التميمي
الزرقاء- ارتفع العدد الكلي
للحالات المصابة بالوباء الرئوي الغامض الذي ظهر قبل نحو أسبوعين في
مستشفى الزرقاء الحكومي إلى 10، إثر إدخال مريض جديد إلى مستشفى الأمير
حمزة، اليوم السبت، بعد أن تأكدت إصابته بالوباء.
وكان عدد من العاملين
في مستشفى الزرقاء الحكومي امتنعوا عن القيام بواجباتهم بعد توارد أنباء
بوفاة زميلتهم الممرضة أول من أمس التي أصيبت بالوباء، وفق مصادر طبية
بالمستشفى.
وأكدت المصادر أن حالة من الخوف انتابت كوادر المستشفى
ومراجعين عند الإعلان عن وفاة أحد المصابين، وسط حرصهم الشديد على ارتداء
واقيات طبية كإجراء احترازي لمنع الإصابة بالعدوى.
من جانبه، اقر
مدير المستشفى الدكتور مروان الحباشنة بامتناع بعض الطواقم الطبية عن العمل
إثر الاعلان عن حالة الوفاة، موضحا أن ادارة المستشفى تفهمت الحالة التي
يمرون بها بعد وفاة زميلتهم الممرضة.
وأشار إلى أن جميع الطواقم ستلتزم
بعملها ابتداء من اليوم، وبخلاف ذلك سيتم اتخاذ الاجراءات المناسبة بحق
الممتنعين، لا سيما أن الأوضاع لا تتضمن أية خطورة، مبينا أن حالة الممرضين
المصابين والموجودين حاليا في أحد المستشفيات الخاصة حالتهم مستقرة، مؤكدا
أنهم سيغادرون المستشفى خلال اليومين المقبلين وفق ما اكده له الطبيب
المشرف على حالتهم.
وكان المستشفى قد استأنف العمل بقسمي العناية
الحثيثة والمركزة أول من أمس، بعد ان شهدا عملية إغلاق واخلاء مرتين خلال
اسبوعين، إثر ظهور اصابات بمرض رئوي غامض.
وقال الدكتور الحباشنة في
تصريحات سابقة، إن اعادة فتح القسمين جاءت بعد عملية تعقيم وتطهير شاملة،
مؤكدا أن المرض الرئوي الغامض لا يشكل خطرا على حياة الإنسان.
وكان
مدير مديرية الرعاية الصحية في وزارة الصحة الدكتور بسام الحجاوي قد أكد في
تصريحات لـ"الغد" أن الوزارة تعمل وفق إجراءات ضبط العدوى لمنع تفاقم
الأمر باعتبار أنها عدوى مستشفيات لم تنتقل إلى المجتمع المحلي، لافتا إلى
أن فريق رصد العدوى يعمل منذ 3 أيام على تتبع سلسلة العدوى.
وأوضح أن
ما يهم الوزارة هو عملية تشخيص للعدوى الجرثومية غير المعروفة، مشيرا إلى
أنه سيتم التعرف عليها بعد ظهور نتائج زراعة مسببات المرض التي تجريها
مختبرات الوزارة.
من جانبهم، أعرب مراجعون لمستشفى الزرقاء الحكومي عن
استيائهم لما اعتبروه "غياب الشفافية" من قبل الجهات المعنية حول ماهية
المرض المعدي.
وقال فارس إبراهيم إنه راجع المستشفى عدة مرات خلال الأسبوع الماضي، وأن كل ما سمعه كان "تطمينات" وسيطرة تامة على المرض.
وأضاف أن حالة الرعب التي ارتابت أمس المراجعين في أقسام المستشفى لدى سماعهم وفاة إحدى المصابات.
وقال
أحمد محمود إن الأجهزة الصحية في الزرقاء لم تقم بإبلاغ المراجعين بضرورة
توخي الحذر عند مراجعتهم للمستشفى، ما قد يتسبب بانتشار الوباء بين
المراجعين والطواقم الطبية، لا سيما أن قسم الطوارئ في مستشفى الزرقاء
الحكومي يراجعه المئات من المرضى يوميا.
وبين أنه لم يلمس أثناء
مراجعته للمستشفى الأسبوع الماضي أي إجراءات احترازية داخل الأقسام
المزدحمة لمنع انتشار المرض، مطالبا الجهات الصحية بالكشف عن حقيقة المرض
وأعراضه الحقيقية وفترة حضانته.
غير أن وزارة الصحة أكدت أن الحالة الصحية للمصابين بالالتهاب الرئوي من كوادر مستشفى الزرقاء الحكومي جيدة ومستقرة.
وقال
أمين عام الوزارة الدكتور ضيف الله اللوزي في تصريح صحفي أمس، إن الطبيب
المصاب بالمرض غادر المستشفى بعد يومين من دخوله، حيث كانت إصابته بسيطة
وعولج منزليا وشفي تماما، فيما سيغادر أربعة مصابين خلال 24 ساعة المقبلة،
وسيغادر الثلاثة الآخرون بعد تقييم وضعهم الصحي بشكل نهائي، إذ إنهم
يتماثلون للشفاء أيضا.
وأشار الدكتور اللوزي إلى أن الوزارة اتخذت على
الفور إجراءات وقائية وعلاجية في المستشفى وللمصابين، وتم إجراء استقصاء
وبائي في المستشفى وبيئته المحيطة للوقوف على مصدر العدوى، واتخاذ
الإجراءات لوقف سلسلتها، مؤكدا أنه لم تسجل أي إصابة بالمرض خارج نطاق
الكادر العامل في المستشفى باستثناء شقيق الممرضة المتوفاة.
وأوضح أن
الوزارة أغلقت قسم العناية المركزة في المستشفى لتعقيمه، وكذلك إجراء عملية
تعقيم شمولية لباقي أقسام المستشفى الذي يعمل ويستقبل مرضاه بشكل اعتيادي،
مشيرا إلى أنه لإتاحة الظروف لعملية التعقيم فقد تم نقل المصابين مباشرة
لمستشفى الأمير حمزة.
ويقوم فريق فني متخصص حاليا بإجراء عملية تعقيم شمولية للمستشفى وفقا للأسس الفنية والعلمية المتبعة.
وأوضح اللوزي أن الإصابة بالأمراض الرئوية شائعة في مثل هذا الموسم لاسيما مع التقلبات الجوية السائدة.
ونفى
أي صلة وبائية بين وفاة الطفلة في مستشفى الرمثا الحكومي والإصابات
بالالتهاب الرئوي في مستشفى الزرقاء الحكومي، موضحا أن وفاة الطفلة ذات
السنتين سببها إصابتها بالتهاب السحايا.