من أنتم حتى تمنعوا الأردنيين عن بيتهم ؟؟؟!!!
اخبار البلد- عبدالغفور القرعان - استوقفتني رسالة موجّهة من فتاة أردنية تشكو فيها من معاملة موظفي الديوان الملكي العامر ( بيت الأردنيين ) , فالرّسالة تحمل في كلّ كلمة منها الألم والمرارة من هذا التعامل الّذي لا يمتّ لقيمنا وعاداتنا الأردنية الأصيلة بأيّ صلة . فالكرم والجود وحسن المعاملة هي من طباع الأردنيين , ورثناه أبا عن جد . هذه الفتاة كان حلمها أن تقابل جلالة الملك لتقدّم له هدية في عيد ميلاده , فلم تر من موظفي الديوان الملكي كما عبّرت في رسالتها سوى ( الإحتقار وسوء المعاملة والتجاهل المتعمّد لطلبها ) . ذكرت في البداية بأنّ هذه الرّسالة استوقفتني لأننا نحن الأردنيين لم ولن نعتد على الإحتقار وسوء المعاملة , لأننا تربّينا على العزّة والكرامة .
ليس الأردنيّ من يهان ويحتقر يا بعض موظفي الديوان .
ليس الأردني من يستهزأ به ويتجاهل يا بعض موظفي الديوان .
وليس الأردني من يطرد من بيته يا بعض موظفي ( بيت الأردنيين ) .
إذا كنتم تعتقدون أن ( بيت الأردنيين ) هو بيتكم أنتم فقط , فأعلنوها على الملأ ( يمنع كلّ أردني صاحب حاجة أو مظلمة مراجعة الديوان الملكي ) .
إذا كنتم تعتقدون أنّ ( بيت الأردنيين ) هو بيتكم فقط , فاسرحوا وامرحوا فيه كما تشاؤون , ولن تروا أيّ أردني يأتي إليكم ( ليكحّل عينيه برؤياكم ) .
ألا تعلمون بأنّكم بتصرّفاتكم الرّعناء هذه تنفّرون أصحاب البيت من المرور حتى من شارع قصر رغدان ؟؟
لقد كثرت الشكاوى عليكم , ورأيت وسمعت ما هو أكثر من هذه القصّة والّتي تقشعرّ لها الأبدان من تعاملكم .
نحنّ إلى ( بيت الأردنيين ) والّذي كانت تفوح منه رائحة القهوة السّادة المعمّرة بالهيل .
نحنّ إلى رجال بيت الأردنيين الّذين كانوا يلاقون ضيوفهم بالبسمة والتّرحاب .
عودوا إلى ديننا وإلى قرآننا والّذي حضت كثير من آياته على إكرام الضيف وإغاثة الملهوف , ألم تسمعوا بالآية الكريمة ( وأمّا السّائل فلا تنهر ) ؟؟؟
ألم تسمعوا وتعوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلّم ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر , فليكرم ضيفه )
ألم تقرأوا وتفقهوا شعراء الجاهلية الأولى في إكرام الضيف عندما كانوا يرددون :- الله يعلـم أنه مــا ســـرني *** شيء كطـارقـة الضيـوف النزل
مازلت بالترحـيب حتـى خلتني *** ضيفـًا لهـم والضيف رب المنـزل
حتى المثل الّذي لا يأتي يوم ونسمعه ( لاقيني ولا تغدّيني ) .
أم أنّ المثل الّي كانت تردّده جدّتي – رحمها الله – ( تبدّلت غزلانها بقرود ) بدأ يتحقّق ؟؟؟ .