غايب فيله..التلفزيون الأردني .... اصح يا نايم


مع كل تشكيل أو تعديل حكومي , و ما أكثرها هنا في الأردن , يصر التلفزيون الأردني على الغياب عن هذا الحدث , و الذي لا يختلف إثنين, على مدى أهميته لدى الأردنيين بخاصه , و دول المنطقه عامه , و لا أبالغ إن قلت دول العالم أجمع , فبالنسبه للأردنيين , فهو الحدث الأهم ,و كيف لا !!! وهو يتناول خبر إستقالة حكومتهم , أو إقالتها , و ما يتبع ذلك من تشكيل حكومه جديده , و هو هنا قمة الحدث , لما يشكل هاجسا للجميع , لمعرفة مدى صحة الخبر .

خبر إستقالة الحكومه الأخير , حكومة عون الخصاونه , كان و رغم قوة الحدث الطبيعيه , إلا أنه جاء أقوى هذه المره , من إستقالات الحكومات السابقه , فالرجل حظي بدعم شعبي أكثر من جيد , كما نال مستوى جيد من الرضى من قبل الفعاليات السياسيه و الحزبيه و حتى قوى ما تسمى بالمعارضه, وهو أمر غايه في الأهميه في هذه الفتره , فالرجل أبعد ما يكون عن الفساد , مدار الحديث في هذه الأيام , فضلا أنه جاء مفاجئ تماما هذه المره , وهو ما لم يعتاد عليه الشارع الأردني , ففي معظم الإستقالات السابقه , كانت متوقعه , بل و منتظره من قبل المواطن الأردني حتى العادي منهم .

الجديد في هذه الإستقاله أيضا , أنها جاءت هذه المره , كإستقاله حققت معنى الكلمه , فالرئيس بالفعل تقدم بالإستقاله , و لم يقال كالسابق من رؤساء الحكومات .


بالعوده الى خبر الإستقاله , نجد أن وسائل الإعلام الرسمي , و على رأسها التلفزيون الأردني , فشل فشلا ذريعا بالتعامل مع الخبر , فطوال أربع ساعات , مدة تناقل الخبر , على جميع وسائل الإعلام المحليه , من فضائيات و مواقع إخباريه إلكترونيه , بقي وحده التلفزيون الأردني كالنائم في العسل , لم يقدم حتى على الإشاره للموضوع , بل الأدهى من ذلك كله , أن بعد تأكيد الخبر من قبل العديد من وسائل الإعلام , خرج علينا غايب الفيله( التلفزيون) ليؤكد عدم صحة الخبر , ليرجع بعد نصف ساعه بالتحديد , أي في الساعه السادسه , ليعلن خبر الإستقاله , وهذا بحد ذاته هو من الإهانه بمكان , لكل مواطن أردني يتابع إعلامه الرسمي .


ما أكتبه الآن , عن ما جرى , ليس بالجديد على التلفزيون الأردني , و المواطن يعي ذلك تماما , حتى بات معلوما للجميع , أن التلفزيون الأردني هو أخر من ينقل خبر الإستقاله , كما أنه أخر من ينشر أسماء الوزاره الجديده , وحنا أنا أتحدى أن يقوم التلفزيون الأردنى بذلك , رغم أن العديد من الفضائيات و المواقع الإلكترونيه , تنشر أسماء الطاقم الجديد للحكومه قبل عدة ساعات من إعلانها رسميا , بنسبة خطأ لا تتجاوز العشرون بالمئه , و هنا من حقنا كأردنيين أن نتساءل عن أسباب ذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟ .


التلفزيون الأردني مؤسسه وطنيه , لكنها للأسف , فقدت مصداقيتها لدى المواطن الأردني , حتى إبتعد المواطن عن مشاهدته , و انخفضت نسبة المشاهده , لمستوى خطير , تشير بعض الدراسات أنه وصل للعشرون بالمئه فقط , عكس ما يظهر البعض , وهو أمر جد خطير .


الجدير بالذكر أن التلفزيون الأردني , كأعلام رسمي , يحضى من الدعم المادي و اللوجستي و حتى المعنوي , من قبل مؤسسات الدوله بكافة أجهزتها , فالكل يعلم , أن العديد من المناطق و الأخبار و المقابلات , هي حكرا على التلفزيون الأردني , و ما يتاح له ,لايتاح لغيره من وسائل الإعلام المحليه , و هو من الظلم بمكان , و لا يتماشى مع مبدأ الشفافيه في صدق و حيادية التعامل مع وسائل الإعلام ,و فضلا عن الدعم المالي الكبير الذي يحظى به التلفزيون الأردني ,و الذي هو بالأصل من خزينة الدوله , أي خزينتنا نحن المواطنين , فضلا عن ذلك , يلتزم كل إردني مجبرا , على دفع مبلغ دينار أردني للتلفزيون , متمثلا بالرسم التلفزيوني المقتطع من فاتورة الكهرباء , و هو مبلغ يصل لما يقارب الثلاث ملايين دينار شهريا , أي (36) مليون سنويا , فضلا عن الدعم الحكومي , و ريع الإعلانات , مؤسسه بهذا الحجم , أليس من المعيب أن تكون مخرجاتها بهذا السوء ؟؟؟؟؟.

إذا كان الأداء و المخرجات بهذه الطريقه, وهذا السوء , أليس من حق المواطن أن يطالب بوقف إستقطاع مبلغ الدينار لصالح التلفزيون .

إذا كان مبلغ الدينار مبرر قبل ظهور الفضائيات , كون المواطن الأردني يشاهد التلفزيون الأردني , أليس من العدل وقف الإقتطاع , بعد هجر المواطن للتلفزيون الأردني , و فقدانه الثقه فيه ؟؟؟؟؟؟.


إن مسالة إصلاح التلفزيون الأردني و الإعلام الرسمي , أصبحت من الإستحاله بمكان , بعد سنوات من المطالبه بالتغيير , و التلفزيون إذن من طين و أخرى من عجين , و مسالة إبتعاد المواطن الأردني عن إعلامه الرسمي تزداد بعدا يوما بعد يوم , حتى تأكدت مقولة , إذا أردت التأكد من خبر فلن تجده على عمان , و نفي الإعلام الرسمي للخبر هو تأكيد للخبر , و الإصلاح قد يتحقق في العديد من الميادين , ليس منها الإعلام الرسمي , فهو مثل غايب الفيله , و النائم في العسل , فابحث لك عزيزي المواطن , عن مصدر جديد للخبر !! .


طالب حياصات

talebheyasat@yahoo.com