اضحك وصوّت...! (2)
سائقو السّياسة الأردنيّة وواضعو قانون انتخاباته أشبه ما يكونون بسائق ذلك (التّاكسي) والذي ركب معه يوماً أحد السّائحين الأجانب... .
سارت سيارة الأجرة تلك في شوارعِ عمّانَ العاصمة بسرعة جنونيّة...، وعند الوصول إلى إحدى الإشارات الضّوئية والتي كانت حمراء، قام السّائق بقطعها وتجاوزها دون أدنى اكتراث... .
السّائح الأجنبي: هل أنت مجنون؟ كيف لك أن تقطع إشارةً حمراء...؟!!!
السّائق (مبتسماً واثقاً): لا تخاف...، أنا حرّيف...!!!
وعندما صادف إشارة حمراء أُخرى...؛ قطعها وتجاوزها بنفس السّرعة....
السّائح (صائحاً ): أنت مجنون...، لِمَ تصرّ على قطع الإشارة في كلّ مرّةٍ وهي حمراء...؟ أنت فعلاً مجنون...!!!
السّائق (وهو يشعل سيجاره : لا عليك...لا تخاف...ألم أقل لك بأنّني حرّيف؟!
سار السّائق مجدّداً في أحد الشّوارع إلى أن وصل إلى إشارةٍ ضوئيّة...، وصدف أنّها خضراء في هذه المرّة...، فما كان منه إلّا أن توقّف عندها...!!!
السّائح: أوه ماي قاش...! أنت جدّاً مجنون...! أنت مجنون حقيقي...! تقطع الحمراء وتقف عند الخضراء...؟
السّائق (ضاحكاً): يا خواجه...، أنا لست مجنوناً...، ولكنّني وقفت على الإشارة الخضراء خوفاً من قدوم واحد أخر حرّيف مثلي من الجهة الأُخرى...، وهذه كلّ الحكاية...!!!
أخي القارئ...؛ ما عليك سوى أن تتصوّر حجم الكارثة التي تسبّب أو يمكن أن يتسبّب بها ذلك السّائق الأحمق المجنون بنظر الجميع والمحترف بنظر نفسه وغروره أو كما يدّعي ويهرف...، وفي النّهاية ما عليه في كلّ مرّة سوى أن يُسكتنا بعذرٍ أقبح من ذنب...، تصوّر...!
السّواقة بهذا الشّكل وبتلك الطّريقة في بلدنا...؛ لا تعني سوى الموت أو الإعاقة الشّديدة جدّاً...، وهما أمران وأحلاهما مرّ...!!!