الزميل المذيع عماد النشاش : ما نشهده من حالة فوضى إعلامية حالة خدمت ظهور وبروز القنوات الفضائية الهزيلة !

خاص لـ "نفرتيتي" و "أخبار البلد"

حاورته - رائده شلالفه


 

خاص – نفرتيتي -  بحضوره الواثق والعفوي البسيط ، يطالعك الزميل المذيع الأردني عماد النشاش بكثير من الود والألفة ، حتى ليُخيل إليك وأنت تجالسه كأنك بحضور صديقٍ قديم جمعتكما الحارات الندية في فصول الصيف القائظ ، تندمج معه بعيداً عن أي إحساسِ بالاغتراب، فالهم العام مشترك في احاديثه وإطروحاته، يحمل على عاتقه الشخصي حلم كثير من الشبان الأردنيين المتطلعين إلى دورٍ طليعي في المدونة الإعلامية محليا وعربيا، وهو من عارك العمل الاذاعي التلفزيوني بوقت قصير لكنه يحمل حصيلة فكرية تنويرية صنعت له موقفا ومبدأ في حقل الاعلام التلفزيوني الذي يرى واقعه "أردنيا" بأنه واقع لا يليق بحجم أردن التاريخ والأصالة والحداثة، حيث يريد للإعلام الأردني وعلى وجه التحديد كـ تلفزة فضائية أن يكون بحجم أردنه الذي آمن به وأحب.

 

 

الزميل المذيع عماد النشاش، وفي حوارٍ خاص لـ "نفرتيتي" طرق بجرأة ممنهجة بعض قضايا المسكوت عنه في الحقل الاعلامي الأردني ، واضعاً يده على مكامن الخطأ في شكل هذا الاعلام، وآملاً بذات السياق أن يرقى الاعلام الاردني بكل أشكاله لما يتوجب أن يكون عليه كإضافة نوعية للمشهد الاعلامي العربي، بوصلته في ذلك إيمانه بمهنته التي أحب وبوطنه الذي آمن .

 

"نفرتيتي" : بداية كيف تقدم "عماد النشاش" الإنسان والمذيع ".

 

                · انسان أردني يطمح أن يمارس إنسانيته كرسالة، انتزعتني رغبتي بالعمل الإعلامي كمذيع من مهنتي التي درست لها تخصص الرياضة، لأجدني أخوض دورة متخصصة في الاعلام التلفزيوني الاذاعي، دورة تأهيل وتدريب مذيعين، ولأنطلق بعدها بدعم ومساندة من زملاء اساتذة كبار في العمل الاعلامي للجلوس خلف الكاميرا في غرفة الاخبار، ومنهم الاستاذ الاعلامي الكبير هاني البدري الذي صقل طموحي وأمدني بالرغبة والقوة في خوض غمار العمل الاعلامي خاصتي، والذي عملت خلاله في فضائيات محلية وعربية منها "نورمينا" الأردنية و"البابلية" العراقية و "التغيير" العراقية حيث أعمل الآن، هذا بالإضافة لعملي في إذاعة "مزاج إف إم" الأردنية والتي أقدم خلالها برنامجاً خفيفاً يعنى بالمشهد السياسي الأردني الراهن ، وكذلك اعمل مراسلاً لتلفزيون الحياة المصري .

 

 

"نفرتيتي" : تناولت في تجربتك الاعلامية البرامج الحوارية السياسية، إلى أي حدٍ التزمت الحيادية بتقديمك وإدارتك لمثل هذه البرامج ؟

 

                · بمناسبة مسألة "الحيادية" أرى بأنه لا يوجد إعلام محايد بطبيعة ما نشهده في مجمل مضامين الاعلام عامة، هو اعلام موجه، في حين يغلب طابع "المحاصصة السياسية" إن جاز التعبير على الكثير من الفضائيات العاملة في المشهد العربي، الأمر الذي يدفع باتجاه ان لا يتنصل المذيع من موقفه السياسي، لكن بذات الوقت يتوجب عليه أن لا يقحم موقفه هذا بالمناخ العام لوظيفته وفي ادارته للبرنامج السياسي الحواري، ومن خلال ما يقرأه من نشرات إخبارية .

