مطلوب إجراء حسابات في الغرف المغلقة للتعامل مع قنبلة وجود 30 ألف جهادي في سجلات أبو محمد الجولاني في سوريا.. الأردن و السعودية ومصر في خطر
في عُرف أجهزة الاستخبارات التي تنطوي على مجسات سياسية يمكن القول إن وجود عدد كبير يُقدّر بعشرات الآلاف من الجهاديين العرب في الأراضي السورية طوال السنوات الماضية التي أعقبت عام 2011 من العناصر الأساسية التي تدفع مطابخ سياسية وغرف قرار مغلقة في العديد من الدول العربية لحساب أو إجراء حساباتها بدقة متناهية تجاه تطورات الملف السوري.
العديد من التقارير العميقة بدأت تتحدّث عن حضور قوي وفاعل لقادة أساسيين من الجنسيات العربية في غالبية المفاصل الأساسية للقرار الشرعي والقرار التنفيذي والتدريبي في نحو 13 فصيل من بين 18 فصيلًا تشكل هيئة تحرير الشام.
والأنباء تتحدّث عن ما لا يقل عن 50 الفا من المقاتلين الاجانب سواء من دول عربية او دول إسلامية يتواجدون الآن داخل الأراضي السورية.
وجزء أساسي من هؤلاء يمثلون التيارات السلفية خصوصا في بعض الدول مثل تونس والسعودية وأيضا الأردن إضافة إلى مئات من الكوادر والقيادات ذات الاصل الفلسطيني أوالمصري.
الرقم الأقرب الذي يتداوله خبراء أمنيون لعدد العرب ضمن فصائل هيئة الشام وبالتالي الثورة السورية يتحدّث عن نحو 30 ألفا من المقاتلين.
يوجد بين هؤلاء على الأقل نحوي 5000 يحملون الجنسية السعودية في الماضي وبينهم نحو 2800 شخصية أردنية على الأقل خلافا للمئات من المصريين والآلاف من الجزائريين والتونسيين والسودانيين.
وهؤلاء يُطلق عليهم اسم "المُجاهدين العرب” في تنظيمات فصائل المعارضة السورية التي تمكّنت من دحر قوات النظام السوري والسيطرة على عدة مدن.
حتى اللحظة لا يوجد سيناريو معد مسبقا لكيفية التعامل مع هذه الكتلة الاساسية من نشطاء ومجاهدي فصائل المعارضة السورية الذين كان معظمهم في مدينة إدلب تحديدا وبعضهم بكثافة عددية كبيرة في مناطق جنوبي سوريا ويتوزعون على مختلف التنظيمات بما في ذلك تنظيم الدولة أو الذي عُرف باسم داعش خلافا لجبهة النصرة و التي يقال أنها مشكلة أصلا من مقاتلين عرب بالمقام الأول.
ولا يوجد تعريف هوياتي محدد بأسماء هؤلاء.
لكن العدد أكبر بكثير عندما دخلت قوات جهادية وسلفية ومجموعات متنوعة بدعم من دول عربية متعددة من بينها تونس والاردن ومصر والسعودية وأيضا دولة قطر في العام 2011.
أغلب هؤلاء لم يتمكّنوا لنحو 13 عاما من العودة الى بلادهم مع أن عددا كبيرا من رفاقهم وأصدقائهم العرب ومشاركيهم في الجهاد على الأرض السورية ضد النظام السابق تمكنوا من العودة ويعتبرون الآن بمثابة قاعدة اجتماعية للجهاديين السلفيين في دول جوار سوريا يفترض ان تخضع للمراقبة.
وجود هؤلاء بكثافة ضمن أطر الثورة السورية إستقطب المئات من عناصر ورجال الإستخبارات الذين يتجوّلون في محيط العاصمة دمشق بحثا عن معطيات ومعلومات وتقديرات ومسؤول تركي أشار إلى أن بلاده تراقب هؤلاء لأن أغلبهم يتجوّلون تحت غطاء ممثلين لوسائل الإعلام أو لمنظمات حقوقية.