السياحة في غرفة الإنعاش


الصيف هو موسم السياحة العالمي ، فالناس تترك وراءها هم المدينة ومشاغلها وتنطلق في إجازاتها الصيفية بحثاً عن الراحة والاستجمام ،،، فماذا فعلنا نحن للسياحة ؟؟

ببساطة بتنا مشهورين بمقولة واحدة ، الغرف الفندقية في أوروبا أرخص منها في الأردن ... لماذا ؟

هل نملك تلك الطلات الساحرة حتى نتقاضى 200 - 300 د للغرفة في الليلة الواحدة في العقبة بينما يمكنك أن تحجز بها 3-4 ليال مع برنامج سياحي كامل في مواقع سياحية مجاورة !!!

لماذا أصبحت سمعتنا هي استغلال السيّاح ؟؟؟!!!

بدءاً من الدليل السياحي الذي يبيع ويشتري بسيّاحه دون أدنى تردد ، بحيث تصبح الوجبة في أي مطعم أو كاسة الشاي أربع أو خمس أضعاف سعرها الحقيقي ...

ثم التاكسي الذي يعرض خدماته على السائح ليأخذ منه أضعاف ما يفرضه القانون من أجرة ...

نحن نعتقد أن السياح أغبياء لأنهم غرباء عن البلد ، لا هم ليسوا أغبياء ، وكثيراً منهم زاروا بلداناً أخرى ، فهم يعرفون أننا نسرقهم ، لكن معظمهم يبلعها على مضض ، ولا يخوض جدالات معنا ، لكنه لن يسوّق بلدنا لأحد ممن يعرفهم ، وسيقول أننا مستغلون ...

هذا واقع يجب أن نواجهه دون أن نضحك على أنفسنا بكلمات مثل الشعب المضياف والشعب الكريم ، نعم نحن شعب مضياف وكريم ، ولكن ليس مع السيّاح ، بل مع الضيوف ، وهؤلاء ضيوف الوطن ، فلمَ لا نكون معهم كذلك !!!!

سيقول لي أحدهم أن في كل دول العالم يوجد شيء إسمه "أسعار سياحية" ، أقول له نعم ، ولكن يجب أن تكون هذه ال"أسعار السياحية" ثمناً لخدمات مميزة تقدمها للسائح ، بحيث يدفع لك الزيادة وهو راضٍ وسعيد ، وليس فقط لأنها من أبجديات السياحة العالمية ، بالله عليك كيف يمكن أن يدفع السائح البقشيش وهو راضٍ إذا كانت كشرتنا هي المكياج الطبيعي لمعظم أبناء شعبنا الجدّي زيادة عن اللزوم !!!!

الأردن محظوظ بالكثير من المرافق السياحية التي لا نعرف كيف نسوّق لها ، مفهوم التسويق السياحي لدينا ينحصر في البتراء وجرش ... نعم جميل ، البتراء من عجائب الدنيا السبع الجديدة ، وجرش بها مهرجان غنائي سنوي رائع في تنوعه الثقافي ، ولكن هل سيبقى الزائر مدمن على رؤية الخزنة وشارع الأعمدة إلى الأبد ؟؟؟؟؟

السائح يحتاج إلى مصايف يروّح بها عن ضغط المدينة الذي قضى به معظم سنته ، فنحن لا نفتقر إلى الأجواء المعتدلة الصيفية والمناطق الشجرية كعجلون وغيرها ، فأين هي المصايف على غرار المصايف السورية ( قبل الثورة والأزمة الحالية ) ...

السائح يحتاج إلى مطاعم بأسعار معقولة ، يحتاج إلى أماكن يتمشى بها ، يحتاج إلى اسئجار سيارة بأسعار معقولة ، يحتاج إلى شاطيء فيه شيء من الجمال ، يحتاج إلى حمامات عامة نظيفة ، يحتاج إلى خدمات طبية بأسعار ليست فلكية ، يحتاج ويحتاج ويحتاج .....

فهل لدينا شيء من هذه الصناعة السياحية .؟؟؟؟

متى سيعترف مسؤولون السياحة لدينا بأن البلد يحتاج إلى العمل الكثير حتى نستطيع استقطاب السياح ، الذين بدورهم يرفدون خزينة الوطن بالمال الذي يدعم الاقتصاد المتهالك ....

قطاع السياحة يدر مليارات على دول الجوار سنوياً ، ونحن نتفرج ونقول ،،، الله يرزقنا ....

ونعم بالله ...


د. أسامة عبد القادر

drosamajamal@hotmail.com