الرئيس

اخبار البلد 
يتصدى رئيس الوزراء المكلف الدكتور فايز الطراونة لمهمة صعبة وقاسية ليس من السهل القياس بها او عليها لانها تدخل في الجوانب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وتؤسس لمرحلة جديدة في الاردن وهو في ذلك كله يقع تحت عامل الزمن الضاغط الذي ليس فيه ترف وليس فيه مجال للمناورة بل ان كل دقيقة محسوبة وكل الاطراف تراقب وتتداخل وليس من الممكن الادعاء اننا نستطيع او لا نستطيع فكل المعطيات يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار وكل الحسابات يجب ان تخضع للمناقشة والتدخل الجراحي الذي يوصل الى التوافق على كل مفردات العمل الجماعي الذي يقود الى مناخ يعيد اللحمة الى الاطياف السياسية والاجتماعية وينمي العمل العام بعيدا عن احتكار الحقيقة وادعاء التمثيل من لون واحد او فكر واحد او كتلة واحدة سواء أكانت صامتة ام متحركة.
الرئيس الطراونة يتفحص وجوه من يرتادون صيوانه ويقلب معهم الاحاديث التي يريدون ايصالها اما رسائل مشفرة او تلك التي تحتاج الى قراءة بين سطورها او اللعب بالكلمات فان اصاب هذا الوجه كان خيرا وبركة وان لم يصب فالوجه الاخر هو المقصود او تلك الرسائل التي يحتاج من خلالها الى قراءة الممحي مع ان المرحلة ليست بحاجة الى احجيات وتعمية بل الى مكاشفة تقول: ان هذا ممكن وان ذاك غير ممكن وان القدرة على ايصال المراد يكمن في ايسر السبل ودون تحميل الامر اكثر مما يحتمل.
وهو قضى اليومين الماضيين في جولات حوارية منهكة بدأها برئيسي مجلسي الاعيان والنواب وتبعها بالكتل البرلمانية ورؤساء اللجان والشخصيات المستقلة بينما يخلد الى الراحة ساعات قليلة لان الحمل ثقيل والمرحلة تحتاج الى مزيد من العمل والعطاء دون تردد بينما يجامل زواره بكلامه الطبيعي المعروف عنه ويرد على هذا الهاتف وتلك الرسالة ولا يهمل اي اشارة صغيرة ام كبيرة على ان تتم كل هذه الاتصالات وهذا التواصل بين الرئيس المكلف واطياف المجتمع لتعطيه فرصة رؤية المشهد الاردني العام كما هو مع مزيد من الخبرة التي تراكمت لديه على مدى السنوات الماضية رئيسا للوزراء ورئيسا للديوان الملكي الهاشمي ووزيرا وسفيرا ورئيس الوفد الاردني المفاوض وبينها وقبلها وبعدها هذا التواصل الاجتماعي بين الاب والابن وممثلي مكونات المجتمع حيث كان المرحوم احمد الطراونة من بين قلة حملوا الوصية وحافظوا على الوصاية بينما كان الرئيس المكلف يقوم بنفس الدور عندما شهد وعن قرب الانتقال السلس للسلطة والعرش من المغفور له الحسين طيب الله ثراه الى ابي الحسين حيث تتواصل مسيرة الخير والعطاء وتنتقل الراية كابرا عن كابر.
الرئيس الطراونة لا يبدأ من الصفر ولا هو يدعي ذلك ولكنه يبني بلا «شوشرة» وبعيدا عن الايهام ان الدنيا تبدأ به وتنتهي عنده بل هو ينزل الناس منازلهم التي يراهم هو فيها دون انتقاص من قيمة وخبرة ومكانة احد وقد تتقدم اسباب ليقرب هذا المرشح على ذاك ولا يعني هذا باي حال من الاحوال اقصاء لجهة او نهج ولكن قد تضطره الظروف والمعطيات ان يحسم باتجاه طرف بعينه لانه يرى ان المصلحة تتحقق من خلال هذا الاختيار.
الرئيس المكلف بحاجة الى الدعاء بالتوفيق لتأدية امانة المسؤولية على عاتقه لا الى وضع العصي في الدواليب ولا الى المناكفة التي لن تفضي الى الانجاز بل على الجميع اعطاء الفرصة ومن بعدها يكون الحساب وليس العكس لاننا في سباق مع الزمن والاستحقاقات كبيرة والتزامات جلالة الملك امام المجتمع الاردني ومراكز صنع القرار العالمي يجب ان تنفذ لان ذلك كله في مصلحة الأردن.