59 مجزرة إسرائيلية خلال 100 ساعة في غزة

استمرت المجازر الإسرائيلية ضد قطاع غزة، وشنت قوات الاحتلال غارات جوية وبرية على العديد من المناطق، خصوصًا تلك القريبة من مناطق التوغل، ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا الجدد، بينهم مجوعون ونازحون في الخيام.
واستشهد 35 فلسطينيا بينهم أطفال وأصيب آخرون منذ فجر الاثنين، في هجمات إسرائيلية بالقصف وإطلاق نار على مناطق مختلفة من قطاع غزة.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي عن اقتراف جيش الاحتلال 59 مجزرة خلال 100 ساعة.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة في وقت سابق، عن وصول 105 شهداء و356 مصابًا إلى المستشفيات خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وذكرت أن حصيلة حرب الإبادة الإسرائيلية ارتفعت إلى 57,523 شهيدًا و136,617 مصابًا منذ السابع من تشرين الأول / أكتوبر للعام 2023.
وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» من أن آلاف الرضّع الفلسطينيين في قطاع غزة لا يحصلون على الغذاء اللازم ويواجهون خطر الموت، مؤكدة أن «كل دقيقة مهمة لإنقاذ الأرواح».
وقالت المديرة التنفيذية لـ»اليونيسف»، كاثرين راسل، الاثنين، عبر حسابها على منصة «إكس»، إن العديد من الأمهات الفلسطينيات إما قُتلن بالغارات الإسرائيلية أو لا يستطعن إرضاع أطفالهن بسبب الجوع الشديد الناجم عن الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع.
ولفتت الانتباه إلى أن العديد من الرُضع معرضون لخطر الوفاة أو لمشكلات صحية دائمة لهذه الأسباب.
ومنذ 2 آذار / مارس تغلق إسرائيل معابر قطاع غزة بوجه جميع الإمدادات والمساعدات الإغاثية، ما أدخل نحو 2.4 مليون فلسطيني في حالة مجاعة.

مجازر الـ 100 ساعة

ميدانيا، قال المكتب الإعلامي الحكومي، إن قوات الاحتلال ارتكبت 59 مجزرة خلال الـ100 ساعة الماضية، راح ضحيتها 288 شهيداً بينهم 99 شهيداً من ضحايا المساعدات، خلال سعي عشرات آلاف المجوعين من الحصول على الغذاء في ظل جريمة التجويع التي يمارسها الاحتلال، إضافة إلى إصابة 1088 مواطنا.
وذكر أن الاحتلال تعمد ارتكاب هذه المجازر الوحشية من خلال قصف مراكز الإيواء والنزوح المكتظة بعشرات آلاف النازحين، وقصف الاستراحات العامة، والمنازل والأسواق والتجمعات الشعبية إضافة إلى قصف منطقة المواصي التي يزعم الاحتلال أنها مناطق آمنة.

وأكد أن غالبية الشهداء هم من الأطفال والنساء والمسنين، وكلهم من المدنيين العزّل، «ما يعكس تعمّد الاحتلال استهداف الفئات الأكثر ضعفًا لإلحاق أكبر قدر ممكن من القتل والإبادة والضرر».
واستشهد 6 مواطنين بينهم أطفال رضع، عندما اقترفت قوات الاحتلال مجزرة بقصفها غرفة داخل عيادة الرمال الطبية غرب مدينة غزة، حيث تؤوي هذه العيادة كباقي المشافي والأماكن الطبية نازحين، اضطروا للسكن في ساحاتها هربا من مناطق سكناهم التي يتوغل فيها جيش الاحتلال.
وأحدثت الغارة دمارا كبيرا في المركز الصحي الذي يقدم خدمات طبية لأعداد كبيرة من سكان مدينة غزة والنازحين الذين يقطنون غرب المدينة.
وأعلنت مصادر طبية عن سقوط شهيدين أحدهم طفل، وعدد من المصابين، جراء قصف إسرائيلي على شارع الفواخير وسط المدينة، كما استشهد مواطن وأصيب آخرون، جراء استهداف طائرات الاحتلال شقة سكنية في برج الظافر، في حي تل الهوا جنوب غربي مدينة غزة، واستشهد مواطن من عائلة حجي وأصيب اثنان في قصف إسرائيلي على حي الزيتون.
واستشهد مواطنان في استهداف منزل لعائلة الرملاوي في حي التفاح. وأحدثت الغارة إصابات أخرى، فيما أصيب آخرون في استهداف الاحتلال نزلًا لعائلة حمادة في شارع يافا، وآخران في قصف من مسيرة إسرائيلية لمواطنين بمنطقة الزرقاء، وكلاهما في حي التفاح شمال شرقي المدينة.
وأصيب عدد من المواطنين جراء قصف مدفعي استهدف مدرسة المجدل في حي الزيتون، فيما استهدفت طائرات الاحتلال شقة سكنية في شارع حميد في مخيم الشاطئ غربي المدينة دون إصابات، إضافة إلى قصف منزل في حي تل الهوا.
وترافق ذلك مع استمرار الغارات الجوية والقصف المدفعي على المناطق الشرقية والجنوبية للمدينة، حيث طاول القصف أحياء الشجاعية والتفاح والزيتون.
وذكرت مصادر محلية أن القذائف المدفعية تساقطت على الكثير من المربعات السكنية هناك، في وقت لا يزال جيش الاحتلال يواصل توغله البري، ويطلق النار الكثيف على المناطق المجاورة.
وفي شمال قطاع غزة، ارتقى شهيد في قصف مسيرة إسرائيلية استهدفت منطقة جباليا البلد، كذلك أطلق الطيران الحربي المروحي النار على الكثير من مناطق التوغل البري هناك، ولا سيما على بلدات بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا، مع استمرار القصف المدفعي، على الأطراف الجنوبية لبلدات شمال القطاع، إجبار دفع ما تبقى من السكان للنزوح القسري.

