ظاهرة أكلوني البراغيث في بعض كتب المتأخرين في علم الأنساب
بقلم الباحث أحمد بن سليمان بن صباح ابوبكرة الترباني
ظاهرة أكلوني البراغيث في بعض كتب المتأخرين في علم الأنساب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبعد :
تعتبر لغة ( أكلوني البراغيث ) من اللغات المستهجنة عند اللغويين , وقد أستعملها أهل الحديث في جرح الرواة .
وفي هذا الزمن أنتشرت مؤلفات في الأنساب صنفها من ليست له معرفة في الأصول ولا في علم الحديث ولا في العقيدة , فأصبحت مؤلفاتهم تنضح بالخرافات والأساطير , إنما يجمعون ما هب ودب في مؤلفاتهم على طريقة ( الحشو ) !! .
فلا يحقق الكاتب في المسائل ولا يضعف الروايات السقيمة بل يذكرها ويبني عليها أحكام تؤيد ما ذهب إليه , وتجدهم يثبتون نسب قبيلة بمجرد خرافة أو أسطورة !!
وتجدهم ينفون نسب ما عن قبيلة بمجرد أهوائهم !!
ومنهم من يعتمد على روايات ( الإبل ) والحجارة الملقاه على قارعة الطريق وروايات المجاهيل في أبحاثة ومقالاته .
ومنهم من يلحق النبطي بأنساب العرب , ورموز الصوفية ( الرفاعي , الشاذلي , البدوي , المغربي ..... إلخ ) إلى أنساب ال البيت , فأفسدوا أنساب العرب وتلاعبوا في نسب ال البيت , فإلى الله المشتكى .
وصدق الأديب ابن الأثير حين قال في كتابه النفيس ( المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر ) (1/339) : ( فقاتل الله القلم الذي يمشي في أيدي الجهال الأغمار , ولا يعلم أنه كجواد تحت حمار , ولو أنه لا يتطاول إليه إلا أهله لبان الفاضل من الناقص , على أنه كالرمح الذي إذا أعتقله حامله بين الصفين بان به المقدم من الناكص , وقد أصبح اليوم في يد قوم هم أحوج من صبيان الكاتب إلى التعلم .... ).
ومن هذا الباب صنفت هذه الرسالة وجعلتها كما يلي :
1ـ ذكر البرغوث في أحاديث النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ .
2ـ ذكر من صنف في البرغوث , والكلام على ـ عملة البرغوث ـ إحدى النقود المتداولة في الدولة العثمانية .
3ـ ( أكلوني البراغيث ) أستعملها أهل الحديث في جرح الرواة , وذكر شيء من الأشعار التي جاءت في ذم البرغوث .
4ـ بعض كتب الأنساب التي صنفت في وقتنا الحاضر التي هي على منهج أكلوني البراغيث .
( ذكر البرغوث في أحاديث النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ ) .
1ـ سمع النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ رجل يسب البرغوث , فقال ـ عليه الصلاة والسلام : ( لا تسبه فإنه أيقظ نبياً لصلاة الصبح ) (1) .
2ـ حديث ( لا تسبوها فنعمت الدابة .. ) (2) .
قال العقيلي كما في ( المقاصد الحسنة ) ( 318) للسخاوي : ( لا يصح في البراغيث عن النبي شيء ) .
( ذكر من صنف في البرغوث , والكلام على ـ عملة البرغوث ـ إحدى النقود المتداوله في الدولة العثمانية ) .
لقد صنف الحافظ ابن حجر العسقلاني كتاب سماه ( البسط المبثوث في خبر البرغوث ) , وكذلك صنف السيوطي في هذا الباب وسماه ( الطرغوث في فوائد البرغوث ) .
وأما نقود ( البرغوث ) وهي من النقود التي كانت متداولة في عهد السلطان عبدالمجيد , وهو من الفضة سُكَّ سنة 1850م وقيمته ( قرش صاغ ) (3) .
