بيان صادر عن لجان خدمات المخيمات ومؤسسات المجتمع المدني والفعاليات الشعبية في مخيمات المملكة
في الوقت الذي يتعرض فيه الأردن لهجمة منظمة وممنهجة و"خبيثة"خارجيا وداخليا من أطراف معروفة ومكشوفة النوايا، نؤكد رفضنا القاطع لهذه الحملات المنظمة والمشبوهة، واستنكارنا العميق لمحاولات التشكيك بدور الأردن ومواقفه الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، والتي تُعد ركيزة من ركائز سياسته الداخلية والخارجية منذ تأسيس الدولة.
لقد شهدنا في الآونة الأخيرة تصاعدا في الهجمات الإعلامية والسياسية المتعمدة ضد المملكة الأردنية الهاشمية، والتي لا يمكن فصلها عن سياق أوسع من المحاولات الرامية إلى إضعاف الموقف الأردني، وضرب حالة التوازن العربي الذي يحرص الأردن على صونه رغم التحديات والضغوط الدولية والإقليمية
الأردن في قلب المعركة، وعلى خط التماس.
إن الأردن، بقيادته الهاشمية الحكيمة، يقف اليوم على خط تماس ملتهب، سياسيا وإنسانيا، في ظل العدوان الإسرائيلي الوحشي المتواصل على الشعب الفلسطيني، ووسط محاولات محمومة لفرض حلول قسرية، على حساب الحقوق الوطنية المشروعة للفلسطينيين.
إن موقف الأردن لم يكن يوما موقفا محايدا أو رماديا، بل كان ولا يزال صوتا عربيا صريحا، داعما للحق الفلسطيني، ومدافعا عن المقدسات، ورافضا للتهجير والاحتلال والتمييع السياسي للقضية، وهو موقف يدفع ثمنه اليوم من أمنه واستقراره.
الهجمة ليست عفوية.. بل مدفوعة ومقصودة نحن على يقين تام أن هذه الهجمة المنظمة ليست ناتجة عن اختلاف سياسي مشروع، بل هي جزء من مشروع مشبوه يهدف إلى إرباك الداخل الأردني، وتحطيم الثقة الشعبية بمواقف الدولة، وتشويه الحقائق التاريخية والسياسية، خصوصا في ما يتعلق بالجهود الحثيثة التي تبذلها القيادة الأردنية على مختلف الأصعدة لوقف العدوان على غزة، ورفض سياسات الحصار والتجويع، وتوسيع دائرة الدول الداعمة لحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني.
ومن المقلق أن تخرج بعض الأطراف، ومنها للأسف جهات فلسطينية، لتكيل الاتهامات جزافا، وتتجاهل عمدا ما قدّمه الأردن تاريخيًا من تضحيات ودعم مستمر لشعب فلسطين، في المخيمات والشتات، وفي كل الساحات السياسية الدولية.
موقفنا كقوى شعبية، وبصفتنا ممثلين عن لجان خدمات المخيمات ومؤسسات المجتمع المدني والفعاليات الشعبية، نعلن ما يلي:
رفضنا المطلق لأي محاولات للنيل من الأردن وقيادته ومؤسساته، ونعتبر الهجوم عليه إساءة مباشرة لكل عربي حر يدرك موقع الأردن في معادلة الصراع.
نؤكد أن المساس بموقف الأردن تجاه فلسطين يخدم أجندات الاحتلال، ويضر بالقضية الفلسطينية نفسها، ويعمّق حالة الانقسام والشتات التي تسعى القوى الصهيونية إلى ترسيخها.
ندعو كافة القوى والفصائل الفلسطينية والعربية إلى مراجعة خطابها، والابتعاد عن استعداء الحلفاء الطبيعيين لفلسطين، وفي مقدمتهم الأردن، وإعادة البوصلة إلى مسارها الصحيح: في مواجهة الاحتلال وليس إضعاف الصف العربي.
نعلن دعمنا المطلق للموقف الرسمي الأردني، ووقوفنا صفا واحدا خلف القيادة الهاشمية في دفاعها عن حقوق الأمة وثوابتها، وعلى رأسها فلسطين والقدس.
ندعو أبناء شعبنا في المخيمات الأردنية، وفي المدن، إلى مزيد من الوعي واليقظة تجاه هذه الحملات الإعلامية المغرضة التي تسعى لخلق فتنة داخلية، وزعزعة الثقة بين الشعب ومؤسساته.
الختام إن من يتطاول على الأردن اليوم، إنما يعتدي على ذاكرة الأمة، ويُسقط من حسابه تضحيات جيشه وشعبه، ومواقفه التاريخية في دعم فلسطين ورفض التنازل أو التفريط.
وإننا، في الوقت الذي نواجه فيه جميعا تحديات مصيرية،
نؤكد أن وحدة الصف الأردني هي صمام الأمان الحقيقي، وأن أي محاولة لضرب هذا الصف الموحد لن تخدم إلا أعداء الأمة.
عاش الأردن حرا قويا، وعاشت فلسطين حرة عربية، والرحمة لشهدائنا الأبطال.