اخبار البلد_ مسائل كثيرة وقضايا عديدة تستحق الاهتمام الكبير والبدء بالمعالجة الفورية
وهي في مجملها تتعلق بالشأن العام وقضايا الوطن الكبرى, وعلى رأسها قضايا
الفساد, والبحث عن أصحاب الكفاءة والأمانة من أجل إشراكهم في تحمّل مسؤولية
إدارة المرحلة وإنقاذ الاقتصاد الوطني وتخليص مؤسسات الدولة من قبضة
الحيتان وأصحاب الأجندات الشخصية.
لكن المسألة التي لا يجوز تأجيل معالجتها, ولا يجوز السكوت عليها لحظة
واحدة, هي تلك المتعلقة بما جرى مع المعتقلين من الحراك الشعبي الإصلاحي
سواء في الطفيلة أو على الدوار الرابع, من إهانات ومس بكرامة المعتقلين.
لقد تمّ تأكيد هذه الأخبار من قبل المحامين الذين ذهبوا لزيارة المعتقلين
وأخذوا وكالاتهم من أجل الترافع عنهم, كما أكد هذه الأخبار بعض الشخصيات
الوطنية المحترمة الذين زاروا المعتقلين واطّلعوا على أوضاعهم, كما أكّد
هذا السفير الأردني "محمد داوودية" وكتب ذلك على صفحته على الفيس بوك,
وتفيد الأخبار أنّ أسماء بعض ممن قاموا بهذه الإهانات وأشرفوا عليها
معروفة, وهذا يعني أنّ المسألة أصبحت في منتهى الجديّة.
مسألة المس بكرامة الأردنيين مسألة خطيرة وفي غاية البشاعة; لأنّه لا مسوغ
لها مطلقاً, وهي تمثل اختراقاً واضحاً للدستور الأردني, واختراقاً للقوانين
الأردنية, وتعدّيا كبيرا على حقوق الإنسان, ولذلك نحن نحذر من محاولة
لفلفة الموضوع والسكوت عليه, لأنّ ذلك سوف يؤدي إلى نتائج وخيمة لا تحمد
عقباها.
وبناءً على ذلك يجب على الحكومة والجهات الرسمية المبادرة المستعجلة لتشكيل
لجنة تحقيق محايدة, ووضع الأمور في نصابها, ويجب محاسبة الفاعلين وعرضهم
على القضاء, ويجب أن يتم التحقيق بمنتهى النزاهة والعدالة والشفافية.
هؤلاء شباب أردنيون, خرجوا للتعبير عن رأيهم بطريقة سلمية يكفلها الدستور
الأردني, وإذا أخطأ بعضهم فهناك القضاء الأردني الذي يملك حق إصدار العقوبة
المناسبة, فلماذا لا يتمّ عرض المخطئين على القضاء.
ما نرجوه من دولة الرئيس, أن يأمر باتخاذ الإجراءات الكفيلة التي تبعث على
طمأنة أهليهم وذويهم, وبعث الطمأنينة في نفوس الأردنيين جميعاً, انّ الدولة
الأردنية لجميع الأردنيين, ولن يرضى دولة الرئيس بإلحاق الإهانة بمواطن
أردني أو المس بكرامته في عهد حكومته.
أعتقد جازماً أنّ معالجة المس بكرامة هؤلاء الأردنيين أهمّ من قضية
الفوسفات والبوتاس وأهمّ من قانون الانتخابات; لأنّ الكرامة الآدمية صنو
الإنسانية, والكرامة مقدمة على الحياة, والإنسان يضحي بحياته من أجل حفظ
كرامته.