( " أكلوني البراغيث " أستعملها أهل الحديث في جرح الرواة , وذكر شيء من الأشعار التي جاءت في ذم البرغوث ) .
جاء في كتاب ( المخزون ) (125) للأزدي : ( وكان عبدالله بن لهيعة على قضاء مصر يتكلمون أهل الحديث على لغة أكلوني البراغيث في حديثه ) أنتهى .
قلت : وهذا جرح , وإبن لهيعة ضعيف سيء الحفظ , إلا أن حديثه يصلح للمتابعات , وحديثه صحيح إذا روى عنه أحد العبادلة وغيرهم ممن حدثوا عنه قبل إحتراق كتبه .
وأما الأبيات في ذم البرغوث فذكرت ما وقعت عليه في بطون الكتب .
ذكر السفاريني في ( غذاء الألباب ) (1/49) أكثر من بيت في ذم البرغوث : ( وقال بعض الأعراب وقد سكن مصرا يصف براغيثها :
تطاول بالقسطاط ليلي ولم أكد
بأرض الغضى ليلي علي يطول
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة
وليس لبرغوث علي سبيل
..... ) .
ذكر الأبشيهي في ( المستطرف ) (534) : ( قال أعرابي في البراغيث :
ليل البراغيث أعياني وأنصبني
لا بارك الله في ليل البراغيث
كأنهن وجلدي إذ خلون به
قضاة سوء أغاروا في المواريث
) .
( بعض كتب الأنساب التي صنفت في وقتنا الحاضر التي هي على منهج أكلوني البراغيث ).
كثير من هؤلاء الذين صنفوا هذه المصنفات في الأنساب أساءوا لهذا العلم الشريف وأصبحت مؤلفاتهم تنضح بالخرافات والخزعبلات والغث والسمين والرطب واليابس والسقيم والصحيح , فلا تجد هؤلاء يميزون بين الصحيح والسقيم ويسلكوا مسلك أهل هذا العلم الشريف في تضعيف الروايات السقيمة ونبذ الخرافات والأساطير وغربلة الأقوال وترجيح الصحيح وإسقاط الرواية الضعيفة ..... إلخ .
ومن هذه الكتب التي جمعت في طياتها الغث والسمين دون تحقيق على منهج أهل العلم وجاءت بالأخبار الموضوعة والأساطير والخرافات والتخبط في أنساب العرب فأفسدت وأساءة .
1ـ كتب أحمد ابوخوصة وخاصة كتابة ( موسوعة قبائل بئر السبع ) لما فيه من التخبط في أنساب هذه القبائل وإلحاق عائلات إلى قبائل ليست منها صليبة , وقد تكلمت على منهجه وكتبه في رسالتي ( وقفات حول إتحاد المؤرخين في تراث القبائل وأنسابها لمؤسسها أحمد أبو خوصة ) .
2ـ كتاب ( أنساب العرب ) لسمير قطب , فيه أوهام وتخبطات في الأنساب ومن أطلع على كتابه عرف ذلك .
3ـ كتاب ( قبيلة المساعيد ) لراشد الأحيوي , جمع فيه الغث والسمين والخرافات والأساطير وبناء الأحكام على هذه الأساطير فيما ذهب إليه , كرواية الجمال والإبل !! والحجارة الملقاه على قارعة الطريق يستشهد بها في إثبات ما ذهب إليه !! والجهل في لغة العرب كما قال في كتابه ( قبيلة المساعيد ) (397) : ( ومن المعلوم بداهة أن العيد لا يكون مساء البتة .. ) !!!! .
قلت : قام الأحيوي بنفي أن يكون العيد مساء !! فلجهله بلغة العرب وأنه لا يعرف اسلوب الأخبار فهذه الجملة مكونة من ( مبتدأ وخبر ) أي الاخبار ان هذا المساء عيد , لأن العرب تقدم الليلة على اليوم , لذلك إذا ثبت شهر شوال في بداية الليلة يمتنع المسلمون عن صلاة التراويح , لأن الليلة هي ليلة عيد وان شئت فقل ( المساء عيد ) .
