هل قرأ امين عمان الفاتحة؟


خاص

تتوالى فصول المأساة في شوارع العاصمة ، حيث لم يعد مشهد دهس عمّال الوطن وهم يؤدون واجبهم المهني حدثاً نادراً أو استثناءً، بل بات ظاهرة مؤلمة تعكس إهمالاً صارخاً وتقصيراً مزمناً في إجراءات السلامة المهنية من قبل أمانة عمان الكبرى.


تكرار حوادث الدهس التي يتعرض لها عمّال الوطن خلال ساعات العمل لم يعد محصوراً بخبر عابر أو حالة فردية. عشرات الإصابات البليغة، حالات العجز الجزئي والكلي، وأرواح أُزهقت تحت عجلات مركبات، جميعها تحكي عن واقع ميداني خطير تغيب عنه المعايير الأساسية للسلامة والصحة المهنية، وكأن بيئة العمل الآمنة ليست من مسؤوليات الأمانة، أو لعلها لم تقرأ بعد ما نص عليه قانون العمل الأردني في هذا السياق.


في حادثة مؤلمة تعود لعام 2021، قضى عامل الوطن أيمن الهلالي دهساً في أحد أنفاق عمان، وتلخصت استجابة الأمانة بتعويض وُصف بـ"الهزيل" من قبل شقيقه أيمن الهلالي، مؤكداً أن العائلة لم تجد في هذه الخطوة سوى محاولة إسكات الألم لا معالجته. واليوم، وبعد أقل من أربعة أعوام، تكرر المشهد نفسه بمصرع عامل وطن آخر دهساً بسيارة ضاغطة تابعة للأمانة، ليعود السؤال المؤلم: هل ستكرر الأمانة ذات الإجراء؟ أم أن عبارة "نصيبه... الله يرحمه" ستبقى هي الرد الرسمي غير المعلن؟


المؤسف أن هذه الكوارث لم تُقابل حتى الآن بخطة واضحة من قبل أمانة عمان لتغيير الواقع، أو اعتماد تدابير فعالة لحماية هؤلاء العاملين الذين يضعون صحتهم وأرواحهم على خط النار كل يوم.

فلا إشارات تحذيرية واضحة، ولا معدات وقائية متوفرة بالشكل المطلوب، ولا آلية رقابة ومتابعة تُسهم في الحد من الخطر.


الأسف وحده لا يكفي. وعزاء العائلات لا يُغني عن الوقاية. المطلوب الآن هو وقفة جادة ومراجعة شاملة لإجراءات السلامة المهنية لدى أمانة عمان، وإلا فإن النزيف سيستمر… وسيبقى عمال الوطن يدفعون حياتهم ثمناً لإهمالٍ لا مبرر له.


لشهيد الضاغطة وتزامنا مع اقبال عيد العمال والاحتفال به نأمل من معالي الامين ان يتوجه الى مسرح الجريمة نعم نقول الجريمة وليس الحادث لانها تكررت اكثر من مرة في ضل غياب حملات التوعية وتوفير وسائل الوقاية وغياب كل عناصر السلامة عن العامل والذي للاسف حتى في عيده يعمل ليل نهار .. لا نريد لامين عمان المنشغل حتى اذنيه بطج التواقيع على قوائم التنقلات الداخلية هنا وهناك ، لكنه بالوقت ذاته غير مكترث ابدا بحياة العمال وتحديدا عمال الوطن الذين يتعربشون على سيارات الضاغطات وهم يجمعون مخلفاتنا وقمامتنا ولكنهم لا يدركون ان ارواحهم وللاسف ستذهب مع فنجان قهوة وعبارة نصيبه الله يرحمه انتهى اجله

واخيراً وللامانه نحن لا نعلم الاجابة هل قام معالي الامين بزيارة شهيد الضاغطة وعائلته وتقديم واجب العزاء مع رؤساء ومدراء الاقسام .. واخيرا الفاتحة على الشهيد الثاني الذي نتمنى ان يكون الاخير وليس مجرد رقم في عداد النهاية.. وان لله واناليه راجعون