قصف النازحين والمجوعين

أما في وسط قطاع غزة، فقد ارتقى شهيدان وأصيب آخرون كثر في قصف استهدف منزلا يقع وسط مخيم البريج. وترافق ذلك مع استمرار القصف المدفعي العنيف للمناطق الواقعة شرقي المخيم، وكذلك الواقعة إلى الشمال من مخيمي البريج والنصيرات، والقريبة من «محور نتساريم».
ووفق شهود عيان فإن طائرات مسيرة من نوع «كواد كابتر» حلقت فوق تلك المناطق، وأطلقت النار أكثر من مرة.
وفي الموازاة، استمرت الهجمات العنيفة على مدينة خان يونس جنوبي القطاع، والتي تتعرض لهجوم بري كبير على المناطق الشرقية، توسع لاحقا إلى مناطق في الوسط وجنوب وشمال المدينة.
واستشهدت مواطنة من عائلة النجار في قصف استهدف بلدة بني سهيلا، فيما قضى مواطنان في غارة أخرى استهدفت دوار أبو حميد وسط المدينة، وشهيدة من عائلة العالول قرب منطقة «المسلخ التركي» جنوب المدينة، واستشهد فرد من عائلة شبانة في منطقة أصداء غرب المدينة التي يكثر فيها النازحون، ومواطنان من عائلة العديني في استهداف لمنطقة أبراج حمد السكنية شمال المدينة، وقضى مواطن من عائلة قنن متأثرًا بجراحه.
وشنّت قوات الاحتلال سلسلة هجمات عنيفة على بلدات القرارة وعبسان. وسمع دوي انفجارات عالية في تلك المناطق ناجمة عن عمليات قصف مدفعي ونسف مبان هناك. وتعرضت المناطق الجنوبية القريبة من «محور موراغ» لهجمات مماثلة.
وذكرت مصادر طبية أن 5 مواطنين استشهدوا وأصيب أكثر من 20 آخرين، بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب نقطة المساعدات الانسانية شمال مدينة رفح أقصى جنوب القطاع.
وجاء ذلك في ظل استمرار الاحتلال استخدام تلك المناطق كـ «مصائد إعدام» للمواطنين المجوعين، الذين يضطرون للذهاب إلى هناك بحثا عن قوت أسرهم، في ظل الحصار المشدد الذي أدى إلى نفاد الطعام من الأسواق ومن مخازن المؤسسات الاغاثية الدولية.
وجاءت هذه الهجمات الدامية، في ظل استمرار المفاوضات «غير المباشرة» بين حركة «حماس» وإسرائيل، برعاية الوسطاء، والهادفة إلى التوصل لاتفاق بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وكان جيش الاحتلال في مفاوضات سابقة يتعمد التصعيد الميداني، بهدف الضغط في المفاوضات على الطرف الفلسطيني، إضافة إلى عمله على إحداث أكبر قدر من الدمار والموت، قبل أي تهدئة قد يتم التوصل إليها.

هجمات المقاومة

وتصديا لهجمات الاحتلال، عرضت «سرايا القدس»، الذراع العسكري لـ»حركة الجهاد الإسلامي»، مشاهد من قصف ناشطيها بالاشتراك مع «لواء العامودي» التابع لـ»كتائب شهداء الأقصى»، تجمعات جنود وآليات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلين في مدينة خان يونس بقذائف الهاون.
كما أعلنت «سرايا القدس»، أن مقاتليها أبلغوا بعد عودتهم من خطوط القتال، عن تمكنهم من تفجير آليتين عسكريتين إسرائيليتين بعبوات مضادة للدروع -مزروعة مسبقاً- أثناء توغلهم شرق حي الشجاعية في مدينة غزة.
كما أعلنت أنها استهدفت بصاروخ موجه من طراز (مالوتكا) موقع قيادة وسيطرة للاحتلال شرق الحي، وقالت إنها حققت إصابة مباشرة.
وفي السياق عرضت «كتائب شهداء الأقصى» مشاهد من قصف مقاتليها بالاشتراك مع «ألوية الناصر صلاح الدين» تجمعاً لآليات الاحتلال المتوغلة شرق منطقة القرارة بقذائف الهاون عيار «60» النظامي.