ونقل في كتابه أبيات الشرك بلله ولم يعلق ويبين الشرك ويحذر منه !! كما في حاشية كتابه ( ص 234) وخرافة الإبل الذي بنى عليها أحكام تؤيد ما ذهب إليه في ( ص 128 ) وإفتراءه وكذبه على الشيخ حمد الجاسر وعاتق البلادي كما قال في كتابه ( قبيلة المساعيد ) ( 96) : ( وجدنا كثيرا من اهل العلم بالأنساب لم يأخذوا بنصوص الجزيري على انها نصوص أنساب ومن هؤلاء الشيخ العلامة حمد الجاسر والشيخ عاتق بن غيث البلادي ..... ) .
قلت : هذا كذب على العلامة حمد الجاسر وعاتق البلادي , فقد أعتمد العلامة حمد الجاسر على نصوص الجزيري في نسب قبيلة الوحيدات كما في رسالته لموسى الوحيدي ( مجلة العرب ـ العدد الخامس والستون ـ 15/8/1404) و كذلك أعتمد الجاسر على نصوص الجزيري في نسب الترابين كما في رسالته إلى جميعان بن عيد بن جرمي .
وأعتمد الشيخ عاتق بن غيث البلادي على نصوص الجزيري في نسب الحويطات وغيرها , فالله المستعان من الكذب والتدليس على القارئ .
وكتابه المذكور انفا فيه العجب العجاب وقد صنفت رساله في بطلان كتابه بعنوان ( رشق الأسانيد في كشف أباطيل كتاب قبيلة المساعيد ) وقد نقد كتابه أيضا الأخ الأستاذ تركي القداح في كتابه ( نقد كتاب قيبلة المساعيد ) وكذلك صنف الأخ عبدالله العقبي رسالة في نقد كتاب ( قبيلة المساعيد ) .
4ـ كتاب ( موسوعة القبائل العربية ) للروضان , فيه خلط وتخبطات .
5ـ كتاب ( أصول العرب ) لنوفل أبودية , خلط فيه ونسب قبائل الى عنزة وهي ليست منها .
6ـ كتاب ( موسوعة القبائل العربية ) للطيب , فيه أوهام , فقد نسب قبيلة بني خالد إلى الصحابي خالد بن الوليد ـ رضي الله عنه ـ وإجماع أهل النسب على إنقطاع عقب خالد بن الوليد , وقد بينت هذا في رسالتي ( رفع الحرج في ذكر من لم يعقب أو درج ) وكذلك له أوهام أخرى , وقد أنتقده عمر بن شريف السلمي في ـ جريدة الرياض ـ بعنوان ( لا صلة لقبيلة زعب بالشيخ عبدالقادر الجيلاني ) .
7ـ كتاب (معجم قبائل مصر ) للأخ أيمن زغروت , فيه تخبطات في أنساب القبائل لا سيما أنه يزعم أنه من الأشراف وهو ليس إلا بطائحي من أتباع الطريقه الصوفية الرفاعية الذين يزعمون أنهم من الأشراف أصحاب الخرق الخضراء , فقد أساء لأنساب ال البيت وألحق كثير من العائلات الى نسب ال البيت , والله حسيبه فإن أمر الأنتساب ال البيت ليس بالهين , فهو يقول في مقال له على موقعه ( النسابون العرب ) بعنوان ( بنو علي بن ابي طالب ) : ( وذرية الأمير علي ضخمة جداً لا يعلم عددها إلا الله ) !!!!! ونسب كثير من العائلات في مقاله هذا الى علي بن ابي طالب , كالشاذلية والرفاعية والجيلانية .. الخ وهذه الأسماء لا تمت بصلة الى الأشراف , فالرفاعي من جهينه ولا عقب له , والشاذلي هذلي , والجيلاني فارسي الأصل وقد تكلمت على هذا في بعض مقالاتي .
