سعد هايل السرور ابن البادية الذي اعتلى كرسي العبدلي فكان عنوان في مرحلة الكبار
رسم ملامح الشخصية الأردنية.. و قطف ثمار غرس جهده بما ناله من احترام وتقدير ومحبة
ميعاد خاطر - ثمانية وسبعون عاما عامرة بالنبض والخبرة وحسن السيرة ، تمتلئ عقودها بإنجازات تروي سيرة شخصية كبيرة نشأت في المفرق في كنف شيخ وعلم ورمز من رموز الوطن، الشيخ هايل السرور الذي استطاع أن يرسخ قيم البداوة الأصيلة بعاداتها وقيمها وتقاليدها بين ابناءه الذين ورثوا عنه الطيب والكرم والشهامة والولاء لهذا الوطن وقيادته الهاشمية ..
هو سيد من ساداتها ورجل دولة مهيب ، نذر نفسه لخدمة وطنه ومليكه وسخر نفسه في سبيله مدافعا عن الحق باحثا عنه واقفا معه في مجابهة التحديات وتحقيق المستحل وقد تحقق..
الشيخ سعد هايل السرور المساعيد .. ابن البادية الذي ترعرع بين الكبار، ابن البادية الذي ولد واقفا يعتمد على نفسه، ابن البادية الذي استلهم العزيمة من والده الشيخ هايل والذي يرجع الفضل له دوما، فمنذ نعومة أظفاره كبر في قلب الصحراء في "أم الجمال" ليكون محط نظر الكبار، تمكن عبر سنين عمره من تحويل نفسه إلى متن النص وعنوان عريض كبير ودائم..
اذ ان ما ينعم به السرور الان من مكانه وحضور وسيرة عبر مساحات الوطن الواسعة، ما هو إلّا ثمار غراس جهده عبر هذه الحقبة التي تمضي من عمره - وندعو الله أن يشافيه - والتي ترك خلالها اثراً واقعاً واسماً راسخاً مشهوداً له بما قدم خلال مسيرته الممتدة الحميدة التي أمن بها، فرغم الكثير من السنوات التي تركت في قلب وعقل ووجدان السرور إلّا أنه في كل سنة كان يبني ويُنشئ ذكرى مختلفة لما اتسم به من الذكاء والفطنة، والذي أسس بها دربا سهلاً لمسيرته في مهامه الصعبة التي تولاها رغم وعورة الطريق وقساوة الظروف بأنواعها، والتي لا يقوى على حملها إلّا الرجال الاشداء المؤمنون بحب الوطن والإخلاص لترابه، فالشيخ السرور له مواقف ثابتة مشرّفة، مواقف مع الملك ومواقف مع الوطن وقضاياه، مواقف مع الامة وهمومها وتطلعاتها، مواقف مع الكلمة الصادقة ووجهة النظر السليمة والرأي.
حق للمفرق ان تتباهى بسيد من سادتها .. سيد يمتلك من الخصال ما لا يمكن توفرها في غيره، سيد حظي باحترام كبير يذكره الجميع بحسن إدارته وقيادته، فهو يتمتع بقدرة فائقة على استقراء المستقبل، وقدرة أكبر على السير على الخط الأمن لما يحتضنه من نصح وإرشاد ورأي لا يخيب، فهو في صدقه وانتمائه وفي غيرته على وطنه يجسد الوطن والمواطن في ان واحد.
خاض السرور تجربة المعترك السياسي في أول برلمان أردني منتخب في الـ 1989 وقبله في مجلس الأعيان وبعده وزيرا في الحكومة ،وانتخب لخمس دورات متتالية نائبا وكان في المجلس رئيساً لمجلس النواب ليس ممثلا عن إرادة أعضاء المجلس فقط وإنما يمثل حب الناس له الذين أحبهم من شرق الأردن وغربه من أقصاه إلى أقصاه، ويرنوا الأردنيون اليوم أن تبقى هذه الشخصيات في المقاعد الأولى فهم الأكثر قدرة على تقديم النصح والمشورة والرأي السديد.
سعد هايل السرور اردني الوجه عربي القلب والوجدان يعرف الواجب والوفاء، يقضي حياته اليوم في محبة الناس ويجني محبتهم من خلال تواضع النفس الكبيرة والعطاء المتواصل، فهو ابن المفرق الذي يعيش همومها ويسعد بنهضتها، ورغم برنامج حياته وتنوعه و الذي يطول إلّا أنه حافظ على أناقته اللافتة في حياته الخاصة والعامة.
كان أبو هايل يرسم دوما ملامح الشخصية الأردنية بعفوية واتقان، ابتعد عن الزيف والخداع ونأت قناعات نفسه الفطرية عن كل سلوك شائن او تصرف غير مقبول، فقد سار على نهج لم يتغير ولا يحسن تغييره ففي كل موقع وجد فيه كان دائم التفاعل مع الناس قريبا منهم يجد نفسه فيهم ويجد متعته في خدمتهم ولا يفاخر ولا يبخل بجاهه على احد ، فجاه سعد هايل السرور كبير ومقدر واسم له وقع جميل وقصة بطولة.. هذه السيرة يحملها أبناؤه ويفاخروا بها ويحق لهم ذلك.