الهوية الفلسطينية ... حقيقة أم خيال !

اخبار البلد- خالد عياصرة
ينشغل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وطاقم وزارته، بكيفية تقويض اركان النظام الاردني، خصوصا بعدما توصلت كهوف التفكير الاستراتيجي الاسرائيلي الى نتيجه مفادها بقرب الشعب الاردني ولتفافه حول قيادته حتى في ذروة ما سمي بالربيع العربي، على الرغم من وجود ازمة حكم في الداخل الاردني، الا ان هذه الازمة تكاد تطال كافة تفاصيل الدولة الاردنية لكنها تجمع على الملك عبد الله الثاني .
مع كل هذا الضغط الذي يعانيه الاردن، مطلوب منه اسقاط كافة حقوقه الشرعية الوجودية والتاريخية والجيوسياسية عن شعبه، بمقابل منحها - للاخرين - ارضاء لخزعبلات الحقوق المنقوصه المبنيه اساسا على فكر مادي مصلحي بحت، مرتبط بمشاريع اسرائيلية، تشرع وجودها باسقاط الاردن، وترحيل فلسطيني الداخل اليه، وانشاء دولة لهم على انقاضه، للتخلص من المعضله الاممية التي تعترف بالفلسطينيين كشعب لكنها لا تعترف بهم كدولة، لذا لابد من انشاء وطن – حسب منطق اسرائيل – لهم.
هذا الفكر الذي يحاول البعض جاهدا تطبيقه والضغط باتجاه تحقيقه يسير بشكل متوازي مع افكار اليمين الاسرائيلي الذي يؤمن باعتبار الاردن وطنا اكيدا للفلسطينين، وان الاردن مجرد خطا لابد من تصحيحه !
سعادة النائب خليل عطية المحترم - مع التنفيذ - وسماحة الشيخ حمزة منصور الموقر كذلك - مع التنفيذ - لهما راي اخر، يشرع المشروع الصهيوني في الاردن ويعمل على تحقيقه، وان بحسن نيه !
فالاول يقول بالحقوق المنقوصه للاردنيين من اصل للفلسطينيي وظلم الدولة لهم، والثاني ترفض مدرسته - مدرسة الاخوان المسلمين - قوننة فك الارتباط " الارتباك " واحقية الاخوة الفلسطينين الموجودين بالجنسية الاردنية.
في حين يسقط كلاهما فكرة ان هذا يعطي اسرائيل الحجه لتطبيق افكارها ومشاريعها (من النيل الى الفرات ، الخيار الاردني ، يهودية الدولة ، القدس عاصمة ابدية لاسرائيل ).
البعض يربط فك الارتباط بالوحدة الاردنية مع الضفه الغربية، فيرد على هؤلاء ان الوحدة تمت من خلال تفاهم شيوخ العشائر العربية في فلسطين مع القيادة الاردنية انذاك، دون الرجوع حسب الاصول الى الدستور، لذا هي فاقدة للدستورية كما الشرعية.
الم يقل قديما ما بني على باطل باطل، هذا يعني ان الوحدة باطلة وما نتج عنها هو الاخر من فك الارتباط باطل.
بناء عليه، مطلوب من الاردن فتح حضنه للجميع، بحجة الامن والامان والاستقرار والمعشر الطيب والكرم العربي الاصيل، ودعم الاشقاء وحمايتهم ! لكن هذا لا يكون على حساب اهل الدار ولا على حساب مستقبل ابنائهم .
الاردن في هذه الحاله اما ان يرضخ للمطالب ويسلم لها، واما ان يعمل ضد المشروع الصهيوني وازلامة.
هذا يتطلب من النظام الاردني الالتفاف حول شعبه، وتعبئته باتجاه افشال اي مشروع يريد الاطاحة بالنظام الاردني، مهما كلف الامر، والعمل على اجتراح اصلاحات حقيقية تصب في مصلحة الشعب الاردني، لا مصلحة غيره.
بيني وبين نفسي لا اتصور وجود فلسطيني شريف يؤمن بحقه يرضى بغير فلسطين وطنا بديلا .
فلسطين تاريخيا، عبارة عن قصة تحكى مازالت حاضرة في اذهاننا الى الان، الا ان فلسطين في السياسة الدولية مجرد اسم مفرغ من محتواه لا يدل على شي، فلسطين تلك الارض المغتصبه التي خلدها التاريخ واثبتتها الجغرافيا، الا ان السياسة اسقطتها من حسابها حتى صارت مجرد منظمة تحرير تنبطح هنا لتاخذ هناك، سيما بعدما رحل كبارها، وتجبر صغارها .
في الختام : لابد من هذه الاسئلة لانها باتت تحتاج الى اجابة حقيقية، هل سيعود الفلسطيني الى فلسطين ؟
هل سيعود الليبي الى ليبيا ؟ هل سيعود العراقي الى العراق ؟ هل سيعود السوري الى سوريا ؟
لله درك يا وطني كيف يراد لك ان تصير مخيما كبيرا جدا جدا جدا !
نتمنى على الحركات الشعبية ان تعي ذلك خصوصا ما له علاقه باسقاط النظام .
خالد عياصرة
KHALEDAYASRH.2000@YAHOO.COM