المستشارة ريم الريمونى رئيس الاتحاد العربى للملكية الفكرية: مصر «أم الدنيا» والرئيس السيسى حَوَّل الصحراء إلى مدن عالمية



كشفت المستشارة ريم الريمونى رئيس الاتحاد العربى لحماية الملكية الفكرية، ضرورة دعم المبتكرين والمخترعين فى ظل التحديات الراهنة التى تُهدِّد مناحى الإبداع ومنها الذكاء الاصطناعى، وأشارت فى حوارها معنا إلى أن منح العاصمة الإدارية الجديدة جائزة العاصمة العربية للملكية الفكرية يعكس الرؤية المصرية المستقبلية نحو التنمية الاقتصادية المستدامة التى يقودها الرئيس الشجاع عبد الفتاح السيسى وتمثلت فى تحويل الصحراء إلى مدن نابضة بالحياة.. وإلى تفاصيل الحوار:

اقرأ أيضًا | د. هشام عزمى رئيس المجلس المصرى لحماية الملكية الفكرية: إجراءات جديدة لحماية الابتكار من سطوة الذكاء الاصطناعى

ما أهداف الاتحاد العربى لحماية الملكية الفكرية؟
عمل الاتحاد منذ تأسيسه عام 2005 وبدء نشاطه تحت مظلة مجلس الوحدة الاقتصادية العربية على تكوين رؤية استراتيجية لتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة، ودعم الابتكار وريادة الأعمال فى الدول العربية من خلال تطوير السياسات والتشريعات ذات الصلة وتبادل المعلومات مع كل الشركات والمؤسسات والاتحادات الفرعية ونقاط الاتصال المختلفة الموجودة بالبلدان العربية بشأن حماية حقوق الملكية الفكرية، بالإضافة إلى التعاون مع الأجهزة المعنية فى نشر المعلومات والتعريف والتوعية بحقوق الملكية الفكرية من خلال التنسيق والمشاركة فى المؤتمرات والندوات وورش العمل عربيًا ودوليًا، كما يختص الاتحاد بعرض التسوية الودية والتوفيق بين الأطراف المتنازعة بناءً على رغبتها، وذلك على ضوء ما اتخذ من إجراءات، بخلاف قيام الاتحاد العربى لحماية حقوق الملكية الفكرية ومن خلال مكتب التوثيقات بتوثيق مستندات حقوق الملكية وإصدار شهادة من الاتحاد صالحة لمدة عام من تاريخ إصدارها.



كفاءات كبيرة
هل هناك تنسيق مشترك بين المجلس المصرى لحماية حقوق الملكية الفكرية والاتحاد؟
بكل تأكيد.. مقر الاتحاد العربى لحماية الملكية الفكرية هو القاهرة قلب العروبة النابض.. والمجلس المصرى لحماية حقوق الملكية يتمتع بكفاءات كبيرة ويتولى شئونه شخصية جديرة بالاحترام والتقدير؛ ومن ثم فإن هناك تنسيقًا مشتركًا وعاليًا على كل المستويات مع المجلس المصرى لحماية حقوق الملكية الفكرية، والجميع يعمل فى اتجاه واحد لتحقيق الأهداف المنشودة وحماية المبدعين والمبتكرين.

كيف يمكن للتشريعات القائمة أن تحمى حقوق الملكية الفكرية؟
يأتى ذلك من خلال تغليظ العقوبات وسن تشريعات جديدة تساهم فى حماية حقوق الملكية الفكرية وتدافع عن أصحاب الابتكارات والاختراعات وتغليظ العقوبات على سارقها حتى لا تنتشر قضايا الاقتباس والسرقة وتضيع الحقوق الواجب الحفاظ عليها، ودولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية يطبقان عقوبات شديدة على مَن يقوم بالتعدى على حقوق الملكية الفكرية، ووصل الأمر إلى عقوبة السجن 10 سنوات لمَن يرتكب مثل هذا الجرم فى حق الغير؛ ومن ثم فإن تشديد العقوبات على مرتكبى جرائم التعدى على حقوق الملكية الفكرية أمر ضرورى وحتمى لحماية المبتكرين والمخترعين وضمان الحفاظ على إبداعاتهم المستقبلية.

هناك الكثير من العقول العربية التى هجرت موطنها خوفًا من التعدى على إبداعاتها؟
هذا حقيقى؛ ومن ثم كان هدف الاتحاد العربى لحماية حقوق الملكية الفكرية العمل على إعادة الثقة فى تلك العقول العربية المبدعة التى هجرت أوطانها وبحثت عن مكان أو ملاذ آمن يمكنها تحت مظلته من ممارسة ابتكاراتها وإبداعاتها فى كل المجالات الثقافية والطبية والعلمية والاجتماعية، لكن تلك العقول العربية المستنيرة لن تعود إلى أوطانها قبل أن تطمئن أن إنتاجها الفكرى والإبداعى بمأمن من السرقة والتعدى عليه، وهو ما جعلنا نطالب بتغليظ عقوبة التعدى على حقوق الملكية الفكرية.

