في طوكيو... الرياضي الفلسطيني دويدار ينهي سباق 800م وعلم فلسطيني يزين صدره
فرصة ذهبية ان تتفوه بكلمتك في أكبر المحافل الرياضية، وبدموع الحزن احتفل الفلسطيني محمد دويدار بانهائه تصفيات سباق 800م رغم احتلاله المركز الأخير، لكن ابن الرابعة والعشرين تغلب على ظروف الحرب الدائرة في غزة ومثَّل بلاده في بطولة العالم لألعاب القوى في طوكيو.
ولم يرتق التوقيت الذي سجله في التصفيات (1:53.63 دقيقة) إلى النتيجة التي يرتضيها، معبرا عن أسفه لعدم قدرته على ترجمة الآمال. وقال: «لست سعيدا لانها ليست النتيجة التي أردت تحقيقها. استعددت بشكل جيد ولكن لا أعرف ما الذي حصل. ارتكبت خطأ بسيطا واشكر الله على كل شيء ولأنني متواجد هنا في بطولة العالم لألعاب القوى». وتابع: «بعد مشاركتي في الأولمبياد في باريس هذا مهم جدا لي وأنا سعيد جدا لتواجدي هنا وممتن لذلك، واتقدم خطوة بخطوة».
حافظوا على أحلاكم
تنهد بعدما حاول حبس دموعه، قائلا: «قبل شهرين كنت أتمرن في فلسطين والأمور صعبة والجميع يعلم ما يحصل في بلادي. أريد أن أبعث رسالة إلى العالم بأسره: نحن أطفال فلسطين نملك الكثير من الأحلام، ولدينا أعين ورؤوس وأذرع وعضلات الأمر صعب جدا فلسطين حرة! أنا آسف جدا». وبعث ابن أريحا برسالة: «حافظوا على سلامتكم وتابعوا تقدمكم وحافظوا على أحلاكم. بامكاننا أن نصل ولا نحتاج سوى إلى مساحة صغيرة».
ويعيش دويدار كل يوم بيومه بعيدا عن كل ما يجري حوله «حلمي فقط هو أن نكون أحرارا، أن يكون جميع الناس أحرارا. أحلم أن أحقق نتائج أفضل من أجل فلسطين وأن أهدي فلسطين ميداليات. هذا أمر صعب ولكن أمامي عامين أو ثلاثة وبامكاني تحقيق ذلك». وعن مستقبله يضيف: «عندما استيقظ أفكر باليوم نفسه لأنني لا أعرف ماذا سيحصل في الغد. أفكر كيف سأركز على التمارين والمواصلة والتطور».
ووصل دويدار إلى العاصمة طوكيو مع مدربه ومعالجه الفيزيائي بعدما أمضى شهرين في ألمانيا خضع خلالهما لمعسكر تدريبي لرفع لياقته البدنية وتطوير سرعته. شارك هذا الموسم في لقاءات في بلجيكا وألمانيا. وأردف: «أمضيت شهرين في ألمانيا وقبل أسبوعين تمكنت من تسجيل 1:52 دقيقة وتمرنت بجدية وبامكاني فعل ذلك في عقلي وجسدي أي تسجيل 1:49 دقيقة أو 1:50 دقيقة». ويستعد دويدار للمشاركة في ألعاب التضامن الإسلامي في تشرين الثاني/نوفمبر حين سينهي موسمه الرياضي.
ولعبت الصدفة دورا كبيرا في دفعه إلى المضمار، فحين كان يرافق شقيقته العداءة لمشاهدتها وهي تتمرن، طلب منه المدرب الانضمام إليها تلك كانت البداية لكن شاء القدر أن يخسر مدربه رائد الذي توفي عام 2016. ويستذكر ابن أريحا العديد ممن رحلوا «فقدتُ العديد من أصدقائي المقربين خلال الحرب الدائرة، منهم وسيم أبو ديب، عضو المنتخب الوطني لألعاب القوى، والمدرب ماجد خليل أبو مراحيل، أول من رفع العلم الفلسطيني في منافسات ألعاب القوى في أولمبياد 1996». ويتابع: «أدرس التربية الرياضية في جامعة القدس، ولكن حاليا أركز على التمارين لانه من الصعب الجمع بين الدراسة والتمارين. كما أن العمل يصعّب الأمور أكثر».
والده ملهمه
خاض أول تجربة دولية له في سباق 800م في دورة الألعاب العربية في الجزائر عام 2023، عندما سجل زمنا قدره 1:56.59 دقيقة محتلا المركز التاسع. وأكد أنه عانى ظروفا قاسية للغاية قبل مشاركته في أولمبياد باريس 2024. انتهت مغامرته الأولمبية باحتلاله للمركز الأخير في المجموعة الثانية من تصفيات سباق 800 م مسجلا 1:54.83 دقيقة. ولا يفكر دويدار في مغادرة فلسطين رغم صعوبة العيش «والدتي وشقيقي وعائلتي تعيش هناك وليس بامكاني العيش خارج فلسطين. أتمرن في الخارج وهذا أمر مهم جدا بالنسبة لي ولنجاحي، بامكاني أن ابقى 3 أو 4 سنوات خارج فلسطين، ولكن في النهاية احتاج الى العودة إلى موطني وعائلتي ومدينتي». وختم مستذكرا والده الذي توفي قبل أن يشاهده يجري في المحافل الدولية «هو أفضل مشجع لي لانه حلم أن أتوج بطلا، وأنا من ناحيتي أفعل ذلك من أجله فهو الملهم الأكبر لي أحبك والدي، أحبك أمي وأنا متأسف والدي».