الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني.. جهود ملكية تصنع إنجازاً فلسطينياً



في خطوة تعكس صمود القضية الفلسطينية وأهمية الدور الأردني، جاء الإنجاز الأخير على الصعيد الدولي باعتراف عدد من الدول بدولة فلسطين كنتاج لقيادة ملكية استراتيجية ورؤية دبلوماسية متوازنة وجريئة. هذا الإنجاز ليس مجرد حدث عابر في السياسة العالمية، بل هو تتويج لمسار طويل من المبادرات الملكية التي وضعت الأردن في قلب الجهود الرامية للدفاع عن الحقوق الفلسطينية، ولتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.
وتبرز من بين هذه الجهود التحركات الدبلوماسية المكثفة، وخطابات الملك في المحافل الدولية، واللقاءات مع قادة العالم، التي صقلت مكانة الأردن كرافد أساسي لدعم فلسطين، وحافظت على القضية الفلسطينية حية في وجدان المجتمع الدولي، مؤكدًا أن العدالة التاريخية للشعب الفلسطيني تظل أولوية لا تتراجع.
لطالما كان الأردن حجر الزاوية في دعم القضية الفلسطينية، مسخّرًا كل إمكانياته السياسية والدبلوماسية لخدمة الحق الفلسطيني واستعادة العدالة التاريخية للشعب الفلسطيني. منذ توقيع اتفاقيات السلام، ومرورًا بالسنوات العديدة التي شهدت صراعات مستمرة في المنطقة، ظل الأردن صامدًا في الدفاع عن فلسطين، واضعًا القضية في قلب سياسته الخارجية ومواقفه الدوليةضمن رؤية ملكية دبلوماسية تؤمن بحقوق الشعب الفلسطيني.
فقد لعبت القيادة الأردنية، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، دورًا محوريًا في تعزيز مكانة القضية الفلسطينية على الصعيد الدولي، وتحويل المبادئ الثابتة إلى خطوات عملية ملموسة على الأرض الدبلوماسية. منذ توليه العرش،  فقد حرص جلالته على جعل دعم فلسطين محورًا استراتيجيًا في السياسة الأردنية، مع التركيز على حل الدولتين على حدود عام 1967، والقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، ورفض التوسع الاستيطاني أو أي محاولات للضم.
وتجلت هذه الرؤية الملكية في تحركات دبلوماسية محكمة، شملت خطاباته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والقمم العربية والدولية، حيث شدد جلالته على أن الاعتراف الدولي بفلسطين ليس مجرد خيار سياسي، بل التزام بالعدالة وحقوق الإنسان، وإسهام في تحقيق السلام والاستقرار الإقليمي.
إلى جانب الخطاب الرسمي، سعت المملكة من خلال لقاءات الملك مع قادة دوليين وصناع قرار إلى ترسيخ دعم المجتمع الدولي للحقوق الفلسطينية، وتعزيز الشراكات التي تحوّل المبادئ إلى نتائج ملموسة. هذه الجهود المتسقة والمستدامة أكسبت الأردن احترامًا واسعًا، وجعلت قيادته نموذجًا للدبلوماسية الفاعلة، القادرة على توحيد الرؤية الدولية حول القضية الفلسطينية، وتحويلها من نقاش نظري إلى اعتراف عملي وملموس.
توجت الجهود الملكية والدبلوماسية الأردنية المتواصلة بإنجاز دولي بارز، تمثل في تصاعد الاعتراف العالمي بدولة فلسطين من قبل عدد من الدول الكبرى، من بينها بريطانيا، كندا، أستراليا، والبرتغال، ما يعكس صدى الرؤية الثابتة التي قادها جلالة الملك عبد الله الثاني على مدى سنوات. هذا الإنجاز ليس مجرد خطوة رمزية، بل هو تعبير ملموس عن تقدير المجتمع الدولي للحقوق الفلسطينية، وإقرار عالمي بالعدالة التاريخية التي يسعى الأردن بقيادة الملك إلى تعزيزها.
وقد لعبت الدبلوماسية الأردنية دورًا محوريًا في توجيه هذا الاعتراف، من خلال مبادرات متواصلة مع صناع القرار في العواصم الغربية والصديقة، وتوضيح الأبعاد القانونية والسياسية والإنسانية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مع رفض التوسع الاستيطاني أو أي مخططات تهدد الحقوق الفلسطينية. وقد ساهمت هذه الاستراتيجية الدقيقة في توحيد الرؤية الدولية حول القضية الفلسطينية، وتحويل الدعم العاطفي والسياسي إلى اعتراف رسمي ملموس.
