السعودية تؤكد ان التهديدات تستدعي العمل للتحول من صيغة التعاون بين دول الخليج الى الاتحاد

اخبار البلد
تصاعد التوتر حول الجزر الخليجية الثلاث المتنازع عليها بين ايران والامارات، وردّت دول الخليج العربية أمس الاحد، على إعلان طهران نشر قوات لها في الجزر الخليجية الثلاث المتنازع عليه، بإعلانها بدء مناورات تجريها قوات 'درع الجزيرة' الخليجية المشتركة لأول مرة على الأراضي الإماراتية تحت اسم 'جزر الوفاء'، في اشارة الى الجزر الثلاث 'أبوموسى وطنب الصغرى وطنب الكبرى' المتنازع عليها مع إيران.
وأفادت وسائل الإعلام الخليجية أن 'درع الجزيرة'، القوات المشتركة بين دول مجلس التعاون الخليجي، سوف 'تقوم يومي الأحد والاثنين بتمارين مشتركة في أبوظبي على مستوى القيادة ومن دون استخدام النيران'، مشيرة الى 'ان التمارين تهدف إلى اختبار قدرة هذه القوات على تنفيذ المهام الخاصة المحدودة والعمليات الكبرى في السواحل والجزر الواقعة بالمياه الإقليمية في ظل المعطيات الراهنة، ولاختبار مدى التنسيق بين صفوف القوات البرية والبحرية والجوية'، جاء ذلك فيما كشفت وزارة الدفاع الفرنسية عن تدريبات عسكرية مشتركة مع القوات الإماراتية.
من جانبه اعتبر وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل السبت ان التنسيق والتعاون بين الدول الخليجية قد لا يكون كافيا داعيا الى التوصل الى 'صيغة اتحادية مقبولة' لدى الاعضاء.
وقال الفيصل في كلمة القاها نائبه الامير عبد العزيز بن عبد الله خلال افتتاح مؤتمر الشباب الخليجي في الرياض ان 'التعاون والتنسيق بين دول المجلس بصيغته الحالية قد لا يكفي لمواجهة التحديات القائمة والقادمة'.
واضاف ان 'التهديدات بأنواعها تستدعي العمل الجاد من قبل دول مجلس التعاون الخليجي للتحول من صيغة التعاون الحالية الى صيغة اتحادية مقبولة (...) فتجارب الازمات والتحديات السابقة برهنت للجميع حقيقة صعوبة التعامل الفردي من قبل دول المجلس مع تلك الازمات'.
واوضح الفيصل ان السعودية ادركت اهمية التحول من صيغة التعاون الى الاتحاد، في خضم ما يحيط بدول مجلس التعاون من 'تطورات وتحولات وأخطار تهدد استقرارها وامنها ومكتسباتها'.
يذكر ان الملك عبدالله بن عبدالعزيز كان دعا امام قمة مجلس التعاون الخليجي الاخيرة في الرياض في 19 كانون الاول/ديسمبر الماضي الى الاتحاد وخاطب قادة الخليج قائلا 'اطلب منكم اليوم ان نتجاوز مرحلة التعاون الى مرحلة الاتحاد في كيان واحد'.
وتواجه دول الخليج مسائل شائكة كالعلاقات الصعبة مع ايران التي تتهمها دائما بالتدخل في شؤونها الداخلية وتشابكها مع ما يجري في سورية والبحرين والعراق بالاضافة الى مخاطر الاحداث في اليمن الذي يبقى مصيره عرضة لاحتمالات شتى.
وتبقى العلاقات المتوترة مع طهران النقطة الابرز خصوصا في ظل المخاوف الخليجية الناجمة عن ازدياد نفوذ طهران في العراق مع الانسحاب الامريكي من هناك.
واشار الفيصل الى ما 'تحظى به منطقة الخليج العربي من اهمية بالغة نظرا لموقعها الاستراتيجي المهم والاحتياطيات الضخمة من النفط والغاز'.
ورأى ان 'التحول الى وضعية الاتحاد من شأنه ان يمنح مسيرة العمل الخليجي زخما اكبر، ويعطي دول المجلس ثقلا اكبر ومكانة تتوازى مع ما لديها من مقومات القوة الناعمة والامكانات المادية والجيواستراتيجية المهمة'.
من جهته، قال الامين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني ان 'تعاظم التحديات السياسية والامنية والعسكرية، اقليميا ودوليا، وحالة عدم الاستقرار في المنطقة العربية، والتغيرات الجارية في موازين القوى يجعلنا ننظر في تطوير تجربة المجلس'.
وشدد على ضرورة العمل الجماعي قائلا ان 'الامن الخليجي الذي نكتسب من خلاله القوة لا يؤتى للدول التي تعمل بمفردها'.
الى ذلك، قال وزير الخارجية السعودي ان 'التكامل الدفاعي يشكل الضمانة الرئيسة لامن دول الخليج العربية كبديل عن السياسات الدفاعية المرتكزة على التحالفات الوقتية المبنية على المصالح العابرة اذ تظل تلك التحالفات مرتبطة بهذه المصالح التي بطبيعتها متغيرة'.
واضاف 'في ظل مواجهة الدول الخليجية 'اخطارا غير مسبوقة ليس اقلها ظاهرة الارهاب، فإن التكامل الدفاعي سيكون مقدمة للتنسيق الامني وما يستدعيه من تطوير للمؤسسات الامنية الخليجية'.
وكانت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ناقشت مع نظرائها الخليجيين في الرياض قبل اربعة اسابيع منظومة دفاع صاروخية لحمايتها من ايران.
ويؤكد مسؤولون امريكيون 'اولوية' مساعدة دول الخليج على بناء 'منظومة دفاع صاروخية اقليمية' لمواجهة ما يرونه تهديدا ايرانيا وشيكا بصواريخ بالستية.
وكان مسؤول رفيع رافق كلينتون قال 'نسعى الى تطوير بنية دفاعية صاروخية اقليمية. لا يمكن لامة بمفردها حماية نفسها. عليها الاعتماد على شركائها لتمتلك نظاما دفاعيا صاروخيا فعالا'.