ترحيب باعترافات جديدة بدولة فلسطين.. وإسرائيل تتوعّد بالرد
عبرت دول ومنظمات عربية وإسلامية عن ترحيبها باعتراف كل من بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال بدولة فلسطين أمس الأحد، ورأت أن هذه الخطوة تشكل دعماً قوياً لحقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته، كما اعتبرت أن هذه الخطوة تسهم في دفع عملية السلام في المنطقة، وتدعم الجهود في الوصول إلى حل الدولتين.
ترحيب عربي اعتبرت السعودية أن هذا الاعتراف يؤكد "الالتزام الجاد من الدول الصديقة بدعم مسار السلام والدفع باتجاه حل الدولتين على أساس قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة"، وأعربت المملكة، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية، عن "تطلعها إلى اعتراف المزيد من الدول بدولة فلسطين، واتخاذها لمزيدٍ من الخطوات الإيجابية، بما يسهم في تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني بالعيش في سلام على أرضه".
من جهتها، رحبت وزارة الخارجية الأردنية بهذه الخطوة واعتبرت في بيان أن "هذا الموقف يتماهى مع الإرادة الدولية المتزايدة بضرورة إنهاء الاحتلال وتجسيد حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في إقامة الدولة الفلسطينية على أساس حل الدولتين".
كما رحبت الكويت بخطوة الاعتراف بدولة فلسطين. وقالت الخارجية الكويتية في بيان، الأحد، إن "دولة الكويت تشيد بهذه الخطوة" التي تعتبر أن "من شأنها الإسهام في تعزيز فرص السلام في المنطقة، ودعم الجهود الدولية الرامية إلى حل الدولتين". وشدد البيان على ضرورة أن "تحذو سائر الدول حذو الدول الثلاث بما يسهم في إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية".
واعتبرت قطر اعتراف بريطانيا وأستراليا وكندا والبرتغال بدولة فلسطين "انتصارا للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني". وأكدت وزارة الخارجية القطرية أن "هذه الاعترافات تنسجم مع الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة و"إعلان نيويورك" بشأن تنفيذ حل الدولتين، وتساهم في تعزيز فرص تحقيق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة". بدورها، رحبت سلطنة عُمان، الأحد، باعتراف الدول الأربع بدولة فلسطين، معتبرة أن هذه الخطوة تعد "تطوراً مهماً للغاية في سياق الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق حل الدولتين، وترسيخ قواعد الأمن والسلام في المنطقة". من جهته، قال أنور قرقاش، مستشار الرئيس الإماراتي للشؤون الدبلوماسية، في منشور على منصة إكس، الأحد: "ونحن مقبلون على جولة مهمة للاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، ندرك أن هذا الاعتراف يعزز حل الدولتين عبر إضفاء الشرعية على الحقوق الوطنية الفلسطينية وإحياء المفاوضات بشأنها، كما يتصدى لمحاولات تكريس الاحتلال أو واقع الدولة الواحدة. وتبقى رؤية الدولتين الخيار الأمثل للسلام العادل، بعيداً عن دوامة العنف والحروب ومشاريع التفتيت". كما رحب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، بإعلان كل من بريطانيا وكندا وأستراليا اعترافها الرسمي بدولة فلسطين ووصف تلك المواقف بـ"الشجاعة". وأكد البديوي أن "هذه الخطوة تمثل تطوراً تاريخياً مهماً نحو تحقيق العدالة والشرعية الدولية، وتجسيداً لحق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
ورحّب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، باعتراف بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال بالدولة الفلسطينية، واصفًا الاعترافات بـ"التاريخية" التي تفتح مسارًا جادًا للتسوية السلمية على أساس حل الدولتين. وأكد في بيان له اليوم، أن هذه الاعترافات "تمثل زخماً دبلوماسياً متزايداً لتجسيد الدولة الفلسطينية"، مشيراً إلى أن عدد الدول المعترفة بفلسطين تجاوز 152 دولة، وأن اعتراف بريطانيا يحمل دلالة خاصة. ووصفت منظمة التعاون الإسلامي في بيان، الأحد، هذه الخطوة بـ"التاريخية"، معتبرة أنها تنسجم "تماماً مع مبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وتشكل دعماً قوياً لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة"، ودعت الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى "المبادرة بذلك، ومساندة عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة".
ترحيب فلسطيني ولاقت خطوة الاعتراف ترحيباً من الأوساط الفلسطينية، حيث رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بإعلان رئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر، رسمياً الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة وذات السيادة، وأشاد، في تصريح صحافي، باعتراف المملكة المتحدة بدولة فلسطين المستقلة. كما رحب عباس بإعلان رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني البانيز ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني، رسمياً الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة.
