هل تفعل الية الزناد الأوروبية البات الحرب الإقليمية؟

أعلنت شركة "روساتوم” الروسية الحكومية أن روسيا وإيران وقعتا، امس الأربعاء، مذكرة تفاهم لبناء محطات طاقة نووية صغيرة في إيران، وذلك قبل أيام ان لم يكن ساعات قليلة من تفعيل الترويكا الأوروبية الية الزناد التي بدورها عادت لتفعل البرنامج النووي الإيراني وعلى نطاق واسع .

فشركة "روساتوم” وصفت الاتفاق الذي وقعه رئيسها أليكسي ليخاتشوف ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي في موسكو بانه "مشروع استراتيجي” ، متحدية بذلك قرار الدول الأوروبية تفعيل الية الزناد المحددة بالقرار الاممي 2231 للعام 2015 ، اذ منح القرار في فقرته الحادية عشرة الترويكا الأوروبية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا ) الحق بتفعيل العقوبات الدولية في حال حدثت انتهاكات جسمية من الجانب الإيراني للاتفاق النووي، الامر الذي نفته موسكو وبكين مشيرة الى عدم التزام دول الترويكا باتخاذ موقف صارم من الانتهاك الأمريكي الذي تضمن انسحابا من الاتفاق في العام 2017 .

روسيا حولت معارضتها لقرار تفعيل الية الزناد الأوروبية، الى إجراءات عملية على الأرض برفضها العقوبات الأوروبية على ارض الواقع وعقدها اتفاقات مهمة للطاقة النووية والاهم تطوير التعاون العسكري، بعد ان اشارت تقارير عدة الى تعاون عسكري مشترك بين موسكو وطهران للتطوير صناعة الطائرات المسيرة ، وتزويد موسكو ايران بمنظومات دفاعية جوية حديثة.

في المقابل شهدت العلاقات الصينية الإيرانية تطورا موازيا اذ يتوقع ان تحصل ايران على طائرات J 10 ومنظومة HQ-9B للدفاع الجوي الى جانب منظومات اكثر تقدما للحرب الالكترونية، وهذه مسارات تؤكد بأن موسكو وبكين تعبران عن معارضتهما للموقف الأوروبي بإجراءات عملية بعد ان فشل مجلس الامن في تحقيق التوازن المطلوب في التعامل مع الانسحاب الأمريكي للعام 2017 / فمجلس المن دخل مرحلة الشلل وانعدام الفاعلية والقفز على مقرراته بات امرا واقعا من الأطراف كلها.
ايران مقتنعة بان الجهود الدبلوماسية لتعطيل تفعيل العقوبات وصلت الى نهايتها، لذلك عمدت لمواجهة كل الاحتمالات بما فيها تلقي ضربة عسكرية جديدة، بترميم قدارتها الصاروخية وتطويرها في الوقت الذي كشف فيه مستشار الامن القومي عباس عراقجي رفض بلاده عروض غربية لوقف تفعيل الية الزناد مقابل تفكيك برنامجها الصاروخي والاكتفاء بإنتاج صواريخ قصيرة المدى لا يتجاوز مداها 500 كم.
الأهم من ذلك وقبل 48 ساعة من تفعيل الية الزناد أعلنت ايران تمسكها بتخصيب اليورانيوم على لسان المرشد الأعلى علي خامنئي ، وفي الان ذاته كشفت ايران معلومات استخبارية تتضمن وثائق للبرنامج النووي التابع للكيان الإسرائيلي وصور من داخل مفاعل ديمونا النووي جنوب البحر الميت، الذي باشر الاحتلال بتحصينه واجراء عمليات صيانة وبناء في الموقع بداية الشهر الحالي أيلول/ سبتمبر دون ان توضح الصحافة العبرية الأسباب الكامنة وراء ذلك ما تضح اليوم الخميس عبر التسريبات الإيرانية.
ختاما .. الحرب تبدو على الأبواب، ففرصة توجيه ضربة لإيران لا يتوقع ان يفوتها نتنياهو للهروب من العزلة والفوضى التي تبعت انعقاد الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة مستثمرا بتفعيل أوروبا الية الزناد، فموقف الترويكا الأوروبية وفر المشروعية لهجوم جديد لن يمنعه الا الاستعدادات العسكرية الإيرانية الرادعة ،ولن يحول دونه الا معارضة أمريكية مباشرة وصارمة، وهو الامر المفقود، ما يعني ان المنطقة مقبلة على مزيد من جولات التصعيد والمواجهة بين الكيان ودول المنطقة.