جمعية نساء ضد العنف تعقد ندوة بعنوان "سيكولوجية العلاقات الزوجية"

اخبار البلد_ عقدت جمعية نساء ضد العنف بالتعاون مع جمعية المكارم الخيرية / الغورالأوسط ندوة حوارية توعوية بعنوان "سيكولوجية العلاقات الزوجية" يوم الأربعاء 18/4/2012 في مقر جمعية المكارم الخيرية حيث بدأت الندوة بالسلام الملكي و آيات من الذكر الحكيم، و من ثم كلمة ترحيبية من الأنسة فريال العيطان رئيسة جمعية المكارم الخيرية، ثم تحدثت السيدة خلود خريس رئيسة جمعية نساء ضد العنف عن الجمعية و أهم نشاطاتها و أهدافها و استرتيجية الجمعية، كما و رحبت بالضيوف الكرام.
ثم تحدثت السيدة خلود خريس خلال الفترة الأولى من الندوة عن مفهوم العنف الأسري وأسبابه والأمان الأسري، " أن ظاهرة العنف الأسري جاءت نتيجة للحياة العصرية، فالضغط النفسي والإحباط، المتولد من طبيعة الحياة العصرية اليومية، تعد من المنابع الأولية والأساسية لمشكلة العنف الأسري.
والعنف سلوكٌ مكتسبٌ يتعلمه الفرد خلال أطوار التنشئة الاجتماعية. فالأفراد الذين يكونون ضحية له في صغرهم، يُمارسونه على أفراد أسرهم في المستقبل.

كذلك فإن القيم الثقافية والمعايير الاجتماعية تلعب دوراً كبيراً ومهماً في تبرير العنف، إذ أن قيم الشرف والمكانة الاجتماعية تحددها معايير معينة تستخدم العنف أحياناً كواجب وأمر حتمي. وكذلك يتعلم الأفراد المكانات الاجتماعية وأشكال التبجيل المصاحبة لها والتي تعطي القوي الحقوق والامتيازات التعسفية أكثر من الضعيف في الأسرة،وهذا ينبطق أحياناً بين الإخوة والأخوات".

