رئيس بلدية الزرقاء يجيب على السؤال الأهم في المحافظة : لماذا تتراكم النفايات في الحاويات ؟ والحل يحتاج لثلاثة ملايين دينار

اخبار البلد- عمر شاهين - وأخيرا تحدث المهندس فلاح العموش عن السؤال الأهم في الخدمة البلدية لمحافظة الزرقاء، لماذا تتراكم النفايات في هذا الشكل المريب، وتجمع فوق الحاويات، دون أن تجد سيارة نفايات تخفف من فيضها، وهذا الذي أثار غضب الشارع الزرقاوي، وفتح علنا في موقع  عبر مقالات متتالية كنا نريد الحل، أو الإجابة عن حالة لم يعد السكوت لديها ممكنا.

 

وفي لقاء تم في غرفة تجارة الزرقاء أداره الشهبندر حسين شريم، طرح السؤال هذه المرة ليس من وراء ورق أو شاشة كومبيوتر، أو عبر صحيفة يومية بل وجها لوجه لمجموعة من نشطاء معا لأجل الزرقاء وكتاب وإعلاميين من داخل المحافظة، كلهم جاءوا لسؤال النظافة المؤرق أولا.

 كان المهندس فلاح العموش يدرك جيدا ، ماذا سيقال له، فمن المؤكد انه واجه الأسئلة التي ستطرح سابقا، ويعرفها، وقد تمرن على إجابتها، وقد يعرف اغلب الحاضرون الإجابة قبل أن يطرحوا السؤال، وكلا الطرفين بداخلهما يدرك أن الحل ليس بيدهما ، سيما ان برأي الشخصي، تمكن العموش من إزاحة العبء عنه كما سيأتي.ولكن عشرات الوسائل الإعلامية وجهت نفس السؤال في الأشهر الأخيرة (شو قصة النفايات المتراكمة في الزرقاء ؟)

لذا لم يتردد احد أعضاء كلنا الزرقاء فتحي الجمل بان يخلص إلى نتيجة واقعية ، لا يهمني نقاشنا أو تبريراتكم، نريد الزرقاء نظيفة أنا مواطن ادفع ماعلي ، وأنت بلدية عليك أن تقدم اقل ما يمكن من  إزاحة النفايات ؟  وأمام تجمع شعبي ، كان الطرح بأننا سنجمع النفايات ونضعها قريبا أمام البلدية، وكأنهم يريدون قول (إن لم تصل حاوياتكم إلى نفايتنا فنحن سنصلها إلى بلديتكم وتدبروا أمرها فيما بعد)

فضل العموش قبل الحديث أن يقدم صورة عن الواقع الذي تمر به البلدية، وأوله الترهل العمالي، وذكر تلك الآفة التي تعيشها البلدية، من حيث استغلال وظيفة عامل وطن للصعود إلى سلم عمل البلدية، وكذلك عدم التزام العمال، وبعيدا ، عن كل هذا اقر بان ميزانية البلدية يذهب اغلبها كرواتب للموظفين،  وطرح أمنية بان البلدية لو أعفيت مثلا لشهر واحد من الرواتب لحلت جميع مشاكلها.

وانتقد العموش عقود الاستثمار حيث قال بان البلدية مظلومة، وتحتاج لسنوات أخرى كي تتخلص من اغلبها، وأضاف بأنه تخلص من 240 عامل متغيبين أو لا يريدون من البلدية سوى راتبا دون مقابل، وكذلك تحدث عن إلغاء عقود عديدة، وانتقد تدخل وسطاء لإبقاء تلك العقود التي تنهب ثروات البلدية .

هذه النقطة الهامة حركت الإعلامي عامر سمارة إلى التساؤل عن سبب تأجير كشك إلى مستثمر بقيمة زهيدة، ليقوم، هذا بتأجير نفس الكشك بأضعاف السعر، وهذا ينطبق أيضا على اغلب استثمارات البلدية، فكيف تبيع البلدية إرباحها، سيما الحدائق والمنتزهات، ويفهم من كلام سمارة واغلب المداخلات في هذا الخصوص أن الزرقاء أنهكتها الخصخصة التي يتحملها العموش وحتى من سبقه بل أجهزة متنفذة ورجال دولة صنعوا منها تكسبا غير مشروعا.

