النكبة والوطن البديل وجمال المحتسب

بقلم ماجد العطي

سياسة البلطجة والترهيب التي تتبعها قوى الشد العكسي ضد المواطنين وخصوصاً الناشطين السياسيين لم تتوقف بل بالعكس بدأت تطال الإعلاميين الذين هم بالأساس حياديين , ويسلّطون الضوء على مشاكل المواطن ليلفتوا نظر المسؤولين إليها . فها هو الصحفي جمال المحتسب وليس جمال هو الهدف المطلوب ولكنه كبش الفداء لما يرسم له هؤلاء السّاعين إلى إعادة الأحكام العرفية ليُبقوا على سلطتهم . 

في جبل اللويبدة طُعنت الناشطة إيناس مسلم و اليوم الطالب في جامعة اليرموك والذي تلقى من المعتدين الضرب المبرح الذي كاد أن يسلب منه الحياة , لولا إرادة الله . 
 
من يقدر على لجم هؤلاء إلا تضافر كل القوى السياسية وتصعيد حراكهم في وجه هذه الهجمة الهمجية التي يتبناها العُرفيّون ضد المواطنين كلٌّ حسب فئته , فالصحافيون يجب أن يكونوا منحازون لهم , يكتبون ما يُملى عليهم , والذي يريد ( النغنشة ) عليه أن لا يبحث عن المعلومة وأن لا يَجْهدَ في الوصول إليها , بل عليه أن يكتفي بما يصل إليه من قنواتهم الفاسدة العبثية . 
 
ثلاث حكومات في الأردن , كلمات كررتها وسائل الإعلام لرئيس الحكومة المستقيل ( عون الخصاونة ) , وهي حكومات الديوان والمخابرات والوزراء ( ألحكومة المنقوصة السيادة ) , وسبق للخصاونة أن ترأس حكومة الديوان أي أنه كان رئيساً لحكومتين من الحكومات الثلاث . وما آلت إليه حكومته يماثل مآل حكومة عبيدات الذي ترأس هو الآخر حكومتين هما حكومة المخابرات والحكومة الشكلية ( منقوصة السيادة ) . 

كثيراً صرّح رؤساء حكومات عندنا , أن أموراُ كانت تجري في الساحة كانوا هم آخر من يعلم بها . وبالتالي فإن الحكم لا يتم من القناة اللازمة أي الوزراء , وهو ما مكّن الفاسدين من إنشاء محاور فاسدة تمنح المناصب لمن تشاء وتنزعها ممّن تشاء ( رُحماك يا ألله ). 

لم يكن إعتقال الزميل المحتسب هو الأول , ولن يكون الأخير إلا إن استنفرنا قوانا وطاقاتنا لإسقاط حكومة الطراونة التي تباهى رئيسها بمعاهدة وادي عربة التي كشفت عن تملّك اليهود لأراضي أردنية مساحاتها شاسعة من قبل شيوخ باعوها لهم بأوامر من كلوب باشا وعلى إثرها قامت النكبة ليُهَجّر الصهاينة الفلسطينيين إلى وطن إشتروا مساحات فيه لتوطين اللاجئين المُتآمّر عليهم فيه وبكواشين جاهزة , وطواقم مُعّدّة سلفاُ لهذا اليوم الذي انتظروه طويلاً , فلنكن جميعاُ جاهزين لإسقاطهم.