مصرع 19 يمنياً وتضرر أكثر من 16 ألف عائلة جراء الأمطار
أعلنت سُلطات محلية، ورصدت وسائل إعلام محلية، مصرع 19 يمنيًا بينهم عشرة أطفال، خلال الأيام الأربعة الماضية، جراء الأمطار الغزيرة التي يشهدها اليمن حاليًا.
وبينما ناشدت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، المنظمات الإنسانية سرعة التدخل لإغاثة الأسر المنكوبة في المحافظات المتضررة؛ وقف اجتماع حكومي بعدن، أمس الإثنين، على آليات احتواء التداعيات الناجمة عن الأمطار والسيول.
بالتوازي، أعلنت الأمم المتحدة، أمس الإثنين، عن تضرر أكثر من 16 ألف أسرة في محافظة حَجة شمال غربي البلاد.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن «عائلات في اليمن تواجه دماراً»، مشيرة إلى أن «أمطاراً غزيرة وسيولاً جارفة ضربت محافظات حجة والحُديدة والمحويت وريمة».
وذكرت أن «أكثر من 16,000 عائلة متضررة في حَجة»، وشددت على أن هناك «أرواحاً تُزهق، ومنازل وملاجئ مؤقتة تُدمر»، في إشارة إلى تفاقم معاناة النازحين أيضًا.
وأشارت إلى أنها وشركاءها يسارعون لتقديم الدعم في مجال المأوى والإغاثة.
وكانت المفوضية ذكرت، الأحد، في منشور على منصة «إكس»، أن 180 أسرة على الأقل تضررت في عبس وحجة والحُديدة جراء الأمطار.
يأتي هذا فيما يزال 19.5 مليون شخص في جميع أنحاء اليمن يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية والحماية، وفق الأمم المتحدة.
في السياق، لقي 19 يمنيًا مصرعهم وأصيب آخرون، معظمهم أطفال، في حوادث شهدتها سبع محافظات خلال الأيام الأربعة الماضية، جراء الأمطار والسيول، التي ألحقت الكثير من الخسائر في الممتلكات.
ففي محافظة شبوة (جنوب شرق) أعلنت السلطة المحلية، أمس الإثنين، تسجيل وفاة ستة أشخاص في مديريات بيحان وعسيلان والطلح؛ جراء الأمطار والسيول الجارفة التي تشهدها المحافظة.
وأوضحت أن هذه الأمطار والسيول تسببت، بالإضافة إلى وفيات ستة أشخاص، «في جرف أكثر من ثلاث سيارات وتضرر طرقات وشبكات الكهرباء، وممتلكات خاصة وأراضٍ زراعية، ملحقة خسائر كبيرة في قطاعات الزراعة والطرقات والكهرباء».
وقالت إن «المحافظة تشهد منذ منتصف الشهر الجاري موجة أمطار غزيرة رافقتها سيول جارفة، كان أشدها مساء الأحد وصباح الإثنين، حيث تدفقت السيول الجارفة في عدد من الأودية الرئيسة، أبرزها أودية بيحان، جردان، عرماء، وخورة، ما تسبب في تسجيل خسائر بشرية ومادية».
ووفق وسائل إعلام محلية؛ شهدت محافظة حجة (شمال) مصرع ثلاثة أطفال أشقاء، السبت، تحت أنقاض منزلهم جراء الأمطار في مديرية عبس.
كما تسببت الأمطار، الجمعة، في المحافظة نفسها، في وفاة ثلاثة أطفال وإصابة والدهم إثر تهدم منزلهم في قرية الخضراء بعزلة سواخ في مديرية كعيدنة.
وفي محافظة صعدة (شمال)، توفيت طفلة وأصيب 3 أطفال وامرأة طاعنة في السن نتيجة انهيار منزلهم بسبب الأمطار في عزلة غافرة بمديرية الظاهر.
وذكر الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية في الحكومة المعترف بها دوليًا، أن سمر عبد الله طاهرـ 28 عاماً، قضت غرقاً في منطقة العزاعز بمحافظة تعز (جنوب غرب)، بعد سقوطها في سد مياه، ومن ثم جرفتها المياه إلى القاع، وتم انتشال جثتها بواسطة غواصين.
وشهدت محافظة الحُديدة (غرب) وفاة الطفل يونس عبد المجيد أحمد قروش (9 سنوات) إثر سقوطه في بركة عميقة امتلأت بمياه الأمطار، جوار مخيم الطيبلي بمديرية الخوخة.
وفي محافظة ذمار (وسط) توفي طفل وعمه غرقاً في بركة في منطقة ثوبان بمديرية الحدأ.
وفي محافظة لحج (جنوب)، قضى الطفل ذياب عبدالكريم مبارك متأش الحارثي (10 سنوات) داخل بركة خلفتها السيول بوادي عسيلان، فيما توفي والده عبد الكريم مبارك الحارثي (55 عاماً) أثناء محاولة إنقاذه.
وشهدت مدينة عدن (جنوب) في الأيام القليلة الماضية، أمطارًا غزيرة وسيولًا جارفة، ألحقت خسائر وأضراراً مادية كبيرة كشفت مدى ضعف البُنية التحتية.
في السياق، ترأس رئيس مجلس الوزراء في الحكومة المعترف بها دوليًا، سالم بن بريك، أمس الإثنين، اجتماعاً ضم عدداً من الوزراء والمسؤولين المعنيين، «لمناقشة الأضرار التي خلفتها موجة السيول الأخيرة جراء المنخفض الجوي في عدد من المحافظات، والإجراءات العاجلة واللازمة» لاحتواء تداعياتها وآثارها.
وطبقًا لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بنسختها الحكومية «وافق الاجتماع على إنشاء مركز طوارئ لتوحيد جهود مواجهة الكوارث الطبيعية والتغيرات المناخية على المستوى المركزي والمحلي».
ووجّه رئيس الوزراء، «بسرعة حصر الأضرار ورفع تقارير عاجلة ودقيقة، لضمان استجابة فاعلة»، و»التحقيق في التجاوزات التي حدثت في منح التراخيص للبناء العشوائي، والتي أدت إلى إغلاق مجاري السيول، وعدم التقيد بالمواصفات في تنفيذ مشاريع الطرق، وأي أعمال تسببت في تكرار أضرار السيول في ذات الأماكن ومحاسبة المتسببين»، معربًا عن «التعازي والمواساة لأسر الضحايا الذين فقدوا حياتهم جراء السيول الجارفة». وكانت الحكومة ممثلة في وزار الشؤون الاجتماعية والعمل قد ناشدت «المنظمات الدولية العاملة في اليمن، ومنظمات المجتمع المدني، ورجال المال والأعمال والمؤسسات الخيرية الفاعلة، لإغاثة الأسر المنكوبة وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للمتضررين، وإيواء من تهدمت منازلهم وجرفت السيول ممتلكاتهم وأعانتهم لمواجهة ظروفهم الإنسانية القاسية».
جاء ذلك خلال اجتماع في الوزارة ناقش «الوضع الإنساني المتفاقم في عدن ولحج، جراء هطول الأمطار الغزيرة وتدفق السيول الجارفة».
يأتي هذا التجاوب بعد أمطار غزيرة ألحقت خسائر كبيرة وبخاصة في محافظات عدن ولحج وشبوة في مناطق نفوذ الحكومة المعترف بها.
ويعد اليمن من أكثر بلدان العالم تأثراً بالتداعيات السلبية للتغيرات المناخية، وتعد الأمطار الغزيرة من أبرز مظاهر هذه المتغيرات.