و مدى أهمية هذا المفهوم بالنسبة للأسرة بشكل خاص و المجتمع بشكل عام وبينت سبب عقد الندوة في منطقة ديرعلا حيث أنها منطقة بعيدة عن العاصمة و يجب نشر الوعي و تعريفها بهذا المفهوم المهم جدا لقيام أسر سليمة لها دور فاعل في المجتمع.
حيث قالت السيدة خريس أسرة بلا عنف – مجتمع آمن " الأمن الأسري" ذلك المفهوم بمثابة قلب متحرك يدفع بالدم إلى جميع أجزاء الجسم لينقذ الأعضاء و تستمر بالحياة و كذلك الأسرة التي يكون مبدأ التعاون فيها قائم على أساس تحقيق هذا المفهوم فينطلق مفهوم الأمن الأسري ليطبق أحكامه و أنظمته لتستمر الأسرة في البناء السليم بعيدا عن تلك التدخلات الطارئة من قبل العوامل الخارجية و الأدبية و الإجتماعية في المجتمعات الأخرى التي تكون تلك التدخلات نتيجة غياب مفهوم "الامن الاسري "، فمتى تحقيق مفهوم "الأمن الأسري" سنعيش في مجتمعات خالية من العنف و الإرهاب و الفساد و الإنحراف العقدي، خاليا من العقوق و من التفككات الأسرية ف"الأمن الأسري"عدة نقاط لا بد من توافرها ليقوم بتحقيقها جميع من في الأسرة للمحافظة على سلامة و صحة الاسرة .
كما تحدثت عن الزواج المبكر (أسبابه و نتائجه و حلول مقترحة)
"ظاهرة الزواج المبكر أصبحت ظاهرة مقلقة في المجتمع الأردني حيث أن عدد القاصرات التي يتم تزويجهن برغبتهن او عدم رغبتهن في الزواج هي في إرتفاع متزايد و هذه الظاهرة لها الكثير من السلبيات سواء على الفتاة القاصر أو على الأسرة و بالتالي على المجتمع بشكل عام، و مع أن السن الأدنى للزواج في المملكة هو ثمانية عشرة عاما كما هو محدد في قانون الأحوال الشخصية إلا أنه قد هناك حالات معينة يسمح بتزويج القاصر في سن دون الخامسة عشرة يتم تحديدها من قبل القاضي الشرعي.
إن زواج القاصر يسبب الكثير من الأذى النفسي و الجسدي لها ما بعد الزواج و أحيانا كثيرة يعتبر زواج القاصرات شكل من أشكال العنف كما و يعرضها للعنف الجنسي في أحيان أخرى"
كما أعزت اسبابه إلى أسباب إقتصادية و مفاهيم إجتماعية خاطئة و اسباب انتشار ثقافة الموضة و الحرية عند المراهقات و الخوف من العنوسة و عدم وجود وعي كامل بتبعات زواج القاصرات من قبل الاهل.
كما تحدثت عن الطلاق و أهم أسبابه و سبل الوقاية منه لأن الطلاق أصبح ظاهرة متزايدة في المجتمع الأردني. و كيفية تعامل المراة المطلقة مع المجتمع بعد الطلاق و متابعة حياتها بالطريقة السليمة.
في الفترة الثانية من الندوة قامت الدكتورة منال صمادي بإلقاء محاضرة بعنوان "استراتيجية للمقبلين على الزواج" و قالت
"إن الحوارات بين الزوجين هي عبير الحب وشعره وأحاسيسه، ولذا فإن كلا الزوجين في حاجة إلى إيجاد وقت للحوار بينهما بين فترة وأخرى: فلا يشغلهما شاغل عنه، بل يحاور كل منهما الآخر، ويشاهد كل واحد بريق عيون الثاني ويلمس دفء يديه، ويتحدثان عن ماضيهما وحاضرهما ومستقبلهما فيكونان صديقين أكثر من كنهما زوجين، فكلمة من هنا وقصة من هناك وضحكة من هنا ولمسة من هناك، تجدد الحب بينهما وتعطيه عمرًا أطول ولا يوجد شكل واحد للتواصل بين قلبي الشريكين، ولكنهما في حاجة فقط إلى مراجعة التقيت المناسب لتلك الحوارات، فإذا شعر كل منهما أنه يحمل للآخر مشاعر الحب والتفاهم، وأنه يمكنهما التحاور بأسلوب هادئ ومتزن، فإن هذا مؤشر على أن التوقيت جيد ومناسب لبد حورات القلب إلى القلب.
وعندما يبدأ هذا التحاور، فإن من المفيد أن يتأكد كل طرف أنه ليس مشتت الفكر، أو أنه يتصرف بانفعال مدافعًا عن نفسه، وأنه يتحاور بصبر وود.
ومما يساعد على نجاح تلك الحوارات هو التعرف على لانمط النفسي لشريك الحياة، (ولقد أثبتت الدراسات النفسية أن لك إنسان نمطًا خاصًا به، وأن الأنماط عمومًا هي:
ـ نمط صوري: أي الإنسان ينظر للعالم ويتعامل معه من خلال الصورة.
ـ نمط سمعي: أي الإنسان ينظر للعالم ويتعامل معه من خلال الكلمة المسموعة.
ـ نمط إحساسي: ينظر للعالم من خلال أحاسيسه ومشاعره الداخلية.
فمعرفة نمط الإنسان الذي تتعامل معه، ثم محاولة الدخول له من خلال النمط المناسب له
يُعجِّل بالانسجام والتوافق بيننا وبينه"
و من ثم اوضحت في محاضرتها كيفية اختيار الشريك المناسب، وبعض الاعتقادات الخاطئة لدى الزوجين عن الزواج منها :
الخرافة الأولى: العلاقة الرائعة تعتمد على تفاهم كامل بين عقليتين.
الخرافة الثانية: العلاقة الرائعة هي ثمرة رومانسية رائعة.
الخرافة الثالثة: بيت دون مشكلات.
كما بينت أهم أسباب المشاكل بين الزوجين إلى :
اختلافات شخصية، اختلاف تجارب الحياة، الاختلاف في الموروثات الثقافية والاجتماعية، كما قدمت أمثلة من واقع الحياة.
تخلل المحاضرة الكثير من المداخلات و القصص الحية التي طرحها الحضور و ناقشوها مع المحاضرين.
و في نهاية الندوة تبادلت جمعية نساء ضد العنف ممثلة برئيستها خلود خريس و جمعية المكارم الخيرية ممثلة برئيستها فريال العطيان الدروع.
أدار جلسات الندوة السيدة وسام علاوين نائبة رئيسة جمعية نساء ضد العنف.
عريف الحفل السيد إحسان يوسف إعلامي من قناة الرافدين الفضائية.