طي صفحة الطفيلة .. والشكر للملك

لم ولن تكتب الدولة في صفحاتها صحائف سوداء مع ابنائها وعنهم، سواء من خالف في الحب ومن اختلف على دروبه وطرائقه، فالحب محفوظ والاختلاف على نهجه ومنهجه، ومن هذا الارث الملكي طويت صفحة ملف موقوفي الطفيلة وموقوفي الدوار الرابع، فالملك يعرف ان الطفايلة ومن ناصرهم على الدوار الرابع ذخيرة دولة ووطن، وعندما يطأون بساط بيتهم الكبير في المقر السامي تنحّل العقد، برحمة وعدل وكرامة.


لا يناصر الاصلاح فقط بل كان اول المنادين به والممهدين الطرق لوصول قاطرته الى غاياتها، رغم اجندات المتضررين من الاصلاح سواء من نخبة الرسميين او حرسهم القدامى او من الراغبين بإصلاح يلبي رغائبهم فقط، لذا حافظ الاصلاحيون الحقيقيون في مطالبهم على بقاء صورته ورمزيته ناصعة، عبر المطالبة بحكومة برلمانية منتخبة، تتحمل الغنم والغرم، فالملك اب الجميع وواسط البيت وعمود توازنه واستقراره.

ملف الطفيلة كان ندبة في وجه الاصلاح الاردني ومسيرته، لولا التدخل الملكي بطي الصفحة، بعد ان تلكأ رسميون وحاولوا ان يكونوا ملكيين اكثر من الملك، وهؤلاء يوفرون دوما الشقوق لتمر الفرقة وتتعمق الندوب، ونحمد الله على ان نسبتهم في تناقص وبضاعتهم بات يؤكلها الصدأ وما عادت رائجة او تجد اذانا تسمعها.

الملك وحده من يعرف نبض الاردنيين وحقيقة مشاعرهم نحوه ونحو وطنهم، فهو الذي يجول بواديهم وقراهم ومخيماتهم، وهو الذي يطرق الباب صباح العيد على الغلابى، وهو الذي يصلهم حيثما كانوا، لذا كان العدل الممزوج بالرحمة خلطته السحرية للفوز بعرش القلوب لا بعروش المقاعد الواهية، وكان نبضه اردنيا ووجعه وطنيا وحلمه وطنيا.

اختصر المعادلة بجملة واحدة "إننا منفتحون على الجميع وان من يريد بناء الوطن وبروح منتمية فعليه أن يجلس الى الطاولة لنبني بلدنا ونحمي الأردن من كل الذي يشهده الاقليم من أحداث وأنا مع الاصلاح السياسي ومحاربة الفساد وأنا مع الحراك، لكن علينا أن نستخدم عقلنا ونغلب لغة الحوار والعقل لنتقدم إلى الأمام”.

الاصلاح ليس وصفة جاهزة ولا حقيقة يمتلكها طرف بعينه كما خلطة الكيميائي، فهو معادلة سياسية واقتصادية في بيئة اجتماعية، ليس بالضرورة ان تكون حاملة لنفس مواصفات بيئة اخرى، وهو نموذج يصنع بأيدي الجميع ليكون على مقاس توافقهم وحجم تلبية طموحاتهم، يصنع بالحوار لا بالحرد.

الاصلاح كما قال الملك، يحتاج الى حوار مدعوم بحراك وطني، يكشف زيف النوايا الرافضة لتقدم المسيرة الا على سكتها او حسب قياساتها، ويحتاج الى حرب ممنهجة على الفساد والافساد، دون اشاعات نصدقها ونبحث لها عن ضحايا، او تضخيم ايقاعها من اجل افساد ذائقة الناس ومزاجهم الوطني فيصلون الى ان البلد ضاع ويغرقون في اليأس الوطني، ويفقدون الثقة ويعدمون التمييز.

من جديد، يؤكد الملك جدية الاصلاح الاردني، وامتلاكه ادوات التقدم بالمجتمع نحو اردن ديمقراطي لجميع ابنائه، وبأن القادم يتسع الجميع عبر بوابة المشاركة الفاعلة في وضع الحلول ورسم خريطة الطريق للمستقبل، ويفتح الباب واسعا كي يقول ابناء المحافظات كلمتهم في رسم مستقبل بيئتهم السياسية والاقتصادية ضمن بوتقة الكرامة الوطنية.

من جديد، يعيد الملك بارقة الامل للجميع، وعلى الجميع الكفّ عن ممارسة الحرن السياسي والانتهازية السائدة في الاقليم، من اجل التوافق الوطني، على قانون انتخاب يخرجنا من دائرة المجالس المحلية او القروية الى دائرة الوطن بكليته، ويفتح باب المشاركة للجميع بعد إزالة التشوهات من القانون الحالي.