حالة من عدم الاستقرار الجوي تؤثر على المملكة اليومين القادمين
تتأثر بلاد الشام بما فيها المملكة بمشيئة الله اليومين القادمين بحالة من عدم الاستقرار الجوي تتسبب بحدوث تقلبات جوية من ضمنها هطول زخات مُتفرقة من الأمطار على فترات مُتباعدة و بشكل غير مُنتظم و خاصة نهار يوم الخميس 2025/1/23 (تفاصيل حالة عدم الاستقرار من هنا). و تأتي هذه الحالة ضمن استمرار تأثر المملكة بين فترة و أخرى بحالات جوية فرعية و في ظل افتقاد واضح لزخم المُنخفضات الشتوية المُتتالية المُعتادة في هذا الوقت من العام.
بالرغم من وجود فرص الأمطار.. استمرار غياب المُنخفضات الشتوية المُتكاملة
و أوضح المُختصون في مركز طقس العرب بأن الحالة المُقبلة على المملكة نهاية هذا الأسبوع ناتجة عن اندفاع كتلة هوائية باردة و رطبة في طبقات الجو العليا بالقرب من المملكة إلا أنها لا تتعمق بنحو كاف للحوض الشرقي للبحر الأبيض المُتوسط، و لكنها تستثير منخفض البحر الأحمر بالتمدد نحو الشمال فتتولد حالة من عدم الاستقرار الجوي. و يتضح ذلك مما تستشعره النمذجة الحاسوبية بأن الهطولات المطرية لا يُتوقع أن تتسم بالاستمرارية المتواصلة كما هو حاصل بالمنخفضات الجوية الشتوية (المُصنفة)، بل ستكون على فترات مُتباعدة و الطقس سيكون مُتقلب ما بين وقت و آخر بل و منطقة و أخرى و هو ما يُميّز هكذا حالات.
و بالرغم من توقعات بتشكل العديد من بؤر الضغط الجوي المُنخفض في المنطقة إلا أنها فرعية و مُبعثرة و مُغلقة و مُرتبطة أيضاً بمُنخفض البحر الأحمر، و جميع هذه البؤر تُسبب تشتت للرياح أي أنه ليس نظاماً سطحياً مُنتظماً كما يحصل بالمُنخفضات الشتوية المُتكاملة، و تعرف هذه الحالات بالحالات الجوية المُركبة و هي موجودة في الأرشيف المناخي للمملكة إلا أنها تحدث بكثرة خلال فصل الخريف أو الربيع، و ليس في مُنتصف الشتاء!
علمياً: لماذا النظام الجوي لم يتطور إلى مُنخفض شتوي مُصنف؟
و أكد المُختصون في مركز طقس العرب بأن الانظمة الجوية لا زالت غير ناضجة من الناحية الشتوية في المنطقة حتى ساعة اعداد هذا التقرير، حيث أن طريقة تموج التيار النفاث و محور و قوة اندفاع الكتل الهوائية الباردة و الرطبة في الطبقات العليا نحو المنطقة لا يزال غير تقليدي و هو ما يُفرز بأن الحالات الجوية تكون فرعية و لا تتطور إلى منخفضات شتوية مُتكامل.
من ناحية علمية، في الحالة القادمة أيضاً سيكون التيار النفاث على أطراف جنوب بلاد الشام و سيكون بزاوية مُنفرجة و واسعة و هو ما يؤدي إلى أن تكون ديناميكية الحالة ليس قوياً و النظام السطحي المُرافق للحالة لا يكون مُتعمقاً. في حين يكون سلوك التيار النفاث المُرافق للأنظمة الشتوية ضيقاً و متموجاً بشكل مُنتظم و يتسبب المؤثر العلوي بتشكل مُنخفض جوي سطحي في محيط جزيرة قُبرص و يعمل عمل الموُلد لحدوث هطولات مطرية و ثلجية على حد سواء.