ماذا يحدث عند وضع السكر في خزان وقود السيارة؟

في واحدة من أكثر الشائعات انتشارا في عالم السيارات، لطالما حذّر السائقون من أن إلقاء السكر في خزان الوقود يؤدي إلى تدمير المحرك بالكامل، وهي حيلة تخريبية يعتقد كثيرون أنها تضمن القضاء على أي سيارة بين ليلة وضحاها، غير أن خبراء الميكانيكا والكيمياء يؤكدون أن هذه الرواية الشهيرة ليست دقيقة كما يتصورها الناس.

 

 

القصة التقليدية تقول إن شخصا حاقدا يفتح غطاء الوقود سرا ويسكب السكر في الخزان، لتتحول السيارة في صباح اليوم التالي إلى خردة بلا إنذار، إلا أن التجارب والدراسات تكشف أن البنزين لا يذيب السكر أساسا، ما يجعل هذه الحيلة أقل خطورة مما يشاع. فحبيبات السكر لا تمتزج بالوقود، بل تستقر في قاع الخزان، وغالبا لا تتحرك إلا عندما يقترب مستوى الوقود من النفاد، وفقا لـ slashgear.

 

 

ويشير الخبراء إلى أن أنظمة الوقود الحديثة مزودة بفلاتر عالية الكفاءة تمنع مرور الجزيئات الكبيرة مثل بلورات السكر نحو المحرك، ما يعني أن الضرر المباشر للمحرك أمر غير مرجح ما لم يكن الفلتر تالفا أو مهترئا، وبالتالي فإن فكرة "الموت الفوري للمحرك" التي روّجتها السينما والقصص الشعبية ما هي إلا خرافة وقود أخرى.

 

 

ومع ذلك، لا يعني ذلك أن وجود السكر في الخزان بلا أضرار، فمع مرور الوقت قد يؤدي تراكمه إلى انسداد فلتر الوقود أو إجهاد مضخة الوقود، وقد تصل بعض الجزيئات إلى الحاقنات مسببة تذبذبا في أداء المحرك أو تباطؤا عند التسارع أو حتى توقفا مفاجئا، وفي هذه الحالات، يتطلب الأمر تدخلا فنيا يتضمن تفريغ الخزان واستبدال الفلتر وتنظيف أو استبدال الحاقنات.

 

 

وتزداد خطورة الأمر في سيارات الديزل، إذ تعمل محركاتها بضغط أعلى وبنظام حقن أكثر دقة، ما يجعل أي تلوث في الوقود خطرا داهما. فحتى كمية ضئيلة من السكر قد تلحق ضررا جسيما بالحاقنات أو مضخات الوقود، وهي مكونات مكلفة للغاية عند استبدالها.

 

 

وينصح الخبراء السائقين الذين يشتبهون بتعرض سياراتهم لمثل هذا التخريب بعدم تشغيل المحرك مطلقا، بل سحب السيارة فورا إلى ورشة مختصة. وتشمل خطوات الإصلاح عادة فحص الخزان وتفريغه، واستبدال الفلاتر، وفحص خطوط الوقود والحاقنات بحثا عن أي انسداد. أما في السيارات الحديثة أو محركات الديزل، فقد يتطلب الأمر استبدال الحاقنات أو المضخات بالكامل وفحص ضغط الوقود.

 

 

وتختلف تكلفة الإصلاح تبعا لحجم الضرر؛ ففي حين قد تتجاوز تكلفة إصلاح نظام وقود متضرر بشدة 1000 دولار، فإن الحالات البسيطة التي تقتصر على تفريغ الوقود وتبديل الفلتر تتراوح تكلفتها بين 200 و500 دولار.

 

 

وهكذا، يتضح أن السكر في خزان الوقود لا يملك تلك القدرة "السحرية" على تدمير المحركات كما يعتقد كثيرون، لكنه يظل عامل إزعاج قد يسبب أضرارا مكلفة إذا لم يُعالج بسرعة وبالطريقة الصحيحة.