رواية الوزير "عيد الدحيات " لما حصل في كواليس آخر خميس لحكومة الخصاونة

اخبار البلد_ حتى مساء الثلاثاء كان الدكتور عيد الدحيات يجيب على استفسارات اصدقائه المتعلقة باحتمالات انضمامه لحكومة الرئيس فايز الطراونة باشارات غامضة وبعبارة لا أعلم وهي عبارة تعني بأن الرجل وحتى تلك اللحظة لم يكن قد أبلغ بأي موقف له علاقة بالوزارة فاعتبارات كثيرة دخلت على الخط عندما تعلق الأمر بالفريق الذي أعلنه الطراونة اليوم الاربعاء.

بعيدا عن الأسماء وجد الدحيات وهو العالم المحنك وإبن المؤسسة البيروقراطية نفسه مساء يوم الأربعاء الذي سبق الإستقالة العاصفة لحكومة عون الخصاونة في بؤرة حرجة للغاية فالرجل وضع بين خيارات ضيقة جدا لا تسمح له ولا تسعفه حتى بالسعي لايجاد حل وسيط لأزمة الخلاف التي انتهت باستقالة الحكومة.

وفي الواقع يقول الدحيات للمقربين منه بأن الساعات الأخيرة في عمر حكومة الخصاونة كانت عصيبة وانفعالية ومعقدة خصوصا عندما تعلق الأمر بما هو قبل وبعد التوقيع على الإرادة الملكية السامية المعنية بتمديد دورة البرلمان .

المفاجئة في موقف الدحيات بعد الاستقالة تكمن في أنه يعترف بواقعة انحشاره في زاوية ضيقة لكنه يعترف بالمقابل بأن رئيس الوزراء الخصاونة شارك في صناعة مشهد هذه الزاوية الضيقة حيث تعرض الرجل كما يفيد أصدقاؤه لضغط عنيف من كل الإتحاهات داخل أروقة ومؤسسات القرار.

التفاصيل يحجم عنها الدحيات ولا يرغب في الخوض فيها كما فهمت عين نيوز منه مباشرة لكن الرجل يصر على القول بان اللحظة كانت صعبة ومعايير الوطن والنظام والأردن كانت هي الأهم وبالتالي لا يجد نفسه مخطئا بشيء .

ووفقا للحيثيات التي توصلت لها "عين نيوز” فالدحيات مهما حاول البقاء في ظل المشهد الا انه كان بطلا أساسيا فيه فمساء الأربعاء الذي سبق استقالة الحكومة قاد الرجل اجتماعا لمجلس الوزراء روتينيا بصفته رئيسا للوزراء بالوكالة وخرج من وسط الاجتماع لكي يتحدث مع رئيسه المسافر في تركيا بعدما بدأت الملامح الأولى للتجاذب والخلاف على أجندة السقف الزمني للدورة العادية للبرلمان والإستثنائية.

الخصاونة فيما يبدو طلب من الدحيات عدم الإستجابة لضغوط متوقعة خلال غيابه من شخصيات نافذة مشيرا إلى أنه سيعود الى عمان بعد زيارة تركيا ويناقش جلالة الملك في مسألة الدورة مشددا على عدم اتخاذ اجراءات مفصلية في هذا الإتجاه خلال غيابه .

.. اطمأن الدحيات فيما يبدو لخطاب رئيس الوزراء آنذاك وذهب الى منزله بعد الاجتماع على هذا الأساس لكنه تلقى اتصالا هاتفيا كان الطرف الثاني فيه رياض ابو كركي رئيس الديوان الملكي الذي طالبه بالحضور فورا لأمر هام .

استبعد الدحيات مسألة الخلاف على دورة البرلمان في البداية وعندما دخل الى مكتب ابو كركي وجد وزير الداخلية محمد الرعود في المكان وأبلغه أبو كركي بالرغبة الملكية الخاصة بتمديد الدورة العادية وتيقن الدحيات من ان الوزير الرعود قد سبقه في التوقيع المطلوب .

تردد الرجل فيما يبدو بداية وطالب بدقائق للاتصال برئيس الوزراء الأصيل , ولم يعرف بعد ما إذا كانت هذه المكالمة قد حصلت لكن مطلعون يتحدثون عن خشونة في القول سمعها الدحيات من ابو كركي الذي قال بانفعال له هذه رغبة جلالة سيدنا وأنت تخالفها الآن تلقى الدحيات على الأرجح في تلك اللحظة اتصالا هاتفيا من أحد كبار المسئوليين وبعد هذا الاتصال تجاهل الدحيات اقتراح سابق له بان يتولى مهمة الاتصال بالخصاونة ومطالبته بالعودة لحل الاشكال .

أدرك الجميع بأن المجال غير متاح للتضحية بعبور يوم الخميس تحديدا وفقا للاستحقاق الدستوري فوقع الدحيات على الارادة الملكية المعنية في سلوك ينسجم في الواقع مع أحكام الدستور ولا يخالفها وان كان أدى في النهاية لاستقالة رئيس الوزراء.