“سقوط الأسد… تقاطع المصالح وإعادة ترتيب القوى”



اسأل نفسك وفكّر عميقًا: لماذا يَسعَد الكيان الصهيونيّ وتركيا وأمريكا وقطر بسقوط نظام بشار الأسد؟ 
الجواب يكمن في تقاطع مصالحهم لإضعاف خصومهم الإقليميّين. سقوط النظام يعني تقليص نفوذ إيران وحزب الله، الخصمين الرئيسيين للكيان الصهيوني وأمريكا، أيضًا يُمكّنهم من احتلال مزيد من الأراضي السورية لتنفيذ أوهامهم التوراتية. 
بالنسبة لتركيا، يشكّل ذلك فرصة لإضعاف الأكراد وتوسيع نفوذها وأطماعها وأحلامها العثمانية في المنطقة. أما قطر، فتعتبره مجالًا لدعم حلفائها الإسلاميين على حساب محور يرونه عدوًا لهم.

المسألة هنا ليست دفاعًا عن الحرية والديمقراطية وكرامة المواطن كما يروجون، بقدر ما هي إعادة ترتيب لموازين القوى والمصالح في المنطقة. لأنهم أتوا بعبيدٍ لهم، قاطعوا رؤوس البشر وحارقوا الشهيد معاذ الكساسبة، ينفذون أجنداتهم الاستعمارية التقسيمية.

لماذا لم تسألوا نفسكم: لماذا عندما قصف العدو الصهيوني جميع المواقع العسكرية ومراكز البحث العلمي لم يُصَب أو يُستهدف أي من أركان أو تباع أو مقاتلي النظام الجديد، بينما كانت طائراتهم سابقًا تقصف وتستهدف العديد من الشرفاء الأبطال الذين حملوا السلاح بوجه الكيان الصهيوني؟

في السياق نفسه، يُلاحظ أن الجولاني في جميع مقابلاته ولقاءاته ركّز على مهاجمة إيران والحديث عن خلافات قبل 1400 سنة، بينما لم يذكر الكيان الصهيوني مجرد ذكر ليومنا هذا، ولم يتناول أكاذيب اليهود الممتدة عبر 4000 سنة، مما يثير تساؤلات حول أولويات الخطاب الذي يتبناه ومن يخدم في النهاية.