013، ولكن السؤال هو: هل يكفي هذا النمو في تلبية احتياجات النمو السكاني المتزايد؟ تلزم الأردن فرص أخرى من أجل النمو، وهذه الفرص ستأتي على أيدي الشبان الأردنيين. بالاضافة الى ذلك ثمة ضغوطات عديدة تحيط باقتصاد المعرفة ماثلة في الأردن، وأحدها هو قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وقد نوّه السيد أسامة فياض من Oasis 500إن "هنالك 5000 طالب يتخرج في مجال تكنولوجيا المعلومات كل سنة". فهذا الرأسمال البشري في الأردن هو صفوة ما يتواجد في المنطقة، وإذا ما أنتجت البلاد المزيد من المشاريع مثل Rubicon, Oasis ,Think Arabia التي تقدر وتستثمر المواهب الشابة المحلية وتطورها، فإن الأردن سيغدو قادرا على المنافسة في المنطقة وعلى المستوى العالمي. كما وسيتحقق النمو ببرامج التدريب ودعم المشاريع المتوسطة والصغيرة بالتعاون مع الحكومة، مما سيربط بين التعليم والتسهيلات التدريبية وحاضنات الأعمال والممولين ورواد الأعمال كمقاربة متكاملة شاملة لتطوير قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة بوصفها المصدر الأساسي لنمو الاقتصاد الأردني.
وقد تحدث السيد ريتشارد بانكس مدير الأسواق الناشئة في مؤتمرات يورومني قائلاً: "ها نحن قد اجتمعنا مرة أخرى هذا العام لمناقشة ومخاطبة التحديات الهامة التي يواجهها الأردن. هناك فرصة جيدة أمام الأردن للتغلب على تلك التحديات في وقت أسرع من باقي البلدان في المنطقة. وإننا لنتطلع إلى العام المقبل حيث نسعى الى ابراز التقدم الذي يحققه الأردن في كل عام. التغيير الحقيقي ممكن في الأردن، ويمكن القيام بخطوات ستكون عبارة عن نقطة التحول في اقتصاد البلاد".