ومما أضحكني صدقاً هو قول أيمن زغروت لباسل العطاسي كما في ( منتدى الساده الأشراف ـ موضوع ـ الفزعة يا أشراف ـ ) حيث يكتب أيمن زغروت العزازي بإسم ( الشريف العزازي ) قال معاتباً لباسل العطاسي : ( أخي الحبيب الشريف باسل الأتاسي العطاسي : أراك لم تعد تخاطبني بالشرف ... ) !!!!!!!!!!!
والله أن الأشراف الحق كالعائلة الحاكمة في أردننا الغالي ـ حفظهم الله ـ لم يطالبوا أحد بأن يخاطبوهم بالشرف , لكن هؤلاء يبحثون عن الصيت والله حسيبهم مما يصنعونه من تلاعب في أنساب ال البيت ـ رضي الله عنهم ـ وأنصحه أن ينسب نفسه الى أجداده ولا يلتصق بأنساب ال البيت زوراً وبهتاناً بحجج واهية وأقوال ركيكة لا يقبلها أطفال الكتاتيب .
وقد رددت عليه في رسالتي بعنوان ( الرد على الباحث أيمن زغروت ) .
وكثير من الكتاب على هذا المنهج ( أكلوني البراغيث ) الذين أفسدوا هذا العلم الشريف .
هذا ما احببت تبيانه واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
ـــــــــــــــــــــــ
1ـ ( حديث ضعيف ) أخرجه أحمد في مسنده , والبخاري في ( الأدب المفرد ) (234) والطبراني في ( الدعوات ) (454) في سنده سعيد بن بشير يروي عن قتاده مناكير , وفيه سويد بن حاتم وهو ضعيف وكذلك في سنده الوليد بن مسلم وهو مدلس .
2ـ ( حديث ضعيف جداً ) أخرجه العقيلي (2/120) والطبراني (1987) وفي سنده ابو الحارث الوراق نصر بن حماد واهِ .
3ـ راجع ما ذكرناه عن ( القرش الصاغ ) في ( الكناشة التربانية في الأنساب والمسائل التاريخية ) .
ظاهرة أكلوني البراغيث في بعض كتب المتأخرين في علم الأنساب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبعد :
تعتبر لغة ( أكلوني البراغيث ) من اللغات المستهجنة عند اللغويين , وقد أستعملها أهل الحديث في جرح الرواة .
وفي هذا الزمن أنتشرت مؤلفات في الأنساب صنفها من ليست له معرفة في الأصول ولا في علم الحديث ولا في العقيدة , فأصبحت مؤلفاتهم تنضح بالخرافات والأساطير , إنما يجمعون ما هب ودب في مؤلفاتهم على طريقة ( الحشو ) !! .
فلا يحقق الكاتب في المسائل ولا يضعف الروايات السقيمة بل يذكرها ويبني عليها أحكام تؤيد ما ذهب إليه , وتجدهم يثبتون نسب قبيلة بمجرد خرافة أو أسطورة !!
وتجدهم ينفون نسب ما عن قبيلة بمجرد أهوائهم !!
ومنهم من يعتمد على روايات ( الإبل ) والحجارة الملقاه على قارعة الطريق وروايات المجاهيل في أبحاثة ومقالاته .
ومنهم من يلحق النبطي بأنساب العرب , ورموز الصوفية ( الرفاعي , الشاذلي , البدوي , المغربي ..... إلخ ) إلى أنساب ال البيت , فأفسدوا أنساب العرب وتلاعبوا في نسب ال البيت , فإلى الله المشتكى .
وصدق الأديب ابن الأثير حين قال في كتابه النفيس ( المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر ) (1/339) : ( فقاتل الله القلم الذي يمشي في أيدي الجهال الأغمار , ولا يعلم أنه كجواد تحت حمار , ولو أنه لا يتطاول إليه إلا أهله لبان الفاضل من الناقص , على أنه كالرمح الذي إذا أعتقله حامله بين الصفين بان به المقدم من الناكص , وقد أصبح اليوم في يد قوم هم أحوج من صبيان الكاتب إلى التعلم .... ).
