تخرج جرش اليوم بقراها ومخيماتها وعشائرها وشيوخ عشائرها بأطفالها ونسائها في مسيرة ولاء من منطقة نبع القيروان إلى المدرج الروماني لتبدا الفعاليات الفنية والخطابية والشعبية التعبير عن حب الوطن والملك .
وقد اتخذنا البدء والانطلاقة من نبع القيروان العذب الزلال ، لان الانطلاقة الهاشمية منذ تاريخ الرسالة الأولى بميلاد الجد الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه واله وبارك ، الذي جاء بصالح الأخلاق متمما لها ومعززا لها لهداية البشرية ، لان سيادة الأخلاق هو سيادة كل القيم النبيلة ، ثم لتتوقف على المدرج الجنوبي الذي يمثل الحضارة وتقدمها والبناء والأعمار الهاشمي الذي يستثمر من اجل الإنسان العربي والأردني وكرامته ، والتي كررها دائما الأب الباني – بلل الله ترابه بشابيب رحمته - ، وقد جعلوا نصب أعينهم أن الإنسان الأردني هو أغلى ثروة الأردن ، ولطالما عملوا ليكون الأردنيين دائما الإنسان الذي لا تنحني جباههم إلا لله ، فحققوا ذلك وكانت ترجمة شعارات ثورة النهضة العربية الكبرى على أيدي اخفاد الحسين بن علي – أضاء الله مرقده بالنور والبخور ، وهي أقدم ثورة لربيع عربي في العصر الحديث ، حررتهم من ربقة الاستعمار ، ونال أبناء الأمة تحررهم وأصبحوا حكاما لأنفسهم وأقطارهم ونالوا كرامتهم ، ودفع الهاشميون مستقبلهم وحياتهم ووجودهم ثمنا لثورتهم ، فتآمر عليهم أبناء جلدتهم من أعوان الغربان ، بمساعدة حركات دينية تكفيرية تدميرية ، تلفعت بالحق وتبطنت بالباطل وقادت الأمة إلى الضلال والمسخ !
لقد قرر أبناء جرش المجالدون الأشداء البأس ، أحفاد النصر على روما المارقة ، الخروج في مسيرة الولاء للقائد لأنه رمز الوطن ورمز وجوده ، وهم يبادلون الوفاء بالوفاء التفافا حول الراية التي ستبقى سامقة منذ أن اعتضدها قائد الفتح الأول جعفر الطيار الحب ابن الحب على ارض الأردن مؤتة الكرك ارض الصمود والعزم .
وينضم اليوم مع مسيرة كل شرفاء الحراكات هم الشرفاء المطالبون بالإصلاح من اجل الوطن ، لان الأصل في المتحركين في الحراكات بأنهم الأكثر وطنية وحرصا على امن الوطن وقيادته واستقراره وهويته ووجوده ، فالإصلاح قطعا لا يعني التآمر على الوطن وأمنه واستقراره والاستقواء عليه وقلب ظهر المجن له ، فالوطن أغلى منا جميعا ولتكن أجسادنا ودماؤنا فداءا للوطن وأمنه واستقراره ، ونستذكر شهداء المحافظة الكثر الذين شاركوا إخوانهم من أبناء الوطن الشهادة وقضوا نحبهم ومضوا في الدفاع عن ثراه وترابه ومقدساته وفلسطين الحبيبة .
أننا نخرج اليوم في مسيرتنا حبا وإخلاصا وفاءا، طوعا لا كرها خفافا لا ثقالا ، لا خوفا ولا طمعا ، كما يدعي المأجورون والموجّهون والمسيّرون والعملاء وأهل الخسة ، فأهل المحافظة عصيّون يثبتون في مستنقع الموت أرجلهم ويقولون من تحت اخمصك الحشر .
ثم نتمنى أن تسمح الظروف لجلالة سيدنا مشاركتنا مسيرة الوفاء ليتسنى لأكتافنا وعيوننا أن تحمله وتكتحل بحضوره ، فلقد قرر أبناء المحافظة المسير بالوفاء للقائد والوطن إلى ما بعد النهاية .