كما عزز الأردن مكانته كحلقة وصل بين الدول العربية والمجتمع الدولي، مستفيدًا من الثقة والاحترام الذي اكتسبه على مدار عقود من قيادة الملك عبد الله الثاني. فالاعتراف الدولي بفلسطين اليوم يعكس نجاح الدبلوماسية الأردنية في تحويل المبادئ الثابتة إلى واقع عملي ملموس، وتحقيق إنجاز دبلوماسي تاريخي يعزز الحقوق الفلسطينية ويقوي موقف الأردن الإقليمي والدولي. هذا الإنجاز العالمي بدوره  يعكس حكمة القيادة الملكية الهاشمية بقيادة الملك عبد الله الثاني حفظه الله و رعاه بعمق الرؤية الأردنية في وضع القضية الفلسطينية على سلم الأولويات الدولية، ويؤكد أن العمل الدبلوماسي المبتكر والمستمر قادر على تحويل المبادئ إلى نتائج عملية ملموسة، تصنع فارقًا حقيقيًا على الصعيد السياسي الدولي.
انطلاقًا من الإنجاز الدولي الذي مثّل تزايد الاعتراف بدولة فلسطين، يبرز الدور الأردني المحوري في حماية القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية كركيزة أساسية لتعزيز الحقوق الفلسطينية على الأرض والدبلوماسية الدولية. تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك عبد الله الثاني، حرص الأردن على تعزيز الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة، وضمان الحفاظ على هويتها التاريخية والدينية، باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من حقوق الشعب الفلسطيني وواجب الأردن التاريخي تجاه القدس.
و لقد جسّد الأردن هذا الدور من خلال مبادرات دبلوماسية مستمرة، واتصالات مع مؤسسات دولية ودينية، وجهود لحماية المقدسات من التوسع الاستيطاني ومحاولات التغيير الديموغرافي في القدس الشرقية. ويأتي هذا الالتزام الوطني والديني بالتوازي مع تعزيز حقوق الفلسطينيين على الصعيد السياسي والدولي، حيث يجمع الأردن بين المسؤولية التاريخية والدبلوماسية الرصينة لتأمين وضع القدس وفق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
و تأسيساً على ذلك فقد  ساهمت الوصاية الهاشمية  على المقدسات الدينية في تعزيز المصداقية الدولية للأردن، وجعلت جهوده الدبلوماسية أكثر تأثيرًا في تحريك الرأي العام العالمي نحو دعم الحقوق الفلسطينية، وهو ما انعكس مباشرة على تزايد الاعتراف الدولي بدولة فلسطين, وقد  جعل هذا التكامل بين حماية المقدسات وتعزيز الاعتراف الدولي يعكس رؤية ملكية استراتيجية، تجمع بين الثبات على المبادئ والقدرة على تحقيق نتائج ملموسة في السياسة العالمية.
 و اخيرا فإن الإنجاز الدولي المتمثل في تصاعد الاعتراف بدولة فلسطين يمثل ثمرة مباشرة للرؤية الثابتة والجهود الدبلوماسية الحكيمة لجلالة الملك عبد الله الثاني، ويؤكد أن الأردن لم يكن مجرد شاهد على الأحداث، بل كان فاعلًا رئيسيًا في صياغة المشهد السياسي الدولي لصالح فلسطين.
ويبرز من خلال هذا الإنجاز أن القيادة الملكية الأردنية نموذج حي للدبلوماسية الفاعلة، القادرة على تحويل المبادئ الثابتة إلى نتائج ملموسة على الأرض السياسية والدبلوماسية، مع الحفاظ على الحقوق الفلسطينية، والوصاية الهاشمية على القدس، وتعزيز السلام والاستقرار الإقليمي. إن حكمة جلالة الملك وحرصه المستمر على تعزيز مكانة الأردن ودعم فلسطين أثبتت أن القيادة الواعية والمبادرة المستمرة قادرة على صناعة الإنجازات التاريخية.
إن هذه الجهود المتواصلة تُظهر مدى التزام الأردن بقيادته الملكية بدعم فلسطين، وتدعونا جميعًا إلى تقدير هذه الجهود الوطنية وتعزيز التضامن العربي والدولي مع القضية الفلسطينية، لضمان أن يبقى الحق الفلسطيني حاضرًا ومؤثرًا على الساحة العالمية، وأن تتحقق العدالة التاريخية التي ينشدها الشعب الفلسطيني، بقيادة ملكية حريصة على كل خطوة نحو تعزيز حقوقه ومكانته الدولية.
وفي الختام، حما الله الأردن وملكها، وجعلها دار أمن وأمان لكل الإنسانية، ومنارة تدافع عن حقوق المستضعفين في الأرض.