إلى ذلك، شكر نائب رئيس دولة فلسطين حسين الشيخ، في تصريح له اليوم الأحد، المملكة المتحدة البريطانية، ودولتَي كندا وأستراليا، معتبراً هذا اليوم "يوماً تاريخياً في حياة الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة". وقال الشيخ: " هذا انتصار دولي للحق والحقوق والمعاناة والتشرد والقهر، العالم ينتصر لإنسانيّته وللعدل والسلام وحق الشعوب في تقرير مصيرها".
واعتبرت حركة حماس هذا الاعتراف "خطوةً مهمة في تثبيت حقِّ شعبنا الفلسطيني في أرضه ومقدساته، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وهو استحقاقٌ لنضال وصمود شعبنا وتضحياته على طريق التحرير والعودة". وشددت "حماس" على ضرورة أن "تترافق هذه الخطوة المهمة مع إجراءات عملية تقود إلى وقفٍ فوري لحرب الإبادة الوحشية ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، والتصدي لمشاريع الضم والتهويد في الضفة والقدس".
أردوغان: أمر مشجع واعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد، أن ما يميز اجتماعات الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام عن سابقاتها "هو اعتراف العديد من الدول بدولة فلسطين"، متأملا أن تسرع هذه القرارات في تطبيق حل الدولتين. وقال في مؤتمر صحافي، الأحد، قبيل توجهه إلى نيويورك: "مؤخراً هناك ما يقرب من 140 دولة في الأمم المتحدة اعترفت بفلسطين، وهذا أمر مشجع بالتأكيد، وهذه المرة سنرى بعض الدول تعترف بفلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهذا بالطبع سيكون مشجعاً لنا بشكل خاص، ونأمل أنه كلما زاد هذا العدد، زاد الاعتراف بفلسطين"
نتنياهو: لن تقام دولة فلسطينية في المقابل، تعهّد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواجهة الدعوات في الأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطينية، زاعما أن "إقامة دولة فلسطينية تعرّض وجودنا للخطر". وقال نتنياهو: "سيتعين علينا خوض المعركة سواء في الأمم المتحدة أو في كل الساحات الأخرى ضد التضليل المنهجي ضدنا، وضد الدعوات لإقامة دولة فلسطينية، والتي من شأنها أن تعرّض وجودنا للخطر، وستكون بمثابة جائزة عبثية للإرهاب".
وفي وقت لاحق، مساء اليوم، قال نتنياهو إن "رد إسرائيل على الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيكون بعد عودتي من الولايات المتحدة"، مضيفا: "لن تكون هناك دولة فلسطينية غرب نهر الأردن".
كما وصف رئيس الكنيست أمير أوحانا، رئيسَ الوزراء البريطاني كير ستارمر بأنه "مهادن عصري اختار العار"، وذلك رداً على اعتراف بريطانيا بالدولة الفلسطينية. أمّا رئيس حزب "مباشرةً"، غادي أيزنكوت، فوجّه رسالة إلى كندا واستراليا وبريطانيا قال فيها إنّ "الحديث عن دولة فلسطينية في هذا الوقت وبعد 7 أكتوبر هو حماقة، وجائزة للإرهاب"، محمّلاً المسؤولية عن "الفشل الدبلوماسي المدوي لبنيامين نتنياهو وحكومته"، أما رئيس حزب "أزرق أبيض"، بيني غانتس، فقال إنّ القرار "يعزّز حماس ويطيل أمد الحرب".
في غضون ذلك، اعتبر وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير أن اعتراف الدول الغربية بالدولة الفلسطينية "جائزة لقتلة النخبة"، داعياً إلى "اتخاذ خطوات فورية مضادة بينها فرض السيادة الإسرائيلية على يهودا والسامرة (الاسم التوراتي للضفة الغربية المحتلة) وتفكيك السلطة الفلسطينية"، وشدد على أنه "اعتزم تقديم اقتراح لفرض السيادة خلال اجتماع الحكومة القريب".
ومن أصل 193 دولة عضوا في المنظمة الدولية، ارتفع عدد الدول المعترفة بدولة فلسطين بعد اعتراف الدول الثلاث إلى 152 دولة، منذ إعلانها في الجزائر عام 1988 من قبل الرئيس الراحل ياسر عرفات. ومؤخرا، أعلنت 11 دولة، بينها مالطا ولوكسمبورغ وفرنسا وأستراليا وأرمينيا وبلجيكا، اعتزامها الاعتراف بدولة فلسطين خلال أعمال الدورة الأممية. والاثنين، يجتمع قادة العالم في مقر الأمم المتحدة خلال المناقشة العامة رفيعة المستوى.
ويأتي ذلك في ظل إبادة جماعية ترتكبها إسرائيل بدعم أميركي في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أسفرت عن مقتل 65 ألفا و283 فلسطينيا وإصابة 166 ألفا و575 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، إضافة إلى مجاعة أودت بحياة 442 فلسطينيا بينهم 147 طفلا. وبموازاة إبادة غزة، قتل جيش الاحتلال والمستوطنون في الضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما لا يقل عن 1042 فلسطينيا، وأصابوا نحو 10 آلاف و160، إضافة لاعتقال أكثر من 19 ألفا، بحسب معطيات فلسطينية رسمية.