تحركات مفاجئة وتفاصيل غامضة.. ماذا يدور في رأس ترامب؟ ولماذا هذه المبادرة الآن؟هذا ما يدور في الغرف المغلقة

بشكل مفاجئ، بدأ الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بتحركات من أجل "وقف حرب غزة” التي دخلت يومها الـ714 وراح ضحيتها مئات آلاف من الشهداء والإصابات ودمار هائل في البنية التحتية، في ظل مخططات التهجير القسري التي تُطرح على الطاولة، وتقسيم غزة وجعلها مشروع استثماري بحت.
تحرك ترامب الجديد وصفه الكثير من المراقبين بـأنه "غامض ومفاجئ”، في ظل الرفض الصريح الذي يعلنه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لكل مبادرة يتم طرحها ولا تتماشى مع الأهداف التي وضعها لإنهاء الحرب وعلى رأسها "القضاء على حماس أو استسلامها واستعادة الأسرى الإسرائيليين”.
التحرك الأمريكي الجديد لم يتوقف عند دعوة زعماء عرب لعقد اجتماع "استثنائي ومفاجئ” في البيت الأبيض، بل تعدى ذلك حين تم الكشف عن مبادرة جديدة سيتم طرحها على الأطراف العربية تتعلق بإنهاء الحرب الإسرائيلية الدامية على قطاع غزة، وفقًا لرؤية أمريكية وإسرائيلية خالصة.

الكثير من وسائل الإعلام سارعت في البحث خلف المبادرة الأمريكية الجديدة المتعلقة بغزة، فتم الكشف عن بعض تفاصيلها فيما لا يزال الغموض سيد الموقف حول هذا التحرك، وجدواه وكذلك توقيته المفاجئ.
القناة الـ12 الإسرائيلية نقلت عن مسؤولين أميركيين أن لدى ترامب ومبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف سيعرضان الثلاثاء على عدد من القادة العرب والمسلمين مبادئ خطة أميركية، تهدف إلى إنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة.
وأفادت القناة نقلا عن مسؤول إسرائيلي بأن نتنياهو سيبحث تفاصيل هذه الخطة مع ترامب خلال اجتماع في البيت الأبيض، مشيرة إلى أن نتنياهو مطّلع على أجزاء منها، وقد تضطر إسرائيل إلى قبول بعض بنودها.

كما أوضحت المصادر للقناة الإسرائيلية أن الخطة الأميركية تشمل تفاصيل "إنهاء الحرب وإعادة كل الأسرى، وانسحاب إسرائيل ومن سيدير قطاع غزة”.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية أفادت بأن ترامب سيبحث مع قادة عدد من الدول العربية والإسلامية الثلاثاء الحرب الإسرائيلية على غزة، وذلك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية، عن مصدرين إسرائيليين وصفتهما بالمطلعين قولهما إن "دعوة ترامب وُجهت إلى قادة السعودية والإمارات وقطر ومصر والأردن وتركيا، لمناقشة تطورات الأوضاع في غزة وسبل وقف التصعيد”.
ويأتي الاجتماع المفترض تزامنا مع توجه نتنياهو إلى واشنطن غدا، إذ يلتقي ترامب في البيت الأبيض، وفق ما أعلن سابقا، دون تحديد موعد اللقاء.
بدوره، ذكر موقع "أكسيوس” الأميركي، في وقت سابق، أن الرئيس الأميركي سيقدم لزعماء هذه الدول مقترحاً للسلام، ومستقبل الحكم في غزة بعد الحرب، كما أورد الموقع، أن يناقش ترامب مبادئ الانسحاب الإسرائيلي من القطاع، ومستقبل الحكم فيه بعد انتهاء الحرب، من دون مشاركة حركة "حماس”، إلى جانب إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة.
وأضاف الموقع أنّ الولايات المتحدة تريد من الدول العربية والإسلامية الموافقة على إرسال قوات عسكرية إلى غزة، للمساعدة في انسحاب إسرائيل وتوفير تمويل عربي وإسلامي للمرحلة الانتقالية وإعادة الإعمار.
وقبل أيام قليلة، صاغت حركة "حماس” رسالة عاجلة إلى ترامب.
ووفقًا للرسالة، طلبت الحركة من الرئيس ضمان وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا مقابل الإفراج الفوري عن نصف الرهائن.
ووفقًا للتقارير، فإن الرسالة بحوزة القطريين حاليًا، وسيسلمونها إلى الرئيس ترامب قريبًا. وصرح الصحفي الاسرائيلي عميخاي شتاين بأن الرسالة تضمنت بندًا ينص على استمرار وقف إطلاق النار طالما استمرت المفاوضات لإنهاء الحرب.
ويبقى التساؤل الذي يبحث عن إجابة.. هل المبادرة فخ جديد من ترامب؟ أم حان وقت إنهاء حرب غزة؟ وماذا عن الوسيطين قطر ومصر؟/رأي اليوم