ومن هذا الباب صنفت هذه الرسالة وجعلتها كما يلي :
1ـ ذكر البرغوث في أحاديث النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ .
2ـ ذكر من صنف في البرغوث , والكلام على ـ عملة البرغوث ـ إحدى النقود المتداولة في الدولة العثمانية .
3ـ ( أكلوني البراغيث ) أستعملها أهل الحديث في جرح الرواة , وذكر شيء من الأشعار التي جاءت في ذم البرغوث .
4ـ بعض كتب الأنساب التي صنفت في وقتنا الحاضر التي هي على منهج أكلوني البراغيث .
( ذكر البرغوث في أحاديث النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ ) .
1ـ سمع النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ رجل يسب البرغوث , فقال ـ عليه الصلاة والسلام : ( لا تسبه فإنه أيقظ نبياً لصلاة الصبح ) (1) .
2ـ حديث ( لا تسبوها فنعمت الدابة .. ) (2) .
قال العقيلي كما في ( المقاصد الحسنة ) ( 318) للسخاوي : ( لا يصح في البراغيث عن النبي شيء ) .
( ذكر من صنف في البرغوث , والكلام على ـ عملة البرغوث ـ إحدى النقود المتداوله في الدولة العثمانية ) .
لقد صنف الحافظ ابن حجر العسقلاني كتاب سماه ( البسط المبثوث في خبر البرغوث ) , وكذلك صنف السيوطي في هذا الباب وسماه ( الطرغوث في فوائد البرغوث ) .
وأما نقود ( البرغوث ) وهي من النقود التي كانت متداولة في عهد السلطان عبدالمجيد , وهو من الفضة سُكَّ سنة 1850م وقيمته ( قرش صاغ ) (3) .
( " أكلوني البراغيث " أستعملها أهل الحديث في جرح الرواة , وذكر شيء من الأشعار التي جاءت في ذم البرغوث ) .
جاء في كتاب ( المخزون ) (125) للأزدي : ( وكان عبدالله بن لهيعة على قضاء مصر يتكلمون أهل الحديث على لغة أكلوني البراغيث في حديثه ) أنتهى .
قلت : وهذا جرح , وإبن لهيعة ضعيف سيء الحفظ , إلا أن حديثه يصلح للمتابعات , وحديثه صحيح إذا روى عنه أحد العبادلة وغيرهم ممن حدثوا عنه قبل إحتراق كتبه .
وأما الأبيات في ذم البرغوث فذكرت ما وقعت عليه في بطون الكتب .
ذكر السفاريني في ( غذاء الألباب ) (1/49) أكثر من بيت في ذم البرغوث : ( وقال بعض الأعراب وقد سكن مصرا يصف براغيثها :
تطاول بالقسطاط ليلي ولم أكد
بأرض الغضى ليلي علي يطول
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة
وليس لبرغوث علي سبيل
..... ) .
ذكر الأبشيهي في ( المستطرف ) (534) : ( قال أعرابي في البراغيث :
ليل البراغيث أعياني وأنصبني
لا بارك الله في ليل البراغيث
كأنهن وجلدي إذ خلون به
قضاة سوء أغاروا في المواريث
) .
( بعض كتب الأنساب التي صنفت في وقتنا الحاضر التي هي على منهج أكلوني البراغيث ).
كثير من هؤلاء الذين صنفوا هذه المصنفات في الأنساب أساءوا لهذا العلم الشريف وأصبحت مؤلفاتهم تنضح بالخرافات والخزعبلات والغث والسمين والرطب واليابس والسقيم والصحيح , فلا تجد هؤلاء يميزون بين الصحيح والسقيم ويسلكوا مسلك أهل هذا العلم الشريف في تضعيف الروايات السقيمة ونبذ الخرافات والأساطير وغربلة الأقوال وترجيح الصحيح وإسقاط الرواية الضعيفة ..... إلخ .
