تعرف إلى القمة المرتقبة بين ترامب وبوتين
سيعقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين محادثات مباشرة سعياً لإنهاء الحرب في أوكرانيا، التي اندلعت إثر الغزو الروسي في فبراير/شباط 2022. وأمضى ترامب أشهره الأولى في منصبه محاولاً التوسط في السلام - بعد أن تفاخر بقدرته على إنهاء الحرب في غضون 24 ساعة - لكن جولات متعددة من محادثات السلام والاتصالات الهاتفية والزيارات الدبلوماسية فشلت في تحقيق أي تقدم.
في ما يلي ما نعرفه عن القمة المرتقبة حتى الآن:
س: متى وأين سُتعقد؟ ج: أعلن ترامب، عبر منصته "تروث سوشيال" أمس الجمعة، أن اجتماعه مع بوتين سيعقد في ولاية ألاسكا يوم الجمعة المقبل 15 أغسطس/آب، وهو ما أكده الكرملين لاحقاً. وجاء الإعلان بعد أيام من التلميحات من الجانبين حول انعقاد القمة الأسبوع المقبل.
س: لماذا ألاسكا؟ ج: باعتها روسيا للولايات المتحدة عام 1867، ويقع طرفها الغربي على مسافة قصيرة عبر مضيق بيرينغ من أقصى الشرق الروسي. كما قال مساعد الكرملين يوري أوشاكوف إن ألاسكا والمنطقة القطبية تمثلان نقطة التقاء المصالح الاقتصادية بين البلدين، مع إمكانات لمشاريع كبيرة مشتركة. وأضاف أن القمة ستركز على إيجاد تسوية سلمية طويلة الأمد للأزمة الأوكرانية، مع الإشارة إلى أن بوتين وجّه دعوة لترامب لزيارة روسيا مستقبلاً.
س: لماذا تقام القمة الآن؟ ج: منذ تولي ترامب منصبه في يناير/كانون الثاني الفائت، طرحت الولايات المتحدة وروسيا مرارًا إمكانية عقد قمة بين الرئيس الأميركي ونظيره الروسي. وفي حين أبدى بوتين حرصًا على عقد لقاء، كان يتردد في اتخاذ أي خطوات ملموسة لإنهاء الحرب، إذ كان يعتقد أن روسيا تتقدم نحو أوكرانيا. ترامب، الذي كان في البداية داعمًا لروسيا ومنتقدًا للمساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا، أجّل مرارًا عقد اجتماع، إذ بدا إنهاء الحرب مستحيلًا. وأعرب مرارًا عن إحباطه. ثم جعل يوم أمس الجمعة موعدًا نهائيًا لفرض عقوبات جديدة ما لم يُنهِ بوتين الحرب. وقد نفذ الرئيس الأميركي جزئيا تلك التهديدات أول من أمس الخميس، عندما رفع الرسوم الجمركية على الواردات الهندية إلى الولايات المتحدة إلى 50 في المائة لمعاقبتها على استمرار وارداتها من النفط الروسي. ومن هنا جاء الطلب الروسي لعقد قمة مع اقتراب الموعد النهائي لعقوبات ترامب الجديدة، الأولية والثانوية. وظهرت أنباء الاجتماع بعد وقت قصير من اجتماع ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لترامب، مع بوتين في الكرملين يوم الأربعاء، على الرغم من أن أيًا من الطرفين لم يُفصّل ما دار بينهما.
س: هل سيكون الرئيس الأوكراني طرفاً في القمة؟ ج: لا، رغم أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعا مراراً لعقد قمة ثلاثية، ويرى أن لقاءه مع بوتين هو الطريق الوحيد لتحقيق تقدم نحو السلام. وطرح ويتكوف فكرة القمة الثلاثية خلال لقائه بوتين، لكن موسكو أبدت رفضاً، معتبرة أن لقاء بوتين وزيلينسكي لا يمكن أن يحدث إلا في المرحلة النهائية من المفاوضات، في حين أكد ترامب أن لقاء بوتين بزيلينسكي ليس شرطاً مسبقاً للقمة بينه وبين الرئيس الروسي.
س: متى كان آخر لقاء مباشر بين ترامب وبوتين؟ ج: آخر مرة التقيا فيها كانت في قمة مجموعة العشرين باليابان عام 2019 خلال ولاية ترامب الأولى. كما عقدا قمة في هلسنكي عام 2018 أثارت الجدل بعدما بدا ترامب وكأنه يصدق بوتين أكثر من أجهزة الاستخبارات الأميركية في مسألة التدخل بالانتخابات. وكانت آخر مرة زار فيها بوتين الولايات المتحدة عام 2015، والتقى خلالها الرئيس الأسبق باراك أوباما على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.
س: هل هناك بوادر اتفاق بين الطرفين المتحاربين؟ ج: حتى الآن لا، فرغم جولات التفاوض المتعددة، لا يزال الطرفان بعيدين عن اتفاق لوقف القتال.
موقف روسيا: تطالب بانسحاب القوات الأوكرانية من أربع مناطق أعلنت موسكو ضمها، وضمان حياد أوكرانيا، ورفض دعمها عسكرياً من الغرب، ومنع انضمامها لحلف شمال الأطلسي (الناتو).
موقف أوكرانيا: تطالب بوقف إطلاق النار فوراً، وترفض الاعتراف بسيطرة روسيا على أي جزء من أراضيها، مع الإقرار بأن استعادة الأراضي المحتلة يجب أن يتم عبر الدبلوماسية لا الحرب. كما تسعى لضمانات أمنية من حلفائها، بما في ذلك نشر قوات حفظ سلام أجنبية لتطبيق أي اتفاق وقف إطلاق نار.