مبادرات جديدة

نظم الاتحاد مؤخرًا بالشراكة مع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصرى يومًا عربيًا للملكية الفكرية.. كيف تم ذلك؟
بالفعل وضمن المبادرات الجديدة لدعم حقوق الملكية الفكرية، تم تنظيم الاحتفال بأول يوم عربى لحماية الملكية الفكرية، وعُقد الاحتفال بالعاصمة الإدارية الجديدة؛ حيث كان للاتحاد عظيم الشرف أن يدشن هذا الاحتفال مع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء فى مصر؛ وذلك برعاية السفير محمدى أحمد النى، الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية التابع لجامعة الدول العربية، وبمشاركة كبيرة من المجلس المصرى لحماية حقوق الملكية الفكرية؛ حيث تم توقيع العديد من الاتفاقيات والمبادرات التى تدعم العمل المشترك فى مجال الملكية الفكرية؛ وتم خلال الاحتفالية مناقشة العديد من المحاور الرئيسية منها أثر حماية حقوق الملكية الفكرية على التنمية الاقتصادية المستدامة، وتكامل الأدوار الاقتصادية للمنظمات الإقليمية والدولية لتعزيز الإبداع والابتكار؛ كما تمت مناقشة استعراض التجارب الناجحة التى قامت بها بعض الدول العربية لحماية حقوق الملكية الفكرية، وعلى رأسها جمهورية مصر العربية التى دشنت الاستراتيجية الوطنية لحماية الملكية الفكرية التى تمخض عنها إنشاء الجهاز المصرى لحماية حقوق الملكية الفكرية.

وما أهم الاتفاقيات التى تم توقيعها فى مجال حماية الملكية الفكرية؟
أبرم الاتحاد العربى لحماية الملكية الفكرية شراكة استراتيجية مع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء بقيادة الدكتور أسامة الجوهرى، مساعد رئيس مجلس الوزراء المصرى، رئيس المركز، وتهدف الاستراتيجية إلى التعاون فى مجالات التدريب وتبادل الخبرات وإجراء الأبحاث العلمية المشتركة؛ بالإضافة إلى توفيق اتفاقية مشتركة مع المجلس المصرى لحماية حقوق الملكية الفكرية تتعلق بتبادل الخبرات والمعلومات والتنسيق المشترك فى كل ما يتعلق بمجال حماية حقوق الملكية الفكرية، حيث تعتبر مصر من أوائل الدول التى سنت قوانين وتشريعات تتعلق بحماية حقوق الملكية الفكرية.

«أم الدنيا»

تم اختيار العاصمة الإدارية المصرية كأول عاصمة عربية للملكية الفكرية لعام 2024.. ما السبب؟
هذا أمر طبيعى، مصر حقًا «أم الدنيا»، ومن رحمها ولد الإبداع والابتكار والعلم، واختيار العاصمة الإدارية كأول عاصمة عربية للملكية الفكرية عام 2024 يأتى تقديرًا لمكانتها كرمز للتخطيط الحديث وكمثال حى لرؤية حضارية لدولة عربية تحتضن الإبداع والابتكار وتدعم التنمية المستدامة؛ حيث تمكنت القيادة السياسية فى مصر برئاسة الرئيس الشجاع عبد الفتاح السيسى من تحويل الصحراء إلى مدينة نابضة بالحياة مما يعكس الرؤية المصرية المستقبلية نحو التنمية الاقتصادية المستدامة وهو ما جعل الاتحاد العربى لحماية الملكية الفكرية يتخذ قرارًا باختيار العاصمة الإدارية كأول عاصمة عربية للملكية الفكرية، وتم تسليم المهندس خالد عباس رئيس مجلس إدارة العاصمة الإدارية جائزة عاصمة الملكية الفكرية حيث تعكس حجم المشروعات التى تم الانتهاء منها بالعاصمة الإدارية، قوة وتحدى المصريين فى الإبداع والابتكار وخلق بيئة حاضنة للمبدعين وتعزيز حقوق الملكية الفكرية كأداة رئيسية نحو اقتصاد معرفى مستدام.

هل هناك تعاون بين الاتحاد العربى لحماية حقوق الملكية الفكرية والحكومات العربية؟
بكل تأكيد، الاتحاد يتعاون مع الحكومات العربية من خلال تقديم التوصيات والاستفسارات التى تفيد المجتمعات فى حفظ وحماية حقوق الملكية الفكرية؛ ولكنه يشكل تقديم مقترحات لحلول وليس فرض حلول، مع العمل بقوة على دعم منظومة المجتمع المدنى من خلال نشر ثقافة الوعى وتقديم حلول من أجل حماية أصحاب حقوق الملكية الفكرية؛ حيث نهدف إلى تنوير المجتمع العربى بقضايا وحقوق الملكية الفكرية؛ ولا سيما فى الأوساط الأدبية والصناعية والتجارية التى تعرضت للكثير من عمليات القرصنة خلال السنوات الأخيرة.