الغارديان : "الملك" أخفق في التقاط قوة الربيع العربي .. والفريدوم هاوس تصنف الاردن بالدولة "غير الحرة"

اخبار البلد - د. حسن البراري - كتب جوليان بارنز في صحيفة الغارديان مقالا منتقدا فيه التأخر في الإصلاح الذي تقول الدولة الاردنية بأنها بصدد انجازه. وسبق أن نشر الكاتب والباحث المميز تقريرا عن الاردن مطالبا بالاصلاح قبل فوات الآوان ونشر من قبل المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية .

ويقول الكاتب بأن المعارضة ما زالت تنادي باصلاح النظام بدلا من تغييره، لكن هناك الكثير من الاشارات التي تبيّن أن رأس الدولة لم يوفق لغاية الآن في فهم الضغط الجديد الذي اطلق عنانه الربيع العربي، وينتقد جوليان بارنز قانون الانتخابات المقترح الذي أجج معارضة الإسلاميين له ويرى بأن مقاطعة الإسلاميين للانتخابات القادمة- وهو أمر محتمل- يمكن لها أن تنزع الشرعية عن النظام السياسي وتهدد بخلق بيئة تتميز بعدم التيقن.

قانون الانتخابات المقترح يشكل ضربة قاصمة للذين يأملون باحداث اصلاحات ذات المعنى في الأردن، ومما زاد من الطين بلة قيام مجلس النواب بادخل تعديلات على المادة الرابعة من قانون الاحزاب التي تمنع من تأسيس أحزاب على أساس ديني. ويرى جوليان بارنز أن قانون الانتخابات والتعديل المقترح على قانون الاحزاب إنما استهدفا جبهة العمل الاسلامي.

ويرى الكاتب أن الملك كان الأسرع من بين أقرانه العرب في التحرك بشكل استباقي بعد الثورة التونسية وتحرك بشكل جيد عندما شكل الهيئة المستقلة للانتخابات والمحكمة الدستورية والتعديلات الدستورية، وأكثر من ذلك اكد الملك بأنه مع تشكيل حكومات برلمانية ما يعني التقليل من صلاحياته في تشكيل واقالة الحكومات.

لكن الكاتب يرى أن هناك تراجعا كبيرا بعد الاندفاعة الجيدة، وصحيح أن البرلمان الاردني هو من أدخل هذه التعديلات المقيدة إلا أن الملك يبقى هو المسيطر على العملية السياسية برمتها

وينتقد الكاتب تشجيع الغرب لخطوات الملك على تواضعها لأن الغرب معني بالدرجة الأولى في محاربة التطرف، وقد قدمت أوروبا مساعدات للأردن مع أن تقرير الفريدوم هاوس صنف الأردن بالدولة 'غير الحرة' وهو على العكس من التقدير الذي منحته نفس المؤسسة للاردن عندما تولى الملك سلطاته إذ كان التقدير هو "حرة حزئيا”

ويرى الكاتب أن الملك ما زال يحتفظ بشرعية شعبية ولا يواجه مخاطر ثورة، غير أن حزمة التشريعات التي قيدت من فرص جبهة العمل الإسلامي هي من ستخلق بيئة توتر جديدة. ولا يمكن مقارنة الوضع الاردني بسوريا أو شمال أفريقيا حيث كانت المظاهرات ضخمة وسريعة، فالمظاهرات والمسيرات مستمرة في الاردن وهي تتراوح من بضعة مئات إلى عشرة الاف وتعبر عن حالة غير مسبوقة من الاستياء وعدم الرضا وتشكل تحديا للوضع القائم في البلاد.