صقور وحمائم الاخوان: لن نتجه للمعارضة الخشنة ومنهجنا سلمي

اخبار البلد_ لم يخرج بيان جماعة الاخوان المسلمين الجمعة الماضي حول انتقادهم لحالة الاستعصاء بتحقيق الإصلاح والمطالبة بان يكون الشعب مصدراً للسلطات وفقاً لتغيير حقيقي في بنية النظام السياسي عن منهج وثوابت الجماعة وفق قياداتها.

وفي الوقت الذي وصف المراقبون بيان الاخوان بغير المسبوق لما تضمنه من لغة خطاب لم تعهده الجماعة من قبل وانه يمثل تيارا منفردا في الجماعة, اكدت قيادات الجماعة بصقورها وحمائمها ان عمل الجماعة مؤسسي يعبر عن هيئة مؤسسية واي بيان تصدره الجماعة يعبر عن هذه المؤسسة بجميع مكوناتها.

وهو ما اكد عليه رئيس مجلس شورى جماعة الاخوان المسلمين السابق د. عبد اللطيف عربيات بقوله ان اي بيان يصدر عن الجماعة يمثل مؤسسة لها راي مؤسسي ومرجعيات ثابتة وليس لطرف دون اخر.

وفيما يعتبر المراقبون ان ما جاء في البيان يشكل انقلابا على سياسة الاخوان وتوجه نحو المعارضة الخشنة ولا سيما عندما طالبت في بيانها بالإدراك والفهم والاعتراف بحق الشعب في استعادة سلطاته وقدرته على صناعة حاضره وصياغة مستقبله وأن يكون مصدراً للسلطات وفقاً لتغيير حقيقي في بنية النظام السياسي وإجراء التعديلات الدستورية التي تفضي إلى حكومة الأغلبية البرلمانية والتداول السلمي للسلطة.

الا ان قيادات الجماعة تؤكد بدورها وفق نائب المراقب العام زكي بني ارشيد انه لا يوجد نية لدى الاخوان للتوجه نحو المعارضة الخشنة ولا يعني بيان الجماعة انها انقلبت على سياساتها وتوجهاتها بل جاء ليقدم رسالة واضحة وهي انها ملتزمة بالاستمرار بالاصلاح بالطرق السلمية.

وجاء البيان وفق بني ارشيد ليعبر عن هذه السياسة ويؤكد ان المناورات التي تتحدث عن تحقيق الاصلاح لم تعد تجد نفعا وان المطلوب هو الذهاب نحو الاصلاح بالطرق السلمية من خلال اجراء تعديلات دستورية.

ويبدو واضحا ان صقور وحمائم الاخوان يتوافقون  بحسب د. عربيات على ان الخط العام لدى الجماعة ومنهجها الواضح هو المطالبة بتحقيق الاصلاح والتأكيد على المنهج السلمي المتدرج في الاصلاح لما فيه مصلحة البلاد.

وهو ما شدد عليه الاخوان في بيانهم عندما جددوا تأكيدهم على منهجهم السلمي في المطالبة بإصلاح النظام والتعاون مع جميع القوى الوطنية والحزبية والحراكات الشبابية والمكونات الاجتماعية لتحقيق الإصلاح المنشود.

وجاء البيان وفق رئيس الدائرة السياسية السابق للاخوان د. ارحيل غرايبة تأكيدا على سياسة الجماعة السابقة ومنهجها السلمي وبذات الشعار وهو اصلاح النظام, رافضا وصف البيان بغير المسبوق او انه يشكل انقلابا في خط الاخوان.

ولم يختلف في الرأي حمائم الاخوان او صقورهم بالقول انه ربما يكون في بيتهم الاخواني خلافات وتباينات في الرأي ولكن الاخوان لا يختلفون في المواقف السياسية حيث ان التوافق يصل الى حد الاجماع.

وكانت جماعة الاخوان المسلمين قد انتقدت غياب الإرادة الرسمية الجادة في الإصلاح الحقيقي والإصرار على إنتاج تشريعات وقوانين معيقة للتنمية السياسية ومعطلة لإرادة الشعب.

واعتبرت عدم اعتراف أصحاب القرار بالأزمة المتحكمة بمصير الوطن ومستقبل الشعب والاكتفاء بالمراوحة في الحالة البائسة نفسها وفق وصفها وإشغال الرأي العام بحركات عاجزة عن الإنجاز بعد أن أُفرغت مؤسسات الدولة من مضمونها وجوهرها بعيداً عن تمثيل الإرادة الشعبية التي يجب أن تكون المرجعية الشرعية لكافة السلطات.