اخبار البلد
كنت في دبي تلبية لدعوة من نادي الصحافة, وحضرت مهرجان توزيع جوائز الصحافة العربية, وما دار على هامشها من ندوات وورشات اعلامية...
دبي مدينة كونية فيها من كل الجنسيات, وتسمع في شوارعها كل اللغات وتشاهد كل اشكال والوان البشر, فهي مدينة لا تشبه الا نفسها, بهذا المزيج البشري والحضور المدهش والمحيّر في وقت واحد.
في دبي التقيت مجموعة من الصحافيين العرب, وفي دبي واجهت اسئلة كثيرة حول موعد الانتخابات والشروع بالاصلاحات في الاردن.. اسئلة لا املك اجابات واضحة بشأنها حتى الآن...
فور عودتي من دبي حضرت لقاء رئيس الحكومة د. فايز الطراونة مجموعة من الزملاء الصحافيين والاعلاميين حول مأدبة غداء حضرها عدد من الوزراء المعنيين بقضايا الحوار في هذا اللقاء الذي تم امس في نادي الملك حسين, وهو اللقاء الذي ذكرني بمأدبة العشاء الحوارية التي اقامها الدكتور عون الخصاونة في بداية عهده وفي المكان نفسه.
كان غداء الرئيس الطراونة اضيق من عشاء الخصاونة, كذلك موضوع النقاش وان تشابه في بعض مواقعه ونقاطه, بحيث استطيع ان ازعم انني خرجت بالنتائج ذاتها واحمل الهواجس ذاتها وما زلت لا املك اجابات واضحة على اسئلة عديدة.
بعد العشاء الاخير للرئيس الخصاونة والحوار الذي دار حول توصيات لجنة الحوار خرجت في ذلك الوقت ولدي انطباعات راسخة بأن لا انتخابات قريبة ولا اصلاحات سياسية واقتصادية سريعة, أو في الافق البعيد على الأقل...
أما بعد غداء الدكتور الطراونة يوم امس فخرجت بانطباع أن لا انتخابات هذا العام, فهو يريد اجراء حوارات, لم تبدأ بعد, مع اطياف المجتمع الاردني كافة, وهو يتوقع استمرار هذا الحوار حتى 30 أيلول المقبل!!
الانطباع الاول... واعتقد أنه الانطباع الدائم أن لا انتخابات ولا اصلاحات سياسية, حتى الاصلاحات الاقتصادية تتمثل لدى حكومته برفع طفيف للدعم عن بعض السلع, وقد قدم وزير المالية لهذا الاعلان بارقام عن تكلفة الدعم, والعجز المالي, والمديونية, التي لا اريد ذكرها هنا لأنني لا اؤمن بالارقام الصماء, بل اتوقف عند البعد الاجتماعي لرفع الدعم عن بعض السلع في وقت صعب.
لا اعتقد ان احداً من الزملاء الذين حضروا مأدبة الغداء يستطيع الدفاع عن نوايا الحكومة أو قراراتها المنتظرة والقريبة في عز الازمة الاقتصادية واجواء الربيع العربي وذروة الحراك الشعبي رغم قناعة الجميع بوجود مرحلة اقتصادية صعبة.
رفع »الدعم الطفيف« عن بعض السلع, وهو رفع مرحلي وتدريجي, يجب أن تواكبه اجراءات اصلاحية اقتصادية وسياسية مقنعة للناس وتصب في مصلحة الوطن من أجل ان يتقبل الناس التعايش مع ظروف مرحلة تقشفية ترشيدية بهدف معالجة الازمة والخروج اقتصاديا وسياسيا من عنق الزجاجة...
كذلك يجب أن نلمس بدء تنفيذ المشروع الاصلاحي الاقتصادي والسياسي بخطوة عملية واحدة, تنهي هواجس الناس بشأن الانتخابات النيابية التي تشكل بوابة الاصلاح السياسي... والعمل على تحقيق الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية لتحسين حياة المواطن عبر العدالة في توزيع الثروة.