هل حرائق أمريكا عقاب وهل تقارن بغزة؟!

لا أعرف إلى ماذا يستند الذي يتحدثون عما يجري في الولايات المتحدة الأمريكية من حرائق، ما هي الآية في القرآن الكريم، أو الحديث النبوي الشريف الذي يستندون إليه بأن ما يجري في أمريكا من حرائق غضب وعقاب من الله؟!
ولماذا يعاقب الله عز وجل مواطنين عاديين ويترك بايدن وإدارته المجرمة والكونغرس المتصهين و”أيباك”. ولماذا يترك نتنياهو وعصابته الإرهابية التي قتلت الأطفال والأمهات ودمرت المساجد وداست القرآن الكريم ودنست المسجد الأقصى. ولماذا يترك بعض الحكام العرب والمسلمين الذين يشاركون بصمتهم في الإبادة الجماعية بغزة. لماذا يتركنا نحن أيضا أمة 2 مليار نسمة التي تكتفي بالفرجة على غزة؟!!
كل ما في الكون يسير بإرادة الله ومشيئته وفق قوانين وضعها الله لتناسب البشر حتى يستطيعوا العيش في هذا الكون، والكون الحقيقي ليس هو ما نشاهده بعيوننا القاصرة، بحسب العلماء، والبراكين والزلازل والفيضانات والكوارث جزء من توازن هذا الكون وقوانينه الفيزيائية. لن يغير الله من نظام الكون ونواميسه من أجل سواد عيون مسلم متخاذل لا يفعل شيئا لنصرة غزة حتى لو بأقل القليل.
ولن يعاقب مواطنين أمريكيين عاديين قد يكون بينهم عربا ومسلمين لم يقوموا بأي عمل فيه أذية للمسلمين.
ومع ذلك أفهم أن نشمت بالكفار المحاربين وبأعداء الأمة من المحاربين أو من يدعمونهم ويدافعون عنهم لأن فيه شفاء لصدور المؤمنين.
وإذا فرح المسلم بما يصيب الظلمة والكفرة من المصائب لأن فيه مصلحة ومنفعة للمسلمين، أو يكون عبرة وذكرى لهم ولغيرهم، أو الفرح لموت الطواغيت والمجرمين والقتلة، أو غير ذلك مما يوافق مراد الشرع، ولا يخالف الفطرة، ففرحه هذا محمود.
لكن غالبية الشامتين ربط وقارن بين حرائق والدمار الذي لحق ببعض مدن أمريكا وما يجري في قطاع غزة من حرق وجرائم ودمار ، معتبرين ذلك انتقاما من أمريكا لما تقدمه من دعم مالي وعسكري وسياسي وإعلامي للعدو الصهيوني ليواصل ارتكاب جرائمه في قطاع غزة.
وربما كانت المقارنة صائبة وذات فائدة فقط حين تكون موجهة للمواطن الأمريكي الذي يجد نفسه يتعرض للموت وممتلكاته للدمار والضياع بينما لا تفعل حكومته شيئا لإنقاذه لأن معظم موارد الدولة ذهبت لدعم حرب الإبادة بغزة وحرم المواطن الأمريكي دافع الضرائب منها بينما ذهبت ضرائبه لقتل الأطفال الفلسطينيين.