صناعة الفرح في مهرجان أمواج العقبة
في العقبة فرصة جديدة بعد سبات عامين في أوصال المدينة، وذلك بعد إعلان موسم ورزنامة فعاليات فنية وثقافية وتراثية، تمتد طوال العام المقبل وبعدد أيام فرح فعلية تتجاوز ثلث أيام العام، لتعلن إنعاش عام قادم، فيه من فسحة أمل كبير، ومن إضاءة الألق للمدينة من جديد الكثير، فيه من العمل المنظم، وفيه من الجرأة في التنوع والزمان ما يؤكد الرغبة الحقيقية في الانسلاخ من تموضع اقعد المدينة على كرسي عجلات، بعد أن طال الشلل أركانها لأشهر طويلة ولأسباب عديدة بين قصور أو ظروف قاهرة عصيبة.أمواج العقبة مهرجان يمثل باقة متنوعة من الفعاليات لها من اسمها نصيب، فهي كما أمواج مياه خليج العقبة؛ هادئة وادعة، تلامس الجسد وكأنها طبطبة حبيب، وتشفي العقل وكأنها رواية جميلة، وتنعش الذاكرة وكأنها ذكرى طفولة، وتأتي بالخير الكثير، فهي أمواج في سيرة وتاريخ حياة المدينة الممتدة من أول قوافل التجارة في أزمان مضت، فهي أمواج لمسيرة ضوء فجر انطلق في الرزق صيادوها طلبا لخير وفير، فيها من الهمة والعزيمة كما مضى من جهد عمال مينائها، فيها من العطاء كما هو موسم حبات بلح اعتلت في السماء على أشجار نخل زرعها واهتم بها ابناء جيل لم نعد نرى من بعد نتاجهم نكهة في الناتج ومنتجيها.في العقبة بارقة وشموع فرح، تحملها رزنامة فعاليات مهرجان أمواج العقبة، من فنون وطرب ورسم ومسرح وأهازيج تراثية، وحداثة لإضاءة وصوت وحركة وحكايا قصص ومنافسات أدبية وشعرية، أعلن عنها لتلامس رغبة كل مهتم وزائر، وتستقطب كل سائح وباحث عن ملاذ في دفء شمس ورمال شواطئ عقباوية، سواء زوار المدينة من أبناء الأردن أو من الدول المحيطة بها، لتعيد الحياة من جديد لأوصال المدينة، وترسم بسمة الشكر على شفاه ابنائها ومستثمريها وقطاعات الحياة المختلفة فيها، ولتعيد وتؤكد نجاحات سابقة لفعاليات فنية، باستقطاب فنانين عرب كما هي واحة أيلة الملاذ باستضافات فنية سابقة محققة حياة ونشاطا عالي الدخل والعائد على المدينة في 24 ساعة مقضية، فكيف لفعاليات تزيد وتنشر الفرح في أيام تتجاوز ثلث أيام السنة الشمسية؟صناعة الفرح في أمواج العقبة صناعة مشتركة، تلزم الجميع بالوقوف خلفها ودعم نجاحها ورعاية أيامها، دون اهتمام واعتبار لتشويش وخطابات وكتب اعتراض نواب المدينة ممثلي الحركة الإسلامية، صناعة الفرح صناعة كل العقبة التي تستوجب وعيا في إدارة أيامها تعاملا وخدمة وصدقا وأمانة وهمة قوية، صناعة الفرح تبدأ بقبول مشروع الفرح كاملا وباستقبال كل زائر ومهتم وراع وشريك للفعاليات بوجه باسم وسلوك فيه من الحداثة والرقي ما يعزز تكرار القدوم باطمئنان ونفس مرضية، ونقل الصورة المشرقة المتأصلة والمغروسة بالحفاوة والكرم في أهل وسكان وكل مقيم في المدينة البحرية، صناعة الفرح ليست فقط دورا للمنظم والراعي ومنفق الأموال؛ بل هي مهمة بما يخلقه المجتمع كاملا ليكون مرآة أجمل صور الوطن بانعكاس هدوء وأمن بحرها، ولحن أعذب أغانيه بمقطوعة على آلة السمسمية، ودفء استقبال وكرم وأجمل طبق صياديه، عندها سيكون مهرجان أمواج العقبة ركيزة أساس في التغني بالعقبة مقصدا لكل باحث عن الفرح والنشاط وأيام هنية ولهذا سأقول للقائمين سيروا ولا يعنيكم فتاوى وبطولات إخوان دينكوشوتية