هناء الأعرج ما حدث لنا في «يوم جديد» كان قضاء وقدرا ولا أزال أُعاني من آثاره
اخبار البلد_ مثل صباح جميل، تسابقت خطواتها
مع قطرات الندى، هكذا جاءتنا الاعلامية هناء الأعرج بكل ما لديها من رقّة
ورشاقة، لتحدثنا عن تجربتها سواء في التلفزيون الاردني وتحديدا في برنامج «
يوم جديد» الذي تعرضت وزميلتها لانا عطيات لحادث إصابة عينيها بسبب خطأ «
غير مقصود « كما قالت.
لكننا أردناه لقاء عاما تطرقنا الى تفاصيل
تجربتها الحياتية، وقد روتها بقليل من الكلمات والكثير من البوح والتواضع
وبمنتهى الحساسية. لدرجة، شعرنا انها لا تستطيع ان « تجرح « حتى الوردة.
هناء الأعرج مرّت بمحطات عديدة قبل ان تصل الى عتبة التلفزيون الاردني،
وقبل ان تُقنع مديرته السابقة هالة زريقات أول من منحها « شارة « القبول
بالعمل الإعلامي. لتنطلق بعدها الى آفاق رحبة من العمل التلفزيوني
والاجتماعي. المفاجأة، ان السيدة هناء الأعرج جاءت الى ( التلفزيون ) من
بوابة ( الهندسة)، التي درستها بالجامعة الاردنية. فهي وإن لم تشأ ان
نخاطبها « مهندسة « لرقتها المتناهية وتواضعها الشديد.فنجان قهوة، ونظرات
بحجم طموحها ثم بدأ الحوار:
مهارات
* لنتحدث بداية عن رحلة الحياة، من أين بدأت؟
ـ
وُلدتُّ في عمّان من أب « مقدسيّ»، من « جبل المُكبّر». ودرستُ الهندسة
الكيماوية بالجامعة الاردنية. لاحظ أنني أقفز في الحديث عن حياتي،!
كانت
اهتماماتي الأدبية تطغى عليّ منذ الصّغَر. ميولي ورغبتي في الغوص بأعماق
النفس الإنسانية دفعني للاقتراب لكل ما هو إنساني وكل ما هو مرتبط بذوات
الناس.
درست في مدرسة «راهبات الوردية»حيث كانت والدتي تعمل مدرّسة فيها ( ولهذا كانت المدرسة تمنحنا خصما معقولا / تضحك ).
درستُ التخصص « العلمي» بالمدرسة، واستجبتُ لرغبات والديّ اللذين أكدا لي ان الدراسة العلمية تمنح الانسان المهارات وتصقل الشخصيات.
ومن ثم كانت دراستي الجامعية في كلية الهندسة الكيماوية وهي من الدراسات الصعبة والشاقة.
نعود
الى الدراسة الابتدائية، وهنا أذكر بالخير المعلمة « إنصاف « التي اهتمّت
بي وجعلتني أقرأ ما كتبته في موضوع « الإنشاء» على زميلاتي. وكانت تمتدحني
لأناقة دفاتري وكذلك لخطّي الجميل كما كانت تقول.
* واضح أنك إمرأة تهتم بالتفاصيل. هل هذا جزء من تركيبتك النفسية؟
ـ
نعم. وأرى ان ما يصنعنا تلك التفاصيل والعلاقات. ولعلي ممن يعانون في زمن
يتّسم بالايقاعات السريعة في كل شيء. ولهذا « أشعر بالتعب «.
وهذا
يجعلني اتحدث عن إعجابي واهتمامي باللغة العربية وقد كنتُ أكتب ولا أزال «
خواطر» لذاتي وهي أشبة ب « البوح « ولا انشر منها شيئا. وهنا أذكر بالخير
مدرّس التربية الإسلامية محمد النجّار الذي ذلك التعلّق بأهداب اللغة
العربية. كما انني أُجيد اللغة الانجليزية والفرنسية. إضافة للعربية.
خبرات
* بعد تخرجك في كلية « الهندسة الكيميائية «، أين قادك طموحك؟
ـ
أنهيتُ دراسة « الهندسة « وتخرجتُ عام 97/ 98. كنتُ أُكّر بالحياة وباضافة
الخبرات لنفسي والتي اعتبرها ضرورية جدا. طرقتُ أبواب العديد من المصانع
من أجل العمل. وكان العمل المتوفر في مجال « المبيعات «، بينما كن طموحي
العمل في مجال « الانتاج «. ولهذا عملت في مجال الأبحاث في إحدى الشركات.
ومع ذلك لم اجد نفسي في هذا المجال.
بصراحة، شعرتُ وقتها بالاختناق وسط بحر الورق والأبحاث. امتد ذلك سنة وتسعة شهور.
سافرتُ بعدها الى الولايات المتحدة الامريكية وحصلتُ على « دبلوم « في مجال التدريب والموارد البشرية والاتصال الجماهيري.