 

 

 

"نفرتيتي" : حدثنا عن تجربة برنامجك في اذاعة مزاج إف إم المحلية .

                · هو برنامج خفيف وسريع، أقدم خلاله فقرة إخبارية باللهجة المحكية البسيطة بإسلوب الدردشة، وذلك بقصد أن يصل لعموم الشرائح المجتمعية وبكافة مستوياتهم الفكرية.

بعيدا عن النمط التقليدي الاخباري الذي "يحشر" المستمع في "كليشهات" المادة الاخبارية، في هذه الفقرة رسائل تنويرية وأخرى تثقيفية بعيدة عن التعقيد، ويراد خلالها وضع اكبر قدر ممكن من المستمعين بصورة المستجدات السياسية على الساحة الاردنية، لكن بقالب بسيط يجذب انتباههم .

 

 

 

"نفرتيتي" : قبل أشهر أطل علينا سمو الأمير الحسن بن طلال، وقال كلمته بحق الاعلام الفضائي اردنياً، والذي وصفه اختزالاً بأنه اعلام تجاري ،ماذا ترى في موقف الامير تجاه هذا التشخيص ؟

 

                · لا شك أن الانفتاح الفضائي في الاعلام أفرز قنوات فضائية فيها من الغث والسمين الكثير، اتفق مع سموه حيال تبني البعض من مالكي القنوات الفضائية لفكرة العمل التجاري البحت، بل البعض منها دخل لإطار المرابحة وجمع العوائد المالية الربحية على حساب المضمون ، وهنا لا القي باللوم على مالكي هذه المحطات، وانما اضع الزملاء الاعلاميين ايضا في المواجهة، فعندما يحترم المذيع او الاعلامي نفسه ومهنته، فانه يسهم بشكل مباشر في التزام هذه القنوات الفضائية بل ويجبر مالكيها على التعاطي معهم باحترام وتقدير مهني.، وعليه يتوجب أن يحترم الاعلامي نفسه ولا يسئ لشخصه ومهنته ليعمل مجاناً تحت مسمى إعلامي لدى شخص يملك رأس المال ويتعامل مع الاعلام الفضائي كواجهة استثمارية لا غير، الأمر الذي نضم فيه صوتنا لإصدار تشريعات قانونية ضابطة بهدف حماية مثل هذا النوع الحساس من الاعلام لإن يكون في بيئة سليمة ، فما نشهده من حالة فوضى إعلامية هي حالة تخدم ظهور وبروز القنوات الفضائية الهزيلة !

 

 

"نفرتيتي" : هل لدينا في الأردن اعلام واعلاميين متخصصين بالاعلام الفضائي كقنوات تلفزيونية؟

 

                · لا نخفي حقيقة انه ليس لدينا اعلام مختص بالمعنى المشار اليه، فهناك من يمتلك فضائيات دون ان يحترم المهنة او روادها، وهناك ثمة أمر أريد التأكيد عليه، وهو أن مهنة الإعلام بالمطلق لا ترحب بالهواة، فهناك اشخاص يدلفون لهذا الحقل مدفعوين بحس المغامرة والهواية، في حين هناك اشخاص بحاجة لفرصة العمل في هذا الحقل، لايجاد فرصة اطلاق لهم وليأسسوا لتجارب حقيقية تفرز اعلام واعلاميين حقيقيين ، فالاعلام مهنة وليس هواية، ويحتاج لشخوصه المهنيين كما هو بحاجة لتفرغٍ تام.

