دور الشباب في بناء الوطن

الشّباب هم عماد الوطن، به يكبر و بمنجزاته يفخر ويعتزّ، وهم ربيع الأمّة و قدوتها العاملة و أملها الصّادق صانعو المستقبل المشرق ، عاشوا على أرض الوطن أكلوا من خيراته ولعبوا في أزقّته و تعلّموا في جامعاته ، وجديرٌ بهم بعد كلّ هذه الأيّام أن يردّوا قليلاً من جميله ، ويقدّموا بين يديه حصاد ما زرع في نفوسهم في السّنوات السّابقة و ثمار النّجاح الذي ما كانوا حققوه لو لم ينشؤوا في حضن الوطن و كنف رعايته ، ولا ريب أنّهم قادرون على ذلك بالعلم وحده و بالإرادة والعزيمة

وأن يُؤثروا مصلحته على مصالحهم الشّخصيّة ، فعلى الطبيب مداواة المرضى ، وعلى المعلّم تربية الأجيال الصّاعدة ، وعلى العامل أن يضع حجراً فوق حجر ليبني ما يُدخِل أمّته في ركب الحضارات وبذلك يكون عنصراً فعّالاً في المجتمع، وواجب الشّباب المثقّف التّفاني و الإخلاص في خدمة الأمّة و بذلك يكوّن ذاته و يعلي شأن وطنه الذي يفخر به

إن أمتنا ومجتمعنا اليوم أحوج ما تكون إلى جهود العاقلين المخلصين من شبابها حاجة الأرض العطشى إلى مدامع الغيث، لأن الشباب وحدهم القادرون على حمل بشائر التفاؤل والأمل إلى صدور أبناء الوطن، القادرون على منح الأمة ابتسامة رجاء وأمل تحفظ وجودها وتمنحها إمكانية الاستمرار في مواجهة الأخطار والمحن المتكالبة على أبنائها، المحيطة بهم من كل حدب وصوب إحاطة السوار بالمعصم، ولن يكون ذلك إلا إذا تخلص الشباب من أمراض التفاهة والميل إلى اللهو واللامبالاة وتخلصوا إلى الأبد من التقليد السطحي الأعمى لأبناء الأمم الأكثر مدنية وتبرؤا من شعورهم بالغربة والانسلاخ عن وطنهم وأمتهم.