عصام قضماني .. يدافع ويبرر ما جرى بيعه هو الارض وليس الميناء
فكرة نقل ميناء العقبة ليست جديدة , ويكفي تقليب أوراق وزارة النقل للإطلاع على عشرات الدراسات بدءا من ثمانينيات القرن الماضي ونتائجها تدل على أن الميناء بموقعه الحالي لن يكون ملائما وأن إستغلال الأرض في مشاريع سياحية أكثر جدوى إقتصاديا وبيئيا وسياحيا , فلماذا يتم تحريك الإحتجاجات على الفكرة وقد أصبحت قيد التنفيذ ؟.
لماذا يحرص البعض على تكريس المفاهيم الخاطئة بالقول بأن ما تم بيعه هو الميناء , بينما أن ما تم بيعه هو أرض الميناء والفرق هنا كبير ؟ السر الذي يتساءل عنه البعض لا يكمن في صفقة البيع , بل في المصالح التي تدفع لإيقاظ الإحتجاجات على الصفقة كلما هدأت , وكلما كانت الإيضاحات حولها تجد طريقها الى الرأي العام .
هذا الأسبوع إتخذ حراك الكرك شعار جمعة إستعادة ميناء العقبة , بعد أسابيع قليلة من زيارة قام بها عدد من النواب الى العقبة لإستيضاح الحقائق وخلصوا الى نتيجة مفادها أن الصورة التي كانت في أذهانهم من قبل كانت مشوشة بفعل بعض المعلومات المغلوطة التي نالت من المشروع وأن الحقيقة كانت مغيبة وسط تنامي جلد الذات والنظر الى الجزء الفارغ من الكأس والاكتفاء بلعن الظلام وقبل ذلك حث يوسف المنيس رئيس شركة المعبر التي إشترت أرض الميناء ولم تتملكها بعد الحكومة على نشر تفاصيل الصفقة للرأي العام وقال « الاتفاق مع الاردن يتسم بالوضوح والشفافية وليس فيها ما يمكن إخفاؤه « .
كان واضحا أن الصفقة منذ بدايتها تمت في بعدين الأول دعم سياسي من الإمارات للأردن والثاني مساندة إقتصادية عاجلة لبلد يسابق الوقت لإقتناص فرصة توقيع إتفاق شراء ديون ربما لن تتوفر مرة ثانية .
الشكوك حول قيمة الصفقة تتبدد بالنظر الى القيمة السوقية لأراضي العقبة في تلك الفترة ، مع الأخذ بالإعتبار تفاوت قيم الأرض موضوع الصفقة للاختلاف الكبير بين المواقع التي يضمها الاتفاق ومنها هو مشاطىء ومنها ما هو وعر فثلثا الأرض تقع في مناطق لا يصل سعر الدونم فيها الى ثلث المبلغ المدفوع واقل منه في المنطقة الجبلية فمنطقة الميناء هي الجائزة للمستثمر مقابل تطوير المواقع الأبعد بما ينعكس على محيطها .
ما تم بيعه هو أرض الميناء وليس الميناء , مع ذلك هناك من يصر على ترويج معلومات خاطئة تقول أن ما تم بيعه هو الميناء وهو بظني ما يثير الإستغراب والأسئلة عما وراء هذا الإصرار , خصوصا إذا علمنا أن أرض الميناء المطروح نقله منذ ثمانينيات القرن الماضي كانت وبإستمرار تثير شهية متنفذين كانوا بانتظار الانقضاض عليها .