ومن هذه الكتب التي جمعت في طياتها الغث والسمين دون تحقيق على منهج أهل العلم وجاءت بالأخبار الموضوعة والأساطير والخرافات والتخبط في أنساب العرب فأفسدت وأساءة .
1ـ كتب أحمد ابوخوصة وخاصة كتابة ( موسوعة قبائل بئر السبع ) لما فيه من التخبط في أنساب هذه القبائل وإلحاق عائلات إلى قبائل ليست منها صليبة , وقد تكلمت على منهجه وكتبه في رسالتي ( وقفات حول إتحاد المؤرخين في تراث القبائل وأنسابها لمؤسسها أحمد أبو خوصة ) .
2ـ كتاب ( أنساب العرب ) لسمير قطب , فيه أوهام وتخبطات في الأنساب ومن أطلع على كتابه عرف ذلك .
3ـ كتاب ( قبيلة المساعيد ) لراشد الأحيوي , جمع فيه الغث والسمين والخرافات والأساطير وبناء الأحكام على هذه الأساطير فيما ذهب إليه , كرواية الجمال والإبل !! والحجارة الملقاه على قارعة الطريق يستشهد بها في إثبات ما ذهب إليه !! والجهل في لغة العرب كما قال في كتابه ( قبيلة المساعيد ) (397) : ( ومن المعلوم بداهة أن العيد لا يكون مساء البتة .. ) !!!! .
قلت : قام الأحيوي بنفي أن يكون العيد مساء !! فلجهله بلغة العرب وأنه لا يعرف اسلوب الأخبار فهذه الجملة مكونة من ( مبتدأ وخبر ) أي الاخبار ان هذا المساء عيد , لأن العرب تقدم الليلة على اليوم , لذلك إذا ثبت شهر شوال في بداية الليلة يمتنع المسلمون عن صلاة التراويح , لأن الليلة هي ليلة عيد وان شئت فقل ( المساء عيد ) .
ونقل في كتابه أبيات الشرك بلله ولم يعلق ويبين الشرك ويحذر منه !! كما في حاشية كتابه ( ص 234) وخرافة الإبل الذي بنى عليها أحكام تؤيد ما ذهب إليه في ( ص 128 ) وإفتراءه وكذبه على الشيخ حمد الجاسر وعاتق البلادي كما قال في كتابه ( قبيلة المساعيد ) ( 96) : ( وجدنا كثيرا من اهل العلم بالأنساب لم يأخذوا بنصوص الجزيري على انها نصوص أنساب ومن هؤلاء الشيخ العلامة حمد الجاسر والشيخ عاتق بن غيث البلادي ..... ) .
قلت : هذا كذب على العلامة حمد الجاسر وعاتق البلادي , فقد أعتمد العلامة حمد الجاسر على نصوص الجزيري في نسب قبيلة الوحيدات كما في رسالته لموسى الوحيدي ( مجلة العرب ـ العدد الخامس والستون ـ 15/8/1404) و كذلك أعتمد الجاسر على نصوص الجزيري في نسب الترابين كما في رسالته إلى جميعان بن عيد بن جرمي .
وأعتمد الشيخ عاتق بن غيث البلادي على نصوص الجزيري في نسب الحويطات وغيرها , فالله المستعان من الكذب والتدليس على القارئ .
وكتابه المذكور انفا فيه العجب العجاب وقد صنفت رساله في بطلان كتابه بعنوان ( رشق الأسانيد في كشف أباطيل كتاب قبيلة المساعيد ) وقد نقد كتابه أيضا الأخ الأستاذ تركي القداح في كتابه ( نقد كتاب قيبلة المساعيد ) وكذلك صنف الأخ عبدالله العقبي رسالة في نقد كتاب ( قبيلة المساعيد ) .
4ـ كتاب ( موسوعة القبائل العربية ) للروضان , فيه خلط وتخبطات .
