
فيروز في وزارة الزراعة وتفضح "كان غير شكل الليمون" .. والملوخية ستؤكل دون "الحامض"
أحمد الناجي
كان غير شكل الليمون .. كان غير شكل اليانسون .. وكاين انت يا حبيبي مش كاين هيك تكون ..
هكذا تغزلت سيدة الصباح الصوت الملائكي المطربة اللبنانية القديرة "فيروز الرحباني" بالليمون، فهل غزلها تنبؤ بالمستقبل؟ وهل اعتقدت فيروز بأن الليمون والذي يعتبر سلعة أساسية في كل المطابخ سيصبح عبئاً على المواطنين وليس بمقدورهم شراؤه؟
للأسبوع الثالث على التوالي لا تزال أسعار الليمون ترتفع وتحلق عالياً إلى أعلى الأرقام والتي تعتبر غير مقبولة على الإطلاق، فما دور وزارة الزراعة وكيف تتعامل مع تلك الأسعار اللامنطقية؟ على الرغم من أن الليمون هو المكون الأساسي للعديد من الأطباق المحلية والعالمية ولا يمكنه أن يتغيب من مشتريات الموطنين، كما وله فوائد صحية عديدة لا يمكن حصرها، ولكن وللأسف في صيف 2025 نصف الليمونة يغيب عن بوابة الثلاجة في الكثير من البيوت لعدم مقدرتهم شراؤه ولا "موهيتو ليمون" ليتبرد به المواطن هذا الصيف.
تجاوز سعر الليمون أضعاف سعره المعتاد ليصبح من الكماليات ويغيب عن أطباق الأردنيين وعدم استخدامهم له للعلاج "فلا طعام ولا صحة" والخلل ليس واضحاً، أصبح المواطن هو الحلقة الأضعف ويدفع الثمن من جيبه ويقف أمام صناديق الليمون حائراً ما إذ يريد الشراء أم تأجيله إلى حين الانخفاض وهذا ما يشكل مشهد مؤلم.
إن ما يحدث في أسواق الليمون ليس خللاً عابراً لا بل نموذجاً واضحاً لأزمة حقيقية في إدارة الأسواق والاقتصاد الزراعي، فهل للممارسات الاحتكارية دور في الارتفاع وهل تضرب العدالة الاقتصادية؟ وهل ننتظر موسماً جديداً لنشهد فيه "الليمون الذهبي" من جديد؟
والجدير بالذكر أن الأردن تحتوي على ألف دونم مساحة من الأراضي المزروعة بالحمضيات وتنتج الأغوار الشمالية نحو 82% من مجمل إنتاج المملكة من الحمضيات، وثمرة الليمون البسيطة والتي لطالما كانت جزءاً من المائدة اليومية لكل الأردنيين، تحولت اليوم إلى طبق ذهبي فاخر لا يمكن للمواطن البسيط الحصول عليه، تماماً أصبح الليمون "الذهبي" كالـ"ذهب" أسعاره محلقة عالياً ومن يريد الشراء يفكر طويلاً ليأخذ القرار، وهذا الصيف سيأكل الأردنيون "الملوخية" دون عصرة الليمون.