عملت
ثماني سنوات مع المنظمة الدولية للصليب الأحمر. كنتُ المسؤولة عن التنسيق
للدورات على مستوى الشرق الاوسط وشمال افريقيا واوروبا الشرقية، واقتربت
جدا من مناطق النزاع الدولية وشاهدت وسمعت وعرفت مآسي الشعوب التي عانت من
الحروب مثل «سراييفو» و»البوسنة» و»جورجيا»/ الروسية، و»زاغرب». كما سافرت
الى موسكو وغيرها. كانوا يصفونني بـ «صاحبة الابتسامة»، حتى وانا أرى
المقابر الجماعية. وهذا ما أفادني وصقل تجاربي وشخصيتي حيث تبادلتُ المعرفة
واكتسبتُ صلابة في مواجهة التحديات كجزء من معاناة الآخرين.
وكنتُ
اتمنى زيارة القدس ضمن عملي لكن ظروفا صحية تتعلق بإبني حالت دون تحقيق
امنيتي، وذهبت الى كندا عام 2008 وهناك عملت مشروعا شبابيا من اجل تمكين
الشباب بعنوان « مهارات».
دعني أقل شيئا أراه مهما من وجهة نظري
يُسمّى، « قانون الجذب». وترجمته عندي أنني لا أحب أن أكون ومنذ وجدت نفسي
على هذه الحياة عنصرا « خاملا»، بل صاحبة دور ورسالة. ولهذا تسلّحتُ
بالابتسامة وسعيتُ لزرعها في قلوب الآخرين. وذلك تطبيقا للحديث الشريف «
تفاءلوا بالخير، تجدوه».
الطريق الى التلفزيون
* أنت الآن، مقدمة برنامج «يوم جديد»، أو إحدى مقدمات البرنامج، كيف وصلتِ الى التلفزيون الاردني؟
ـ
ذهبتُ الى التلفزيون الاردني ضمن عملي في مجال التدريب. يومها جلستُ مع
السيدة هالة زريقات مديرة التلفزيون في ذلك الوقت. وخلال اللقاء، عرضت
السيدة زريقات عليّ فكرة العمل مقدمة برامج بالتلفزيون.
قلتُ لها :
ليست لديّ خبرة في العمل الإعلامي. لكنها ربما « اكتشفت « بي ما لا أراه
بنفسي.. ولعلها قصدت « العفوية والقدرة على الاقناع وقوة الشخصية».
ولم
تمض ثلاثة أيام حتى وجدتُ نفسي أمام الكاميرا لأُقدم فقرات منوعة من « يوم
جديد». وقد استهواني العمل التلفزيوني وانا اعد برنامجي واشعر بالانتماء
اليها وهنا تكمن اهمية ان تعد لنفسك ما تقدمه. واصقل ذلك بالمتابعة
للنشاطات الثقافية والفنية والاجتماعية.
شخصيتي تعشق التحدي وانا أسعى لذلك. ورغم ما تقوله أنني « رقيقة «، ففي داخلي غليان ويمكن ان تصف ذلك بـ «العاصفة الهادئة».
احب
عملي بالتلفزيون الاردني واشعر بالانتماء للمؤسسة وللرسالة التي اقدمها
والمهم ان اضيف للناس معرفة وان يجدوا فيما اقدمه ما يخدمهم ويريحهم
ويمتعهم ثقافيا واجتماعيا.
تنس طاولة
* ماذا عن الجانب الآخر من حياتك، هواياتك، حياتك الخاصة إذا ما رغبتِ في ذلك؟
ـ
كوني ربة بيت وزوجة وأُما لطفلين « فيصل 11 سنة و «غالية « 5 سنوات، أقرأ
جيدا واخرج لمتابعة النشاطات والفعاليات واعشق الموسيقى الكلاسيكية. واحب
منذ صغري اغنيات عبد الحليم حافظ وام كلثوم ومارسيل خليفة. احب الطبخ
وتعلمته من والدتي واستمتع بأجواء البيت.
* ألم تجرّبي الغناء؟
ـ
لا أدري إن كان صوتي يصلح للغناء. لكنني اطور مهرات ولديّ وارى ان
الموسيقى تهذّب النفس وتصقلها. أكتب الخواطر ولا انشرها وربما « أهرب « الى
الكتابة من ضغوطات الحياة. كما أُمارس المشي وكنت في السابق ألعب تنس
طاولة.
* ماذا عن طموحتك الإعلامية؟
ـ اتمنى
ان تتاح لي فرصة تقديم برنامج يتناول القضايا الاجتماعية وتلك المسكوت
عنها. كما احب العمل في مجال الشباب ومنحهم الفرصة للظهور وكذلك مواضيع
وقضايا المرأة.
* من هم الاعلاميين الذين تشعرين بالراحة عندما تشاهدينهم؟
ـ
اوبرا ويمفري اعلامية رائعة. وكذلك يعجبني الاعلامي محمد ابو عبيد على
قناة «العربية» وزاهي وهبي الشاعر والانسان والاعلامي وايضا الاعلامي جورج
قرداحي.