5ـ كتاب ( أصول العرب ) لنوفل أبودية , خلط فيه ونسب قبائل الى عنزة وهي ليست منها .
6ـ كتاب ( موسوعة القبائل العربية ) للطيب , فيه أوهام , فقد نسب قبيلة بني خالد إلى الصحابي خالد بن الوليد ـ رضي الله عنه ـ وإجماع أهل النسب على إنقطاع عقب خالد بن الوليد , وقد بينت هذا في رسالتي ( رفع الحرج في ذكر من لم يعقب أو درج ) وكذلك له أوهام أخرى , وقد أنتقده عمر بن شريف السلمي في ـ جريدة الرياض ـ بعنوان ( لا صلة لقبيلة زعب بالشيخ عبدالقادر الجيلاني ) .
7ـ كتاب (معجم قبائل مصر ) للأخ أيمن زغروت , فيه تخبطات في أنساب القبائل لا سيما أنه يزعم أنه من الأشراف وهو ليس إلا بطائحي من أتباع الطريقه الصوفية الرفاعية الذين يزعمون أنهم من الأشراف أصحاب الخرق الخضراء , فقد أساء لأنساب ال البيت وألحق كثير من العائلات الى نسب ال البيت , والله حسيبه فإن أمر الأنتساب ال البيت ليس بالهين , فهو يقول في مقال له على موقعه ( النسابون العرب ) بعنوان ( بنو علي بن ابي طالب ) : ( وذرية الأمير علي ضخمة جداً لا يعلم عددها إلا الله ) !!!!! ونسب كثير من العائلات في مقاله هذا الى علي بن ابي طالب , كالشاذلية والرفاعية والجيلانية .. الخ وهذه الأسماء لا تمت بصلة الى الأشراف , فالرفاعي من جهينه ولا عقب له , والشاذلي هذلي , والجيلاني فارسي الأصل وقد تكلمت على هذا في بعض مقالاتي .
ومما أضحكني صدقاً هو قول أيمن زغروت لباسل العطاسي كما في ( منتدى الساده الأشراف ـ موضوع ـ الفزعة يا أشراف ـ ) حيث يكتب أيمن زغروت العزازي بإسم ( الشريف العزازي ) قال معاتباً لباسل العطاسي : ( أخي الحبيب الشريف باسل الأتاسي العطاسي : أراك لم تعد تخاطبني بالشرف ... ) !!!!!!!!!!!
والله أن الأشراف الحق كالعائلة الحاكمة في أردننا الغالي ـ حفظهم الله ـ لم يطالبوا أحد بأن يخاطبوهم بالشرف , لكن هؤلاء يبحثون عن الصيت والله حسيبهم مما يصنعونه من تلاعب في أنساب ال البيت ـ رضي الله عنهم ـ وأنصحه أن ينسب نفسه الى أجداده ولا يلتصق بأنساب ال البيت زوراً وبهتاناً بحجج واهية وأقوال ركيكة لا يقبلها أطفال الكتاتيب .
وقد رددت عليه في رسالتي بعنوان ( الرد على الباحث أيمن زغروت ) .
وكثير من الكتاب على هذا المنهج ( أكلوني البراغيث ) الذين أفسدوا هذا العلم الشريف .
هذا ما احببت تبيانه واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
ـــــــــــــــــــــــ
1ـ ( حديث ضعيف ) أخرجه أحمد في مسنده , والبخاري في ( الأدب المفرد ) (234) والطبراني في ( الدعوات ) (454) في سنده سعيد بن بشير يروي عن قتاده مناكير , وفيه سويد بن حاتم وهو ضعيف وكذلك في سنده الوليد بن مسلم وهو مدلس .
2ـ ( حديث ضعيف جداً ) أخرجه العقيلي (2/120) والطبراني (1987) وفي سنده ابو الحارث الوراق نصر بن حماد واهِ .
3ـ راجع ما ذكرناه عن ( القرش الصاغ ) في ( الكناشة التربانية في الأنساب والمسائل التاريخية ) .