زوجة الطبيب حسام أبو صفية: تعرفت عليه أثناء دراسته الطب في كازاخستان ومن أجله تركت وطني
الناطق باسم الجيش الإسرائيلي قال إن عملية الإخلاء "تتم بالتعاون من قبل مديرية التنسيق والارتباط مع مسؤولي جهاز الصحة المحليين والمنظمات الدولية"، إلا أن رئيس قسم التمريض في المستشفى، عيد صباح، قال لبي بي سي، صباح الجمعة، إن الجيش منح إدارة المستشفى 15 دقيقة فقط لإخلاء المرضى والطواقم الطبية إلى ساحته.
"غزة كلها بدها ياه"
وعن اللحظات التي سبقت اقتحام المستشفى واعتقال زوجها تقول ألبينا أبو صفية: اشتد القصف للغاية، فاحترق قسم الأرشيف والصيانة وساحة المستشفى وحتى غرفة العلميات، ما تسبب في العديد من حالات الاختناق جراء دخان القصف المتصاعد.
واستهدف القصف المنازل المجاورة للمستشفى لدرجة أننا كنا نسمع بوضوح استغاثات الناس من تحت الأنقاض ولا نقوى على مساعدتهم، فحينما خرج طاقم الإسعاف لمد يد العون تم استهدافهم بطائرة كواد كابتر وقُتلوا جميعاً.
لم تقف آثار القصف عند هذا الحد، فالروبوتات المتفجرة التي استخدمها الجيش الإسرائيلي في اقتحام المستشفى تطايرت شظايا منها وأصابت جريحاً كان على جهاز التنفس الصناعي بغرفة العناية المركزة بالإضافة للممرض الذي كان يرعاه، كان الوضع صعباً للغاية، تضيف ألبينا.
وعن ورود أي معلومات لها عما تعرض له زوجها الدكتور كمال أبو صفية أكدت ألبينا أنه لم تصلها أي معلومات لكن الأطباء المفرج عنهم أخبروها أنهم تعرضوا للضرب والتعذيب على حد وصفها، مجددة مطلبها بضرورة معرفة مكان احتجاز زوجها وحالته.
وبتوجيه سؤال افتراضي لها عن ماهية الرسالة التي تريد إيصالها لزوجها الطبيب المعتقل لو افترضنا أنه بإمكانه سماعها، تنهدت قليلاً ثم تساءلت في حيرة وعجز" إيش بدي أقوله! إيش بدي أقوله!" قبل أن تستدرك قائلة: "غزة كلها بدها ياه.. غزة كلها بدها ياه، الطاقم الطبي كله في انتظاره".
وعادت ألبينا لتؤكد أن زوجها لم يكن يهمه أي شيء يحدث خارج أسوار المستشفى، وكل جهده وتركيزه منذ بداية الحرب انصب على مساعدة الجرحى والمرضى وإنقاذ حياتهم، قائلة: أبو صفية قدم كل ما في وسعه لإنقاذ حياة المصابين رغم انعدام الإمكانات الطبية اللازمة لذلك، رأيت بنفسي مصابين تقطعت بعض أطرافهم لأشلاء ولعدم وجود عدد وافر من أطباء الجراحة لاستيعاب كل هذه الحالات كان زوجي وتخصصه طب أطفال بالإضافة لأطباء أمراض الباطنة يتطوعون لإجراء العمليات الجراحية ومساعدة الناس.
واختتمت ألبينا حديثها بالإشارة لقصة الحب التي جمعتها بزوجها الطبيب حسام أبو صفية الذي حضر إلى موطنها كازاخستان لدراسة الطب، فتعرفا وجمعتهما قصة حب دفعتها لترك كل شيء والانتقال للعيش معه في شمال غزة منذ عام 1996 وأنها منذ ذلك الحين لم تتخل عنه أو عن أهل غزة رغم أنها وأبناءها جميعاً يحملون جنسية أجنبية.
وجددت مطالبتها بالإفراج عن زوجها ليعودا كما كانا سوياً ولا يفترقا.
ولد حسام أبو صفية في الحادي والعشرين من نوفمبر عام 1973 بمخيم جباليا في محافظة شمال غزة، وتعود أصوله إلى عائلة تعرضت للتهجير عام 1948 من بلدة حمامة التي تقع في قضاء عسقلان، وهو أحد أبرز قادة الفرق الطبية في قطاع غزة، وحصل على شهادة البورد الفلسطيني في طب الأطفال وحديثي الولادة.