مجلس النوّام ولويس السادس عشر

مجلس النوّام ولويس السادس عشر

يقيناً إن مجلس النوّام الحالي ، مصاب بشيزوفرينيا مزمنة ، تجعله في واد والشعب الذي يمثله في وادٍ آخر ، بل في كوكب آخر ...
مجلس النوّام الذي من المفروض أن يدافع عن المواطن ، يتخلّى عنه ليدافع عن الفساد والمفسدين ، ويمرر قوانين الضرائب التي تنهش جيب وكرامة المواطن ، إلى رفع أسعار المحروقات ، والكهرباء ، دون أدنى شعور بالمسؤولية الملقى على عاتقه تجاه الشارع وهموم الشارع ....
هذا تعوّدنا عليه حتى أصبح لدينا مناعة ضد الانتفاض والامتعاض ،،، حتى يختمها النوّام هذا الأسبوع بمنح أنفسهم رواتب تقاعد مدى الحياة لمن يخدم في المجلس لأربع سنوات !!!
تحملنا تمريركم لقوانين الضرائب والغلاء والتقشف بحجة حماية خزينة الدولة من الإفلاس ، فكان أن كافأتمونا بمنح أنفسكم رواتب تقاعد مدى الحياة .....
أنتم يا سادة يا نوّام المفروض أنكم الأمل الأخير للمواطن ، الذي أوصلكم لمقاعدكم النيامية ، أنتم قارب النجاة الأخير الذي كنا نحاول الصعود إليه لكنكم تسابقتم بدفعنا نحو لجة الموج نتخبط في قرارات حكومات أغرقت البلاد في أزمات تلو أزمات ...
التقاعد هو ثمرة يقطفها الإنسان بعد أن يفني عمره في خدمة جهة ما ، فيستر بها شيبته وكهولته من غوائل الأيام ، أما أنتم فقد نمتم في مجلسكم أربعة أعوام ، لتكافئوا أنفسكم برواتب تقاعد مدى الحياة !!!
بالله عليكم أليس هذا قمة الفساد والاستهتار بحقوق الناس !!!!
الناس التي تفني أعمارها في خدمة الحكومة لتحصل على راتب تقاعد بعد عشرين سنة بالكاد يؤمن لهم إيجار شقة يختبئون وراء جدرانها ليلعقوا جراح خيبتهم الطويلة ، وعندما لا يكفيهم الراتب كفاف الحياة ، يتحول رجال الأمن المتقاعدين إلى رجال سيكيوريتي في المولات حفظاً لماء الوجه ، فاقدين كل معنى للأمن الذي أفنوا أعمارهم في السعي لتحقيقه للشعب ، ولكم ....
المفروض أن دوركم هو خدمة المجتمع لا نهبه ، ألا تخجلون مما تفعلون !!!
الشعب نجح في إسقاط الحكومات التي أعطيتموها الثقة ، كحكومة سمير الرفاعي ، لكنه لم يدرك بعد أنكم أول من كان يجب إسقاطه ، وحجب الثقة عنه حتى لو كان الدستور معكم .....
في القرن الثامن عشر ، كان لويس السادس عشر يعاني شيزوفرينيا مع شعبه مثلكم تماماً ، فبينما شعبه لا يجد الكفاف ، كان هو يغرق في مظاهر البلهنية والترف ، فثار عليه الشعب وحكم عليه بالسقوط ، وأعدمه ، وأنتم يا مجلس النوّام السادس عشر ، حكمتم على أنفسكم بالإعدام السياسي والقطيعة حين قاطعتم الشارع الذي يجب أن تمثّلوه ، وسعيتم وراء مصالحكم الشخصية ، وتأمين رواتب تقاعدكم لمدى الحياة ، وأكملتم نومكم ومن بعدكم الطوفان ....
لقد أزلتم آخر ورقة توت كانت تستركم ، ليرى الشعب حقيقة من يمثّلهم ، ويدرك أنه حين حملكم فوق ظهره ، طعنتموه الطعنة الموجعة ....

د. أسامة عبد القادر
drosamajamal@hotmail.com