 

 

وفي هذا المقام كنت قد كتبت مقالا تحت عنوان (أنا إعلامي أردني) ، أشرت به لاولئك الذين يدخلون الى حقل الاعلام كـ واجهة و "برستيج" ، فإذا نظرت لواقع (بعض) الاعلاميين في الاردن فانك ببساطة ستكتشف ان هذه المهنة هي مهنة المظاهر ، منهم من دخل المهنة من اجل التجربة والهواية، وربما من اجل ان يظهروا عبى الشاشات كي ينتقدوا و يحققوا مكانة اجتماعية وربما سياسية فيما بعد، وإذا تحدثت مع زميلك الاعلامي لتسأله متى الرواتب سيقول لك بكل بساطة " مين حكالك اني مستني راتبهم "!

 

 

"نفرتيتي" : كيف ترى واقع الاعلام الالكتروني الاخباري في الأردن ؟

 

                · بضوء الواقع المرير الذي تحدثنا به إزاء ضعف منظومة الاعلام التلفزيوني الفضائي الأردني، فان هذه المعادلة قدم فرصة ذهبية للاعلام الالكتروني للمواقع الاخبارية، واستطاع جذب الشارع الاردني له، فالاعلام الحديث هو الاعلام الذي يواكب مستجدات الشارع ويضعها بين يديّ المتلقي، وهذا ما وجده المتلقي في المواقع الاخبارية التي يطالعها الاردنيون في شتى بقاع الارض، فـ باعتقادي، ولم يأتي هذه التطور للإعلام الالكتروني الا بسبب ضعف وهزالة الاعلام المرئي

 

"نفرتيتي" : يقال بأن من لا يشعر برهبة "الكاميرا" ليس بمذيع حقيقي .. حدثنا عن اول تجربة لك امام "الكاميرا" .

 

                · حقيقة هناك رهبة للـ "الكاميرا" ، وبالنسبة لي استطعت تجاوزها والتغلب عليها قبل ظهوري امام "الكاميرا" بقيامي بالجلوس في غرفة الاخبار لكسر حاجز الرهبة، وعند مثولي أمامها، كانت ثمة رهبة سريعة وقصيرة .

 

"نفرتيتي" : ما اجمل الحوادث الطريفة التي تعرضت لها خلال عملك كمذيع للنشرة الاخبارية ؟

 

                · اذكر انه وخلال عملي في قناة "البابلية" ، وخلال بداية قرائتي لنشرة الاخبار على الهواء مباشرة، كان احد الزملاء وهو مساعد مصور بالمرور امام الكاميرا خلال قرائتي للنشرة، ظانا انني كنت ظاهرا كصوت ومغطى بمشهد فيديو لخبر غير اني كنت في بداية الخبر وما زلت على الهواء صوتا وصورة ولثواني معدودة اربكني الموقف بين الدهشة والضحك.. إلا أنني تمالكت نفسي واكملت قراءة النشرة .

 

"نفرتيتي" : ماذا يتمنى الاعلامي المذيع عماد النشاش ، وإلى ماذا يطمح ؟

 

                · ابحث عن مزيد من التمكن في مهنتي للوصول الى الاحتراف العملي والمنطقي والمدروس، فباعتقادي المذيع هو سفير لبلده ولثقافة هذا البلد، وانه لشيء ثمين وجميل ما نشهده على فضائيات عربية ناجحة، يطل علينا خلالها مذيعون محترفون هم ابناء الاردن، نشعر بالفخر بهم ، هذا الى جانب ما اسعى اليه من ترسيخ نفسي كمذيع في الواجهة الاعلامية للاعلام الفضائي بادوات حقيقية تخدمني من جهة، وتخدم الاعلام المحلي من جانب ىخر، اما بالنسبة لطموحي فانا لا ابحث عن الشهرة والنجومية، بل شأني شأن كثير من الزملاء المذيعين، أبحث عن الاستقرار الوظيفي في مؤسسة اعلامية حقيقية تؤمن بالاعلام كرسالة وبمذيعيها كرسل للتنوير والرقي الفكري والانساني، وأن نكون كإعلاميين ومذيعين اردنيين عند حسن ظن جلالة الملك القائد بنا كبناة لمؤسسة الدولة الاردنية وحراسها المنتميين والحقيقيين .