ضغط داخلي على نتنياهو لوقف الحرب… ومخاوف من انحطاط مكانة إسرائيل في العالم

يرتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل يومي مجازر مروعة في قطاع غزة، محافظا على وتيرة مرتفعة من الضحايا الذين يسقطون بنيرانه، جوعى، أو يموتون من التجويع الذي يتسبب به حصار إسرائيل للقطاع المنكوب.
منذ فجرأمس، وحتى وقت كتابة هذا التقرير، استشهد 92 فلسطينيا في القطاع في قصف جيش الاحتلال واستهدافه المباشر للمجوّعين الذين يحاولون الحصول على مساعدات قرب مراكز توزيع الشركة المدعومة أمريكيا وإسرائيليا.
وعلى الرغم من المواقف الآخذة في التشدد تجاه إسرائيل، من جانب حكومات غربية، لا تزال مواقف وزراء الائتلاف الحاكم المهددة تارة بضم غزة، أو الرافضة لوقف الحرب بالمجمل، على حالها.
لكن في إسرائيل برز حراك مدفوع بالضغط الشعبي والدبلوماسي حول العالم تجاه دولة الإبادة، وهو حراك يشعر بالخطر على مكانة دولة الاحتلال وسمعتها وأمن مواطنيها في الخارج، وهو ما عكسته سلسلة تحركات، أبرزها ما كشفته صحيفة "جيروزاليم بوست”، عن رسالة وجهها رؤساء سابقون للأجهزة الامنية ومعهم في المجمل نحو 600 مسؤول أمني إسرائيلي سابق إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يطلبون منه أن يُجبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على وقف الحرب.
وعلّقت الصحيفة الإسرائيلية على ذلك بالقول إنها "ليست هذه هي المرة الأولى التي تضغط فيها المجموعة على الحكومة لتغيير المسار والتركيز بشكل أكبر على إعادة الرهائن الإسرائيليين ووضع خطة لما بعد الحرب في غزة، لكنها تظهر مدى اليأس الذي تواجهه إسرائيل عالميًا من حيث الشرعية”.
وفي تصريح آخر، قال الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) عاموس يدلين، إن إسرائيل منهكة ومعزولة بعد فشلها في تحقيق أهدافها داخل قطاع غزة. وأضاف أن مقاتلي حركة "حماس” أعادوا تنظيم صفوفهم. وقال "تقترب إسرائيل من كارثة أخرى ليست هزيمة عسكرية فقط، بل خسارة سياسية واستراتيجية عميقة وطويلة الأمد” .
إنسانيا في غزة، سجلت 6 حالات وفاة جديدة نتيجة الجوع.
ودعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إلى مواصلة وزيادة تدفق المساعدات الصحية. وقال إن أرواح الناس في غزة وبقاءهم على قيد الحياة يعتمد على دخول المساعدات.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن "أكثر من 22 ألف شاحنة مساعدات إنسانية متوقفة حاليا عند بوابات معابر غزة، غالبيتها تابعة لمنظمات أممية ودولية وجهات متعددة، ويمنع الاحتلال إدخالها عمدا” .
وفي سياق آخر، وفي تصريحات بثتها وسائل تواصل لحركة "حماس”، قال الناطق باسم "كتائب القسّام” أبو عبيدة، إن الكتائب "مستعدة للتعامل بإيجابية والتجاوب مع أيّ طلبٍ للصليب الأحمر بإدخال أطعمةٍ وأدويةٍ لأسرى العدو”. واشترط "لقبول ذلك فتح الممرات الإنسانية بشكلٍ طبيعيٍ ودائمٍ لمرور الغذاء والدواء لعموم أبناء شعبنا في كل مناطق قطاع غزة، ووقف الطلعات الجوية للعدو بكل أشكالها في أوقات استلام الطرود للأسرى”.
يأتي ذلك عقب استنكار عدد من مسؤولي الحكومات في العالم لتسجيلات وزعتها "القسّام” خلال اليومين الأخيرين، ظهر فيها أسرى إسرائيليون تبدو عليهم مظاهر الضعف والهزال.
وأكد الناطق باسم "كتائب القسّام” أن منظمته "لا تتعمد تجويع الأسرى، لكنهم يأكلون مما يأكل منه مجاهدونا وعموم أبناء شعبنا، ولن يحصلوا على امتيازٍ خاص في ظل جريمة التجويع والحصار”.