 في الزرقاء حدث مالم يكن في الحسبان، وعملية إفلاس لبلدية منهكة ، حتى عدها كاتب هذه السطور بأنها ( محافظة مخطوفة) ولذا كان ينتقد العموش  أيضا تصرفات بعض المواطنين والموظفين مطالبا بدعم الانتماء من المواطن وهو ينتقد توسيخ الشوارع، وبعض تصرفات موظفي البلدية، في التعامل مع الشارع أو إخلاص وعطاء الوظيفة.

وبعد شرح مطول عما سعى العموش إلى انجازه ، بدأ بالمكاشفة الصريحة التي تكون عملية مهما كانت شفافة داخل القاعة، إذا لم تنتقل إلى الشارع ، فقد تحدث على أن البلدية وميزانيتها منهكة طالما أن رواتب الموظفين تبلغ 80% وقال بأنه ابلغ وزير البلديات أثناء تسلمه في تاريخ 21/7/2011 حول واقع البلدية المزري، وبدا بمحاولة عمل هيكلة للبلدية ، ودفع  للرواتب المتراكمة، ووجد ضيقا للكثير من الدوائر للهيكلة، حتى بدا بالاقتراب من السؤال الذي يتحدث به مليون مواطن في الزرقاء وطرحناه في بشكل جدي لماذا وصلت النظافة الى هذا الواقع المزري.

 

لم يتردد العموش من مكاشفة الحضور فهو متهم بالتهرب من وسائل الإعلام، وهذه الأخيرة تقول أن هاتفه مغلق أو لا يرد على الاتصالات كم أكد مندوب نورمينا محمود الشرعان والذي طرح سؤالا مهما أين يذهب مواطن الزرقاء ليهرب من نفايات الزرقاء وتلوث الهاشمية والرصيفة!!! ، ولا احد يريد التوجه لدائرة العلاقات العامة، فعندما يصل الأمر إلى حالة أزمة وليس شكوى فالجواب لدى الرئيس، فكيف عندما تتراكم القضية، لأسابيع بل أشهر عديدة، وكنا قد نشرنا صورا عديدة، تدل على هذا، وكاشفته أنا شخصيا بأننا لا نتصيد وننظر امتلاء الحاويات كي نصورها بل ما عرضناه هو بث واقع لشوارع وزوايا تمتلئ بالقمامة، وهناك تأخر كبير بالتخلص منها.

هذا السؤال الذي انتظرنا أشهرا للاجابة عليه كان واقعيا من الرئيس الذي اطلع الحضور انه يجد بعض المبالغة عندما يتعلق الحديث عن النظافة، ولكنه يعترف بتقصير من البلدية، والسبب هو تهالك أسطول الضاغطات وضعف حاد في عدد الحاويات، ولتخطي هذا لا يمكن للبلدية أن تتجاوزه، إذا لم تحصل على دعم بقيمة ثلاثة ملايين دينار، لذا قالها العموش بكل صراحة إن حصلنا على هذا من أي جهة فسوف نتغلب على كل شارع ولن تجدوا بعدها حاوية ممتلئة فليس لدي حتى قطع غيار للضاغطات .

