محمد ابو عريضة يكتب..شركات الاستعمار القديم وشركات الاستعمار الحديث
في الاستعمار التقليدي خمس شركات، على رأسها شركة الهند الشرقية، كانت تسيطر على العالم، وتحتل مواقع المواد الخام وخطوط النقل والأسواق الكبيرة.
1: شركة الهند الشرقية البريطانية، تأسست عام 1600، وكانت تهدف للسيطرة على الهند، وتجارة الشاي والنسيج والبهارات. تحوّلت مع الوقت إلى قوة عسكرية وإدارية، وأسّست لبريطانيا الاستعمارية في شبه القارة الهندية.
2: شركة الهند الشرقية الهولندية، تأسست عام 1602، وتمثلت أهدافها ونشاطاتها النشاط في احتكار التجارة في جنوب شرق آسيا، بخاصة في جزر الهند الشرقية "إندونيسيا حاليًا". وهي أول شركة مساهمة في التاريخ، وقد امتلكت جيشًا وأسطولًا بحريًا خاصًا بها.
3: شركة الهند الغربية الهولندية، تأسست عام 1621، وتمثلت أهدافها ونشاطاتها في تجارة العبيد والذهب والسكر في الكاريبي والساحل الغربي لأفريقيا والبرازيل. وساهمت في إنشاء مستعمرات مثل "نيو أمستردام" ، التي أصبحت نيويورك لاحقًا الحالية.
4: شركة الهند الشرقية الفرنسية، تأسست عام 1664، وتمثلت أهدافها ونشاطاتها في التجارة مع الهند والمحيط الهندي، ومنافسة بريطانيا في شبه القارة الهندية. وأسّست مراكز في بونديشيري ومدراس وغيرهما، لكنها فشلت أمام التفوق البريطاني.
5: شركة خليج "هدسون"، تأسست عام 1670، وتمثلت أهدافها ونشاطاتها في تجارة الفرو والأخشاب في أمريكا الشمالية (كندا)، وسيطرت على أراضٍ شاسعة. وتعتبر أقدم شركة تجارية ما زالت قائمة في أمريكا الشمالية.
لكن يوجد شركات أخرى ذات طابع استعماري تجاري:
1: شركة "ليفانت" البريطانية للتجارة مع الشرق الأدنى.
2: شركة أفريقيا الملكية "بريطانيا، ونشطت في تجارة العبيد.
3: شركة مسيسيبي الفرنسية، التي عُرفت بالفضيحة التي تسببت بإفلاس آلاف الفرنسيين، وتعتبر أول فقاعة اقتصادية في التاريخ.
4: شركة تشارترد البريطانية في إفريقيا، كان نشاط استعماري مباشر في إفريقيا.
5: شركة البحر الجنوبي البريطانية، التي ارتبطت بـ"فقاعة الجنوب".
أما في عصرنا الحديث، فإن خمس شركات أخرى تسيطر، اليوم، على العالم، هي: "ميتا" - فيسبوك -، و"ميكرو سوفت"، و "أمازون"، و"أبل"، و"جوجل".
وهذه الشركات هي:
1: ميكروسوفت: متخصصة بالذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والبرمجيات، رأسمالها السوقي ما بين 2.8 – 3.8 تريليون دولار، عام 2023 حققت أرباحًا 198 مليارًا.
2: أبل: متخصصة بالأجهزة والخدمات الرقمية والعلامة التجارية، رأسمالها السوقي تقريبًا 3.28 تريليون دولار، عام 2023، حققت ربحًا مقداره 383 مليار دولار.
3: أمازون: متخصصة بالتجارة الإلكترونية والحوسبة السحابية والتوزيع، رأسماله السوقي 2.4 تريليون دولار، وحققت عام 2023 أرباحًا وصلت إلى 575 مليار دولار.
4: جوجل: متخصصة بالإعلان الرقمي والبحث والذكاء الاصطناعي وخدمات الفيديو، رأسمالها السوقي 1.87 تريليون دولار، حققت عام 2024 أرباحًا وصلت إلى 350 مليار دولار.
5: ميتا: متخصصة بالشبكات الاجتماعية والإعلان والواقع الافتراضي، رأسمالها السوقي ما بين 1.5 – 1.8 تريليون دولار، حققت عام 2023 أرباحًا وصلت إلى 117 مليار دولار.
أذًا، مجموع رأسمال الشركات الخمسة الكبرى على مستوى العالم بحدود 10 تريليون دولار، اي أنها تساوي 10% من الاقتصاد العالمي. أرباحها وصلت تقريبًا إلى 1.625 تريليون، وهذا يشكل 40% من مجموع أرباح الشركات على مستوى العالم.
أي أن 5 شركات في العالم تمتلك 10% من قيمة الاقتصاد العالمي، وتحقق أرباحًا سنوية تعادل 40% من مجموع أرباح كل الشركات في العالم، وهذه مفارقة عجيبة.
المفارقة الأخرى الأكثر عجبًا أن العالم ينفق سنويًا على المشروعات الصغيرة بحدود 600 مليار دولار، والغريب أن مشروعًا صغيرًا واحدًا فقط ينجح من بين كل اثني عشرمشروعًا جديدًا.
لكن هذا لا يعني أن لا أحد يستفيد من تجربة المشاريع الفاشلة، فالأفكار، التي يتبناها القائمون على هذه المشاريع، تلتقطها الشركات الكبرى، وتعيد انتاجها، وتحويلها إلى أموال. كما أن المشاريع الصغيرة التي تنجح، وتتطور، تغزوها الشركات الكبرى وتستحوذ عليها بالشراكة مع أصحابها أو عبر شرائها.
في الاستعمار التقليدي كانت هناك خمس شركات، على رأسها شركة الهند الشرقية، تسيطر على العالم، وتحتل مواقع المواد الخام وخطوط النقل والأسواق الكبيرة. أما في عصرنا فإن خمس شركات أخرى تسيطر، اليوم، على العالم، هي: "ميتا" - فيسبوك -، و"ميكرو سوفت"، و "أمازون"، و"أبل"، وطبعًا على رأسها "جوجل".