الحضور وبكلام يغلب عليه الحماس أكثر من الطرح الواقعي، طرحوا عدة اقتراحات لعدة حلول كان بعضها يتنوع من استقالة الرئيس لتوجيه رسالة  واضحة إلى الدولة، وآخرون طالبوا إلى إقامة  اعتصامات، تجبر الدولة للتدخل فهذا المبلغ وضمن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر ليس بالسهولة تحصيله ، ونحن نتحدث عن ثلاثة ملايين، وآخرون كحيدر حجازين طالب بتحمل أبناء المحافظة هذا المبلغ بان يقسم على فاتورة الكهرباء فدفع دينار شهريا على فاتورة الكهرباء مؤقتا، أهون من تحمل هذه النفايات،وهذا ما رفضه بعض الجالسين لانهم اكدوا على ان المواطن يدفعه ما عليه للبلدية، وأنهى حسين شريم رئيس الغرفة التجارية الجدل عندما قال هذا لا يقر سوى بقانون. فيم طرح الناشط كامل عباسي سؤالا مهما عن عوائد النفايات  وكيف يدفع هو صاحب محل كهربائيات نفس قيمة النفايات التي يدفعها سوق كبير كمحلات سامح مول وهنا اجمع الحضور على أن قيمة النفايات المدفوعة لا يجوز بان تتساوى بين جميع التجار بل على أن تقسم حسب إفراز النفايات من المتجر وعليه يجب أن يدفع مثلا سامح مول بدل نفايات 20 ألف سنوي بينما محل بسيط يدفع 20 دينار هذا يحدد حسب الناتج من النفايات.

 

كما وضح العموش للحضور بأنه لم يكن صامتا أو راضيا، بل اطلع جهات عليا وكذلك وزير البلديات على انهيار إمكانيات البلدية، وكذلك نواب المحافظة، ولم يترك الأمر سر غامض يدور في رأس المواطن، الذي يرى تراكم القمامة.

واقترح الطبيب هايل عياش إعادة تأهيل كوادر البلدية، وتطويرهم فنيا لخدمتها، ليصبحوا فاعلين وليسوا  عالة عليها، ورفض بشكل قطعي فصل أي عامل أو موظف لان مقابل هذا ستكون مأساة على أسرة، ما، كما طالب الحكومة بشطب الديون المتراكمة على البلدية، حتى تتمكن من لنهوض بنفسها، مذكرا عياش بأنه يتحدث عن بلدية ثاني محافظة في الملكة، فكيف تتركها الدولة في مهب الضياع والفقر والحاجة وتتخلى عن دعم مالي ينهي أزمة البلدية.

واستنكر احد صناع مسيرة الوفاء للوطن  وصاحب شركة تعهدات عزام صوان بان تترك المحافظة مليئة بالأوساخ ويتهرب المسؤول، ولا يدري المواطن أين الحل، ملفتا النظر أن تراكم النفايات يضر ويشل مشهد الحركة التجارية، حيث أكد صوان بأنه رأى بعينه ما يفوق حجم سيارته نفايات تتجمع بشوارع 16 ز 36 في شوارع تجارية مهمة للمدينة وكذلك استنكر وجود ثلاثة مراقبين على عامل نظافة، وسوء خدمات لبلدية فيها 4500 موظف.

فيما حمل الناشط السياسي محمد هشام البوريني المسؤولية الكاملة، لرئيس اللجنة المؤقتة فلاح العموش واعتبر أن الدفة بيده وهو من عليه إيجاد الحلول، وان هناك مشاكل عميقة وخدماتية وإرث من الهدر والإفلاس للبلدية لا نصع كل حملها على ظهر العموش ولكن هنا أشياء لأي مكن السكوت عنها فيض النفايات، لذا يجب أن نتشارك وإياه لإحضار الدعم المالي للبلدية الذي ينهي جدل النقاش هذا .

ويبقى جواب السؤال بطرح عقلاني اخبرني به الصحفي حسن سعيد بعد اللقاء بيومين أن على الوزارة تقديم قرض للبلدية يغطي النقص ، وعليه تقوم البلدية بإصلاح الضاغطات وشراء أخرى ، ودعم الشوارع بحاويات جديدة .

وأمام هذا يجب أن ينهى جدل النفايات بأي شكل كان قبل أن تخرج قوارض وإمراض ندفع أضعاف المبلغ المطلوب الحالي للتخلص منها.